Topics

قرار مكين

قال تعالى في القرآن الكريم:

إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴿سور القمر: ٤٩

و إذا نتفكر في تخليق الكون و ما فيه من الحيوان والنبات و الإنسان و الجماد فنعلم أن المقادير المعينة هي التي تعمل في جميع أفراد الكون فإن البقرة مثلا قد خلقت من المقادير المعينة و لذلك تنتقل هذه المقادير المعينة إلى نسلها و تنجب البقرة فحسب و كذلك أن الغنم قد ولد على مقادير معينة تنتقل إلى نسله فإننا لم نر قط أن القطة قد ولدت من بطن البقرة أو البقرة من بطن القطة فإن المقادير المعينة التي تنتقل من نسل إلى آخر تجعل النوع قائما على ما يمتاز به أو يتعين به وجوده من بين جميع الخلائق.

ما هي المقادير المعينة؟

المقادير المعينة هي الأنوار التي تقوم بعمل التخليق في الأنواع بعد أن تمر بأعمال التغير المناسب و قد سمى العالم الروحاني العظيم السيد قلندر بابا أولياء هذه الأنوار/المقادير المعينة بالنسمة المركبة.

و تكشف القرآن الكريم الحجاب عن هذه الحقيقة كما يلي:

اللَّـهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ  ﴿سورة النور:  ٣٦

قال سيدنا عيسى على نبينا وعليه السلام:

God said Light and there was Light.

قال الله تعالى "النور" وكان هناك "النور".

و قد سمى العالم الطبيعي العكس المنور عن طريق فوتو غرافي كيرلين "الأورا". و تفيدنا الباراسيكولوجيا  عن طرق ظهور المقادير المعينة فإنها ربما تظهر في صورة الايلكترون ، فروتون  أو نيوترون أو في شكل كروموسومز. ولدينا أمثلة كثيرة لفهم ذلك.

لكل عنصر رقم ايتامك و وزن ايتامك.

ما هو رقم ايتامك؟

ذلك يظهر عدد اليكتران أو بروتان الموجود في العناصر. يعنى أن كل عنصر يظهر عددا خاصا لايلكترون و فروتان. ولو يقع التغير في عدد الفروتان في عنصر فيختار العنصر شكل ذلك العنصر.

تفيدنا فكرة اللون والنور أن المقادير المعينة في الحيوانات تظهر في شكل الكروموسومز.  وخبراء الجينية يعرفون معرفة جيدة بأن هناك عدد خاص لكروموسومز لكل نوع من الحيوانات من القطة و الغنم و الأسد و الإنسان و غير ذلك.

و يكون 22 زوجا (المجموع 46)  للكروموسومز للجيل البشري. و المقادير المعينة أو المتناسبة للأنوار في أي نوع يكون له صيغة للتخليق. و تنتقل هذه الصيغة التخليقة من جيل إلى جيل آخر ولذلك لا يفنى التشخص النوعي لأي فرد من أفراد الكون.

ولفهم كيفية بقاء التشخص النوعي لأي فرد علينا أن نستعرض العمل التخليقي للفرد. و ذلك كما يلي:

إن الخلايا في جسم الإنسان دائما تتعرض للانقسام و الانكسار. و نتيجة  لهذه العملية تأتي الخلايا الجديدة إلى حيز الوجود. و عدد الكروموسومز في الخلايا الجديدة لا يكون أكثر من الخلايا القديمة. يعنى إذا كان هناك 46 كروموسومز في الخلايا القديمة فيكون نفس العدد في الخلاياالجديدة أيضا ولا يكثر من ذلك ولكن عكس ذلك أن عدد الكروموسومز يقل إلى حد النصف في النظام التوليدي في النطفة في الرجال و في البويضات في النساء.

ذكر القرآن الكريم عملية التخليق في أحس أسلوب و أسهل طريق للبيان.

قال الله تعالى في القرآن الكريم:

وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ ﴿١٢﴾ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ ﴿١٣﴾ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ فَتَبَارَكَ اللَّـهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ﴿سورة المؤمنون: 12-١٤

يسمى القرآن الكريم ما يوجد من امتزاج النطفة و البويضات بالعلقة و العلقة تتشكل إلى مضغة بعد أن تمر بعدة مراحل.

و بعد أن تكون النطفة علقة بثمانية أيام تستقر في قرار مكين أي في رحم الأم. و تنشأ الشبكات الصغيرة حيث تستقر المضغة و تحصل على غذاء من خلالها. ثم تصير المضغة عظاما ثم تكسو العظام لحما والآن يأتي الجنين إلى حيز الوجود. وكل ذلك يجري في رحم الأم فحسب.  (فتبارك الله أحسن الخالقين)

إذا كانت الأنوار متوازنة في الرحم يولد الطفل حاملا للخصائص الرجولية. و إن كان قدر الأنوار يكثر إلى حد أقصى أو يقل إلى حد أقصى فتولد البنت. كما شاهدنا أن بعض الرجال يتكلمون تكلم النساء و يمشون مشية الجاريات و يظهرون أعمالا لاتنسجم مع الرجولية بل تشبه الخصائص النسائية و السبب وراء ذلك عدم توازن الأنوار فيهم. و مما يهتم بالذكر أن اللون الأزرق يغلب النساء و اللون الوردي يغلب الرجال.

و بعد التفكر في تخليق الكروموسومز نصل إلى نتيجة أنه يكون على طريق الزوج و كل زوج له جناحان والجناح الواحد يكون من قبل الأب كما أن الآخر يكون من قبل الأم. و الكروموسومز يتكون من دي إين إيه. و تسمى وحدة  دى إين إيه ب Gene. و من خلال نفس هذا الجين Gene تنتقل خصائل و أخلاق و عادات الأبوين إلى الطفل كما ينتقل شعورهما إليه أيضا. و ما يتعلم الطفل من بيئته و ممن يعاشرهم من الناس والأمراض الوراثية و الخيالات والتصورات و القدرات و الأشكال و نوعية الدم و جمال الوجه و الجسم و قيم الأسرة كل ذلك  يُسجَّل في الجين. فعلم أن الجين هو السجل النوعي للطفل.

و نصف شعور الطفل يحصل له من الوالدين و النصف الآخر يحصل له من البيئة.

إن النسمة أولا تقبل الخيال ثم توصله إلى الجين و الجين يرشد الخلايا فيأتى العمل إلى حيز الوجود و يجري ذلك دائما. و هناك أمثلة كثيرة  كيف يؤثر ما تتفكر الأم على شخصية الطفل في حالة الحمل فإن الطفل يكون أضعف ذهنا و إذا كانت الأم في أهنا بال و أنعم بال و في رفاهية و رخاء يكون الطفل أقوى ذهنا وأعلى فكرا.

المثال:

ولدت امرأة إنجليزية طفلا كحبشي النسل اسمن الجسم و واسع الصدر و جعد الشعر. كان الطفل متصفا بجميع الصفات التي يتزين بها الطفل الحبشي.  و  لما أخبر أبوه لم يقبله كولد له. و لم يقبل أنه ولده. حتى أقيمت جلسة للأطباء و العلماء و خبراء علوم النفس لكي يبحثوا حول العقدة المشكلة التي لايمكن حلها فتحادثوا فيما بينهم حتى وصلوا إلى أن هناك كانت صورة شمسية لطفل حبشي معلقا بالجدار وكانت الأم تراها كل يوم و تعجب بها أعجابا بالغا حتى أثرت هذه المشاعر في نفس الطفل أيضا و اختار شكل الحبشي.

و لما حملت ثانية علقت صورة طفل جميل بالجدار و أكدت على أن تراها كل حين و آن ففعلت كذلك حتى أصبح الطفل المولود منها كطفل علقت صورته بالجدار شكلا ولونا.


نظرية اللون والنور

خواجۃ شمس الدين عظيمي

إن الزمان والمكان قسمة متعددة للمحة واحدة و قسمة اللمحة هي الإطلاع الذي يرد على الدماغ الإنساني و خياله في كل حين و آن. و بما أن مصدر هذه الإطلاعات هي العلوم الروحانية فيجب على من كان لهم يد طولى فيها أن يتفكروا في علوم القرآن وإلا فلا يمكن الحصول عليها و سوف تبقى المساعي المبذولة عليها بلاجدوى.