Topics
و حركة
الفرد كما تقع بالجسم وليست هي اختيارية بل هي تابعة بحركة أخرى. والحركات التي
تصدر من الأعضاء والجوارح هي الحركات الشعورية و على عكس ذلك أن الشعور المخفي
الذي يتحرك عليه الوجود الجسماني يقال له الحياة الداخلية أو لاشعور الفرد. و مثال الحياة
الداخلية والخارجية الماء و العطش فإن الماء هو عبارة عن الحياة الجسمانية و العطش
هو الحياة الروحانية. فإذا نتخيل و نتصور أو نشعر بالعطش و أو نذكره ينشأ الخيالان
في ذهننا ، الخيال الأول هو الروح والثاني هو الجسم و لا ينفصل الأول عن
الآخر فإن يفنى العطش و لايشعر الناس بالعطش فلا يبقى
الماء في العالم لأن الروح لايمكن وجوده بدون جسمه و كذلك لايمكن بقاء الحياة إلا
بظواهرها و أشكالها. كما يشتمل الجزء الأول للحياة على الأشكال أي المكان و الثاني
على السرعة أي الزمان.
و إذا
يولد طفل يكون على شكل خاص و يحيى على ذلك نحو ستين و سبعين سنة و يحدث هناك كثير
من التغيرات و التبدلات في فترة أحيان من السنوات الستين و السبعين و لكن لايمكن
للأعين الظاهرية أن تراها لأن الوقت الذي تجري عليه حياتنا لا يمكن لأعيننا أن
تراه. فإن لحياتنا جهتين ، جهة تراها أعيننا و جهة لا تراها. فإن الجهة التي تغيب
عن أعيننا يقال لها الزمان و الجهة التي تراها الأعين يقال لها المكان. و طبق فكرة
اللون والنور أن جميع أفراد الكون من حيث الزمان والمكان سواء ولكن هناك فرق فيما بينها
من حيث النوع فحسب. فإن الإنسان مختلف من الحيوانات الأخرى من الفيران القط و
الكلاب و ما إلى ذلك.
و نتيجة
لما ذكر أن الحياة قائمة على جهتين من الزمان والمكان والحياة تزداد و تنقص و تُسَجل.
وما تقوم
عليه الحياة من الجهة هي الزمان و ما تنقص عليه من الجهة هو المكان و في جهة
الزمان أن جميع أفراد الكون يعرف بعضها البعض. و على سبيل المثال أن الشمس تقع على
مسافة ثلاث و تسعين مليون ميل ولكن تراها
أعيننا من غير مشكلة و معنى ذلك أننا إذا نتعلق بالزمان فالبعد يكون معدوما لأن
أعيننا التي لاتستطيع أن ترى أكثر من بضع مأة قدم تتجلى لها الشمس التي تقع على
بعد ثلاث و تسعين مليون ميل.
و النور
الذي يكون وسيلة للتعارف فيما بين أفراد الكون يقوم على طراز واحد من الأزل. و ذلك
لأن الروح الذي يسري في أفراده واحد ولكن أشكال الأفراد مختلفة. فإن الجوع مثلا
يشعر به جميع أفراد الكون و هي جهة الزمان ولذلك تشترك الأفراد في ذلك. ولكن طرق دفع
الجوع و التخلص منه مختلفة لجميع أنواع أفراد الكون و ذلك جهة المكان.
خواجۃ شمس الدين عظيمي
إن
الزمان والمكان قسمة متعددة للمحة واحدة و قسمة اللمحة هي الإطلاع الذي يرد على
الدماغ الإنساني و خياله في كل حين و آن. و بما أن مصدر هذه الإطلاعات هي العلوم
الروحانية فيجب على من كان لهم يد طولى فيها أن يتفكروا في علوم القرآن
وإلا فلا يمكن الحصول عليها و سوف تبقى المساعي المبذولة عليها بلاجدوى.