Topics
هناك
علاقة قوية بيننا و بين أنظمة المجراة. فإن الأفكار المستمرة التي تحدث في أذهاننا هي تأتي من أنظمة أخرى و تنزل على أذهاننا. و موجات
النور هي التي تتشكل الأضواء و تأتي بآلاف من الصور التي نسميها أحيانا واهمة
و أحيانا الخيال و أحيانا التصور أو التفكر. قال الله تعالى في القرآن:
وَقَالَ
رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ
عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴿سورة الغافر: ٦٠﴾
كل اسم
لله تعالى كنزا مخفيا. فمن يعرفون عن هذه الخزائن المخفية يذكرون الله تعالى فتمطر
عليهم رحمة الله و بركاته. و لله تعالى 99 اسما مشهورا في الناس. و هناك طرق عديدة
للاستفادة من هذه الأسماء. و ذكر اسم من الأسماء الإلهية مرارا و تكرارا يملأ
القلب نورا وضياء. و بحسب ما يملأ الذكر الدماغ و القلب نورا و ضياء يترتب على
الإنسان أثره و تصلح أوامره. ولكن إذا ارتكب الإنسان الإثم يصبح النور ضئيلا و
يبعد من أنوار الله تعالى.
و علاوة
ذلك هناك كثير من الأسماء الصفاتية لله تعالى و لها خواص كثيرة كما أن لها حياة و قوة و إذا نذكر أي اسم صفة
لله تعالى لابد أن يكون له اثر في حياة الإنسان فإن لم يظهر أي أثر في حياته
فمعناه أن هناك خطأ قد وقع من جانب الإنسان و ليس ذلك يرجع إلى اسم الرب الكريم.
القانون:
و إذا نرى
شيأ فنشاهده أولا ثم ينشأ فيه شعور يسبب إلى فهمه و معرفته و
لا يمكن تعيين معنى لشيء مالم يدخل الشيء في المشاهدة أو لم ينتقل الإطلاع من
الشعور إلى الروح.
و إذا
نذكر اسما لشيء فأولا يرد الشيء على روح السامع. فإذا نقول "الشمس" مثلا
، فيشعر السامع بصورة الشمس في داخله ثم يتعين معنى الشمس في ذهنه. و نرى الشمس كل
يوم في النهار من أعيننا الظاهرية و هي مختلفة من الشمس التي تراها أعيننا
الباطنية. إن الأعين الظاهرية المادية تجد الشمس فيها الحرارة و تتأثر الأرض
بحرارتها من خلال الأشعة و الألوان. ولكن العين الروحانية ترى الشمس ألمع كاللوح الأسود. وليس فيها النور
واللون. و كذلك إذا نرى كوكبنا الشمس نعتقد أن الأنوار التي حولها في الفضاء هي
أنوار الشمس مع أن الأمر عكس ذلك لأن كل كوكب نور بنفسه. واللمعان الذي يرى في
الشمس هو انعكاس الأرض أو كوكب آخر. و لا تبديل في الشمس التي تراها الأعين الروحانية.
هذه
حقيقة أنه لم ير أحد الله تعالى. ولكن إذا يسمع أحد اسم الله تعالى فترد على ذهنه
حقيقة لايمكن الإعراض عنها. و هناك يرد سؤال مهم كيف ينكر الناس الله تعالى مع أنه
حقيقة لا ينكر ها أي منكر فالجواب أن الله إذا يذكر اسمه أمام أحد فيشعر بمعناه
ولكن إذا لا يتضح ذلك المعنى في شعوره ينكره. و قد قام خيراء الروح بتقسيم العين
إلى ثلاثة منها علم الإذعان ، و مشاهدة الإذعان و معرفة حقيقة الإذعان.
و يمكن
لنا أن نفهم الحقيقة المذكورة أعلاه من المرآة. فإذا يقف أحد أمام مرآة و يرى فيها
عكسه و لكن لايعرف حقيقة المرآة و كذلك حقيقة العكس الذي يرى في المرآة. و هو
لايعرف إلا أن إنسانا مثله يرى في المرآة و لايعلم أنه هو أو غيره. و تسمى هذه
الحالة بعلم اليقين. و لكن إذا كان الإنسان الناظر إلى المرآة يعرف حقيقة عكسه
الذي يرى في المرآة و لكن لايعرف عن حقيقة المرآة فذلك العلم يسمى باليقين ولكن
إذا يعرف المرء حقيقة العكس و المرآة كليهما فالعلم الذي يحصل بذلك يقال له
المعرفة عن حقيقة الإذعان.
القانون:
كل شيء
يجذب شيأ آخر إليه و يريه الناس الآخرين. و الذين يتفكرون في الكون يشاهدون أن كل
شيء لا يرى بنفسه بل هو يُرِى ما كان يراه الآخرون. و جميع الكون كالمرآة و المرآة
هي النور. والنور يظهر في صورة مختلفة و في كل صورة يرى النور صورة أخرى. و لذلك
إذا مات الإنسان فلا يمكن له أن يرى أي شيء مع أن الأعضاء من العين و الدماع و
القلب كلها لم يحدث فيها أي تغير ولا تبدل. و السبب وراء ذلك أن النور الذي كان
يعمل عمل المرآة قد زال وانقطع من الجسم المادي.
و إذا
نلفظ كلمة الروحانية نعنى فكرة مختلفة من جميع العلوم الشائعة في العالم من
الطبعيات والنفسيات و مابعد النفسيات. كل وعلم منها يوفر لنا الضياء. و إذا نرى
شيأ شعوريا نعتقد أننا نرى من أعيننا المادية و لكن إذا نذكر رؤية أعيننا الروحانية فتكون أعيننا واسطة بينها و بين الشيء و
الحقيقة أننا نرى ما يراه أحد من قبل. و على سبيل المثال نرى الماء ففي الحقيقة
لانرى الماء بل الماء يرانا و نحن نرى عمل رؤية الماء و يكون المعنى أن الماء
يرانا و ينقل عمل رؤيته إلينا ثم نرى عمل رؤية الماء. وعلاوة ذلك أن النظر إلى
الأشياء من قبل جميع الأشياء يكون دائما سواء فإن كان الماء يراه الإنسان مصدرا
للسقي فلا يحسبها الحيوان من جميع الأنواع مختلفا من ذلك. فإن القمر مثلا يراه
الإنسان مدوار كذلك يراه الأسد و القطة و الثور و ما إلى ذلك من الحيوانات و
الطيور والوحوش على نفس الوصف والشكل. و أضف إلى ذلك أن اللبن يراه الإنسان شيأ
ينشأ و يترعرع منه الإنسان والحيوان و يزيد صحة وقوة ، و كما يحسبه الإنسان لبنا
كذلك أن الحية أيضا تحسبه لبنا على نفس الوصف والمعنى.
و أخيرا
قد اتضح مما ذكرنا أن قانون النظر مشترك في جميع أفراد الكون.
خواجۃ شمس الدين عظيمي
إن
الزمان والمكان قسمة متعددة للمحة واحدة و قسمة اللمحة هي الإطلاع الذي يرد على
الدماغ الإنساني و خياله في كل حين و آن. و بما أن مصدر هذه الإطلاعات هي العلوم
الروحانية فيجب على من كان لهم يد طولى فيها أن يتفكروا في علوم القرآن
وإلا فلا يمكن الحصول عليها و سوف تبقى المساعي المبذولة عليها بلاجدوى.