Topics

الإحسان العظيم

إن القرآن يحض بصورة مكثفة على الانقياد للوالدين والعكوف على خدمتها، وإذا أمعنا النظر في مكانة الوالدين عرفنا أن الله تعالى قد جعلهما لنا نعمة كبرى، فهما جهازان من أجهزة التكوين الطبيعية وأداتان لاستمرارية التوالد والتناسل، فالإنسان إنما يفتح عينيه في هذه الدنيا الزاهرة بواسطتهما، وهذه الواسطة يجب أن تؤدي لها دوراً حيوياً في التعظيم والإجلال .

إنما يتطلع الوالدان إلى الولد وتبدأ الأم بحمل حياة جديدة داخل وجودها الواهن وتدأب على ذلك شهوراً، وهذه الحياة الجديدة إنما تنشأ وتتطور من أجزاء جسمها، فذلك –الكائن الحي- إنما يكون جزءا من جسمها، وهذه الصلة القوية العميقة لا تنقطع حتى بعد أن تضعه الأم فهي لا تزال عاكفة على خدمة ولدها ولا تدخر جهداً في تزويده بكل أسباب الراحة على حساب راحتها. 

وإن أدنى مصيبة تنزل بولدها تقلقها لأقصى حد، وتسهر على إزالتها عنه، ومن ناحية ثانية فإن الوالد يبكر للبحث عن القوت ويعود أدراجه إلى البيت مساء ليوفر لأولاده ما يقيم أصلابهم. 

فهذه العوارف الجسام هي التي دفعت الله تعالى إلى إقران حقوق الوالدين بذكر حقوقه فقد قال جل وعلا: ((وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)) (آية 23 سورة الإسراء). 

ونظرا إلى كل هذه الحقائق والوقائع فإنما يصبح عليك لزاما ألا تقصر عن طاعة الوالدين واحترامهما ومودتهما وألا تقوم بعمل يثير استياءهما أو يجرح مشاعرهما، وفترة السن الطاعنة إنما تشعر الإنسان بضعفه وتراخي عضلاته وتجعله مفرط الحساسية إزاء أتفه الأشياء، فلا تدخر جهدا في خدمة الوالدين ولا تفعل ما يسوءهما فقد قال الله تعالى: ((إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا)) (آية 23 سورة الإسراء). 

Topics


تجلیات

خواجۃ شمس الدين عظيمي

((( أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ، وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ ، وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ ، وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ ، فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ ، لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ )))