Topics

الأرض لنا

و إذا نتفكر في أرضنا و نظامها نعلم أنها و نظامها يجري كل منهما تحت قانون و أصول و لا يمكن لأحد من الخلائق أن ينحرف عنه شيأ. فإن كل شيء من العالم من الأرض و الشمس و النجوم و البحار و الهواء والماء و جميع حشرات الأرض و الأجرام السماوية يجري تحت نظام مستقل فالأرض لها دور و للشمس لها دور و كذلك لكل شيء من الكون له دور و كل منها يقوم بدوره و واجباته. و نفس ذلك النظام يجري في بني آدم فإن الإنسان يولد و يمر بمراحل الصبا و الشباب والكهولة و أخير يعاني من الموت و ليس هناك أي مثال في العلم من وجوده إلى يومنا هذا أن الإنسان قد نجا من الموت فإن هذه الأشياء كلها تدل على أن الواحد الأحد الصمد الذي يقوم بإجراء هذا النظام وإلا فلم يبق حتى الآن. و يؤمن جميع الناس بأنه هو الرب الكريم فبعض الناس يسمونه بالله و بعضهم ببهغوان و بعضهم بغود و ما إلى ذلك و أما بعض الناس الذين ينكرون وجود الذات تعالى فهم أيضا يقرونه لأن الإنكار دائما يستلزم الوجود.

كل شيء قد خلق تحت نظام و هدف أصيل ولم يخلق أي شيء سدى. و الإنسان الحقيقي الذي يحرك الإنسان المادي فتوضح أن الإنسان الذي نرى أمامنا ليس الإنسان الحقيقي بل هو مجموعة من اللحم والعظم فقط. و مثال ذلك أننا نصنع اللباس لوقاية أجسامنا من الحر و البرد و من الحقيقة أن اللباس لا يتحرك إلا بتحرك الإنسان فليس اللباس هو الإنسان كذلك أن الإنسان المصنوع من اللحم والعظم ليس الإنسان الحقيقي ، بل و إن الإنسان الحقيقي هو الذي يعمل وراء الإنسان المادي.

و فكرة اللون والنور تدعونا إلى المطالعة حول الإنسان فإنه كيف خُلقَ كيف يموت و كيف يروح حيث أتى. والله سبحانه تعالى قد وصف لنا صيغا لكي نعرف الإنسان الحقيقي معرفة جيدة.

وكل خلق من الخلائق له شعور و إحساس و يتحرك و يحيى من خلال قدراته و طاقاته الموهوبة له من الله تعالى. فإن النبات و الجماد يتكلم كل منهما بلسانه و الأرض تخلق أشياء لا تعد ولاتحصى و تلعب بدور الأم. و من المعلوم أن الهواء والشمس و الماء و الغازات التي تنتشر في الفضاء لكل منها وجود مستقل و ينفرد من الآخر ولكن إذا يرتبط البعض بالبعض تتكون الأشياء التي لا يمكن للإنسان أن يقوم بتسجيلها. والأرض مثلا لها آلاف من القوالب في صدرها والماء إذا يدخل في أحد قوالبها ينقلب إلى صور مختلفة فربما يتشكل الماء العنب و ربما يتكون الأنبج و أحيانا يصبح شجرا مظلا يسظل به مآت من الناس والطيور والحيوانات و هذه العجائب تحض الإنسان على أن يستخدم الشعور و العقل الذي شرفه الله تعالى به و يتفكر في أنه كيف يمتاز من جميع الخلائق الأخرى.

ومما اخترعت الطبيعة  من المخترعات العلمية و الحديثة أن اسبق و أعلى منها هو التخاطر في النفس أي العلم الروحاني. فإن العلم الروحاني في الأصل أنه سجل صيغ ارتكاز التفكر و الإمعاء في معانى الكون. و أسهل و أعلى طريق مطالعتها هي المراقبة.


نظرية اللون والنور

خواجۃ شمس الدين عظيمي

إن الزمان والمكان قسمة متعددة للمحة واحدة و قسمة اللمحة هي الإطلاع الذي يرد على الدماغ الإنساني و خياله في كل حين و آن. و بما أن مصدر هذه الإطلاعات هي العلوم الروحانية فيجب على من كان لهم يد طولى فيها أن يتفكروا في علوم القرآن وإلا فلا يمكن الحصول عليها و سوف تبقى المساعي المبذولة عليها بلاجدوى.