Topics
يفيدنا
علم فكرة اللون والنور أن الكتب التي أُلِّفت حول موضوع العلوم الروحانيةتشمل على
علوم ماوراء العقل و كثير من الأمور قد ذكرت فيها و كشف الستار عن كثير من الرموز
والأسرار و مع ذلك كله قد بقي الكثير منها الآن مخفيا وراء الحجاب.
بما أن
العلوم ماوراء العقل تنتقل يقول الخبرة إنها لابد أن تحفظ و بعد الحصول على العلوم
الروحانيةينبغي أن تخفى ما فوق العقل من الأمور و لكن لماذا؟ والجواب أن ذلك
الزمان لم يكن في حضنه رجال لهم قوة الفكر و الفهم بقدر ما يكفي لفهم ما وراء
العقل من العلوم. كما أن انتقال الصوت من
مكان إلى مكان بعيد كان يعد من معجزات و كرامات الإنسان فيما مضى من الزمان و لكن
الآن قد اكتشف العلم الحديث أنه كيف يمكن أن ينقل الصوت و الصورة من مكان إلى مكان
و ذلك أمام أعيننا فإن الموبائيل الذي بيد كل رجل و مرأة و طفل و كذلك الإنترنيت
هي التي تنقل الصور و الصوت من مكان إلى مكان ولا عجب ولا غرو فيه الآن.
و قد
أثتب العلم بأن الإنسان قد خلق من الموجات ، والموجات يمكن انتقالها من مكان إلى
مكان بسهولة كما أنه لو مر رجل بمكان و غادره و لم يبق هناك ، رغم ذلك يمكن أخذ صورته من ذلك المكان.
و في
قديم الزمان كانت الجدات يقصصن على الأطفال قصص السرر الطائرة و يقلن إن أميرة و
أميرا جلسا على سرير طائر و طارا في السماء والآن أن السريرة الطائرة هي التي تطير
أمامنا و نسافر من خلالها و نذهب إلى ما
نريد و نعرفها باسم إيرو فلين باللغة الإنجليزية.
و من
الأمثلة المذكورة أعلاه نريد أن نفيدكم بأن الجيل البشري قبل ترقية العلم الحديث و
ازدهاره ما كان صالحا لإدارك أسرار الكون ولذلك كان مهرة العلوم الروحانيةيختارون
نخبة من الناس و ينقلون العلوم إليهم ولكن الآن أن قوة الإنسان الذهنية قد تعلت و
ازدهرت و وصلت إلى قمة الكمال بحيث أن ما كان من الأمر يعتبر كرامة أو معجزة جعله
الناس يعتبرونه الآن من الأمور العادية. و بازدهار العلوم الطبيعة ازدهرت في
الإإنسان طاقة الفهم و الإداراك و اضمحلت فيه طاقة اليقين و الإيمان.
و ما
نعنى من قلة أو ضعف طاقة اليقين أن المرء قد بعد من الله تعالى و مما يسسب إليه أن
العلوم الطبيعية و اختراعاتها تهدف إلى عيش الإنسان و رفاهيته فقط لذلك قد أصبحت
وبالا على الإنسانية نظرا إلى عاقبة أمورهم ولو كان الهدف إلى معرفة الله تعالى و
البحث عنه لكان ذلك سببا لقوته و استحكامه.
هذا،
وانتشار العلوم الحديثة قد أدت إلى إنشاء الذوق في الجيل البشري و جعله يستعد
للحصول على ما وراء العقل من العلوم.
إن القوة
الروحانية التي كانت تنشاء في الإنسان في
قديم الزمان بعد القيام بالسعي المتواصل لخمسين سنة أو مأة سنة –الآن لأجل قوة
اليقين والإرادة- تنشأ في غصون شهر أو
شهرين فقط.
ولا يعنى
الدخول في عالم ما وراء العقل أن الإنسان لا ينبغي له أن يأكل و يشرب و يلبس و
لايلقى أصدقائه و أحبائه ، لا، وليس الأمر كذلك بل يجب ذلك كله عليه لأن الذي خلق
هذا العالم يحب أن يبقى العالم جميلا و رائقا و لبقائه يجب أن تكون الوسائل موجودة
لكي تستفيد منها الخلائق.
إن فكرة
اللون و النظر تريد أن تتم جميع أعمال الدنيا و أشغالها مع العيش فيها فعلينا أن
نأكل أشهى الأطعمة و نلبس أجمل الألبسة ولكن ليس لرغبتنا إليها بل لأجل أن الله
تعالى قد أمرنا بالأكل و الشرب و الُّلبس. فإن الله تعالى يحب أن نستقي من مائه
العذب الذي أنزله من السماء طاهرا زكيا لكي يكون العالم أخضر و لا تذبل أزهاره ، و
علينا أن نحب أولادنا و أزواجنا لا لأننا نحبهم و قلوبنا تميل إليهم بل لإن الله
تعالى أمرنا أن نحبهم و نقوم برعايتهم و عنايتهم و نربي أولادنا لكي يكونوا أشرف
الخلائق و يمتازوا من الحيوانات فيحدث مجمتع إنساني يمتاز من مجتمع الأغنام.
و من أهم
الأمور في الحياة اليومية الحصول على الرزق الحلال لأنه لا يمكن بقاء الحياة بدون
الرزق. و حياتنا تحيطها مراحل مختلفة. و يستهل الرزق من استهلال الحياة في رحم
الأم فإن الطفل عندما يكون في رحم أمه لا يسعى لرزقه ولكنه يُعطىَ الرزق و ينشأ و
يترعرع لمدة تسع سنوات و بعد ذلك يخرج من رحم أمه ولكن لايليق الآن بأن يكسب رزقه و
يقوم بأي عمل من الأعمال سوي شرب اللبن من ثدي أمه و في غصون مدة صباه تقوم أمه
بجميع ما يحتاج الطفل إليه و لكن حينما يتجاوز زمن صباه و يبلغ سن رشده يتفكر في
الحصول على الرزق و يخط عديدا من الخطط لذلك و ينسى كل ما شرفه الله تعالى به في
صباه من نعمه فإن الله الذي كان ألقى الحب في قلب أمه و جعلها حنونا له تهتهم بعنايته و كذلك ألقى الله تعالى نفس الحب
في الأرض و الشمس و الهواء والماء له و لذلك عندما نغرس الأشجار في الأرض تقوم
الأرض بالإنبات و النمو والشمس توفر لها الحرارة فتنضج الأثمار و لو لم تقم الأرض
بالإنبات و الشمس بتوفير الحرارة لما تنضج
الأثمار و كذلك أن الحنطة مثلا تنبت من الأرض فإن الأرض لو لم تقم بواجباتها و لم
تعط الشمس الحرارة لم تنبت الحبوب الأثمار و لا لم تتم الجوائح الغذائية لم يحيى
الجيل البشري و الأجيال الأخرى.
و
لاختيار الفكر الروحاني يجب علينا أن نختار فكر الإله ثم نتعلق بالإنسان الذي له
علاقة كاملة بالله تعالى و ذلك لا يمكن إلا أن يختار الإنسان جميع أخلاقه و عاداته
و يحسبه أقرب إليه من الجميع و أعز و أشرف حتى من نفسه و روحه.
و إذا يريد
الجسم شيأ لإبقاء طاقته فنشعر بذلك الطلب و نفهم أن الجسم يتقاضى شيأ و في هذه
الحالة أن الموجات التي تعمل في المأكولات أو الأشياء الأخرى تجذب الإنسان إليها و
نتيجة لذلك أن الإنسان يشعر بالجوع أو العطش.
القانون:
نقول
إننا نأكل الخبز، ولكن الصحيح أن النور أو الطاقة التي تخفى في الحنطة تجذبنا
إليها و عندما نتوجه إليها كامل التوجه فيسري جوعنا في الحنطة و نشعر بالجوع و
الثقل النوعي في الحنطة تجذبنا و لانجذبه إلينا. و إذا كان ذلك النشاط يتم نشعر
بالجوع ، يعنى أننا نضطر إلى الأكل أو الشرب ، وهذه هي النقطة التي حيث يصبح الأكل
مظهرا و يختار شكلا.
كل إنسان
له إلمام يسير حسب ما تقتضي أحوال مجمتع حياته حول العلوم الطبيعية من القوانين
الأخلاقية و الأصول الجارية في مجمتمعه و ما بعد الطبعيات من العلوم التي سماها
المفكرون بالنفسيات تبحث عن الأمور التي يقوم عليها أساس الطبعيات.
و هذه
حقيقة واضحة لا ينكرها أي منكر أن نوعا من الخلق لا يمكن أن ينجب نوعا آخر فإن
أحدا لم يسمع أن قطة أنجبت بقرة أو البقرة أنجبت حمامة.
و إذا
تنتقل الفكرة النوعية إلى الطفل في رحم الأم في جانب فتنتقل إليه فكرة الوالدين
إليه في جانب آخر. و تعمل المقادير المعينة في تلك الأفكار.
سَبِّحِ
اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ﴿١﴾
الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّىٰ ﴿٢﴾
وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَىٰ ﴿سورة الأعلى: 1- ٣﴾
و هذه
المقادير تميز نوعا من آخر فإن كانت المقادير مع الصيغ تظهر في صورة الغنم تكون
غنما و إن كانت تتغير إلى نقوش و صور آدم تكون المقادير آدميا.
خواجۃ شمس الدين عظيمي
إن
الزمان والمكان قسمة متعددة للمحة واحدة و قسمة اللمحة هي الإطلاع الذي يرد على
الدماغ الإنساني و خياله في كل حين و آن. و بما أن مصدر هذه الإطلاعات هي العلوم
الروحانية فيجب على من كان لهم يد طولى فيها أن يتفكروا في علوم القرآن
وإلا فلا يمكن الحصول عليها و سوف تبقى المساعي المبذولة عليها بلاجدوى.