Topics

هو العليم الخبير

تب إلى الله تعالى: أينما كنت تب إلى الله تعالى: وإن كنت كافرا أو مشركا فلا تقنط من روح الله تعالى فإن بلاط الرحمن الرحيم ليس مقنوطا منه، وإن كنت رجعت عن توبتك إلى السيئات مائة مرة فعلى الرغم من ذلك الإصرار لا تقنط وتب إلى الله تعالى.

فالتوبة لغة الرجوع والعودة والوصال بعد الفراق والإنابة إلى الله تعالى بعاطفة الندم، والله تعالى خالقنا ورازقنا أشد فرحا إذا تاب إليه العبد بكل عجز وانكسار :

عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم سبي، فإذا امرأة من السبي قد وجدت صبيا في السبي فأخذته فألصقته ببطنها وأرضعته، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار؟  قلنا: لا والله: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الله أرحم بعباده من هذه بولدها.

وإذا صدر منك ذنب فلا تتأخر في التوبة إلى الله تعالى بكل تذلل وانكسار وخضوع وندم واستغفره فالتوبة والاستغفار مجلاة للروح ومغسلة للقلب، والإخلاص في التوبة يحول خط الحياة، ولا شك أن الوفاء بما عاهد الإنسان عليه ربه في الأزل حينما قال: "ألست بربكم" فريضة أدبية إنسانية روحية، ولا تغفل عن جانب إصلاح نفسك وتزكية روحك مع بذل قصارى جهدك فإن نقضت العهد المذكور وأقدمت على خطأ فلا تقنط من روح الله تعالى الرحمن بل الجأ إليه مستغفرا مسترحما، فالله تعالى ليس بعيدا عنك بل هو أقرب إليك من حبل الوريد، وحيثما كنت فإن الله معك، وما من اثنين إلا ثالثهما الله تعالى، وما تعمل من عمل فالله تعالى يراقبك، ويدري ما تخفيه، وإليه المنتهى وهو المحيط بكل شيء وهو القادر المطلق والعليم الخبير، وادع ربك قائلا:

"يا رب: إني ضعيف وإني ظلمت نفسي ولكن رحمتك غلبت غضبك!

"فيا رب: يا من هو أرحم بعباده من سبعين أما! إرحمني واستر خطيئتي في ذيل عفوك اللانهائي.

ولا تقيد التوبة بارتكاب الخطيئة فقط ، بل داوم عليها كل حين فإن الإنسان لا يزال يصدر منه الزلل ،وإن النبي صلى الله عليه وسلم مع كونه معصوما ومحبوبا عند الله تعالى وشافعا ومشفعا يوم القيامة ورحمة للعالمين ،كان يستغفر كل يوم سبعين مرة بل أكثر، والاستغفار التالي جار حتى الآن على لسان أمته ،وقد أرشدنا النبي عليه الصلاة والسلام على سيد الاستغفار وهو:((اللهم أنت ربي ، لا إله إلا أنت ، خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ،أعوذ بك من شر ما صنعت ،أبوء لك بنعمتك علي ،وأبوء  بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ))

و قال الله عز وجل: ((وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ،إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ ))(آية 200-201 سورة الأعراف).

Topics


تجلیات

خواجۃ شمس الدين عظيمي

((( أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ، وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ ، وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ ، وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ ، فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ ، لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ )))