Topics

وحدة الوجود و وحدة الشهود

عندما يرى الإنسان من خلال الواسطة فيجد نفسه في قيود الزمان والمكان و مادامت الجهات تتعدد ، تتعدد الدرجات أيضا.

و مصطلح وحدة الوجود والشهود هي من المصطحات التي اخترعها الإنسان لنفسه ولا يصح أن يقال إن وحدة الوجود وحدة الباري تعالى لأن الإنسان عاجز عن وصف الباري تعالى من خلال شعوره ولا يمكن للإنسان أن يحيط الباري تعالى و صفاته  بكلمة كما قال تعالى في القرآن:

قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا ﴿سورة الكهف: ١٠٩

و إذا ينزل علم الله تعالى فتسمى الحالة الأولى لهذا النزول بالإدراك. و إذا يمكث هذا الإدراك على نقطة فتكون نظرا. و إذا لايكون العمق في الإدراك فلا تظهر كيفية الخيال ولكن إذا كان الإدراك أعمق و يكون موجودا فيتكون هناك شعور فقط. و معنى ذلك أن الإدراك إذا يدخل في حدود الخيال فيظهر انعكاس الشيء القليل و نشعر بالشيء الذي ينعكس. و لكن إذا يرتكز الشعور فتظهر الأشكال و تأتي هي أمام الأعين و إذا ترتكز الأشكال على نقطة فينشأ النطق و إن كان النطق يتوجه إلى نقطة فيتلون الفكر والإحساس و النقطة ترى حولها ازدحام كبير للموجات و الموجات تشعر بمن تراه و يسمى عمل الموجات هذا باللمس.

كل مخلوق من الله تعالى قد خلق تدريجا. و روحه يخلق لنفسه جسما مشتملا على اللحم والعظم لكي يظهر نفسه أمام العالم المادي. و بعد ذلك يسافر المرء من التنزل إلى الترفع و الحاسة التي تنشأ الآن تبدأ أن تبعد من الحواس التي توجد من قبل.

والمراد من البعد أن الطفل المولود ليوم عندما يدخل في اليوم الثاني فيحنئذ يكون اليوم الأول كرد فعل لتنزل الحياة. و هذا الرد للفعل يُشعرنا بالزمان والمكان. و بمجرد ولادة الطفل أنه مع صفاته و حواسه يتبدل إلى حالة أخرى وهذا التغير عبارة عن انتشار الزمان والمكان.

إن الطفل إما اختيارا أو إجباريا يفهم و يسجل شعوره بأنه قد دخل من لمحة إلى أخرى أو من ساعة إلى ساعة أخري أو من سنة إلى أخرى. و هذا هو الزمان.

و معنى مضي الثانية و الدقيقة و الساعة للطفل المولود أن النقطة التي كانت على مقام العلم والعليم يبعد عن العلم النزولي حتى أنه يلقى الموت. و بعد أن تتلقى الحياة الموت أن الروح يتعلم علما جديدا آخر. و ذلك العلم لايأتي مقيدا بالزمان والمكان و لايحتاج الإنسان في ذلك العلم الجديد إلى جسمه المصنوع من لحمه و عظمه.

و يتضح من التفكر في الكون أن الكون كله ليس ذلك إلا النور و هذا النور يدور في دوائر ثلاث من الأسفل إلى الأعلى. و تنقش جميع معلومات الكون الغيبية في الدائرة الأولى وهي الرموز التي قد خلق الكون لأجلها. أما الإنسان فإن علوم الأسرار تنقش فيه أولا في الدائرة الأولى. و عندما أن التلميذ يصل إلى هذا المقام فيشاهد التجليات الربانية و عندما يشاهدها فيظهر جميع السجلات الغيبية أمام أعينه كنصف النهار.

والدائرة الثانية هي دائرة النور. و تنقش فيها الإمكانيات التي تمثل الحياة بعد الحصول على العلم.

والدائرة الثالثة للتخليق هي دائرة النور و فيها يسجل جيمع أعمال الحياة و لا يختص ذلك بالإنس والجن. بل هي سجل المخلوقات بأسرها. و عندما نذكر الدوائر نقول الدائرة الأولى والثانية والثالثة مع أنها ليست كذلك و ذلك للتقريب إلى الفهم فإن الكلمات الإنسانية تعجز عن القيام بوصف الكون و ما فيه.

والدائرة الأولى من الدوائر الثلاث تولد الطاقة و تستخدمها الدائرة الثانية و تعين أساليب الحياة والدائرة الثالثة تجمع جميع الممثلات و تقدمها في صورة الأشكال والظواهر.


نظرية اللون والنور

خواجۃ شمس الدين عظيمي

إن الزمان والمكان قسمة متعددة للمحة واحدة و قسمة اللمحة هي الإطلاع الذي يرد على الدماغ الإنساني و خياله في كل حين و آن. و بما أن مصدر هذه الإطلاعات هي العلوم الروحانية فيجب على من كان لهم يد طولى فيها أن يتفكروا في علوم القرآن وإلا فلا يمكن الحصول عليها و سوف تبقى المساعي المبذولة عليها بلاجدوى.