Topics

مراقبة اللون والضوء

ما من شيء على الأرض إلا يغلبه لون من الألوان.ولاشيء بدون اللون.ويقول العلم الكيماوي:إن تمزيق عنصرمن العناصريورث لوناً بعينه.وترتيب الألوان الخاص هذا يشكل خصيصة أساسية للعنصر. فترتيب الألوان في كل عنصرمختلف. ويجري هذا القانون ـ كذلك ـ في الحياة الإنسانية.ويعمل في الإنسان ـ كذلك ـ نظام الألوان والتيارات المتكامل. و عمل الألوان والتيارات عملاً متزناً يكفل صحة الإنسان.ويتسرب التغيروالتبديل إلى الطبيعة الإنسانية متزامناً مع سريان التغيرفي الألوان.

وتلعب الألوان دورا هاماً في العواطف والأحاسيس.ومما نشاهده كل يوم أن الوجه يصفرلونه حين سماع الخبرالفاجع.ويتغيرلون الوجه في المخافة. وتميل العيون والوجه إلى الحمرة حالة الغضب.وإذاكان لون جدران الغرفة أحمر قانٍ فإنه يشق على الطبع.وأما إذا صبغت جدرانه بالزرقة فإن الطبيعة تشعربالهدوء والراحة.والنظر إلى الأشجارالخضراء و الأزهار الملونة يسلي عن الذهن والجسد العناء والتعب.وأما إذا لبستْ هذه النباتات نفسها لباسا أصفر في الربيع فإن المحسوسات تختلف بالنظر إليها عما كانت عليه .

وإن نظرية اللون والنور تفيدنا بأن كمية معينة من الألوان تعمل لا في الجسم فقط و إنما في الحواس كذلك. فلوتسرب التغيروالتبديل إلى نظام الألوان،أونقص لون من الألوان، أو يشتد لون منها، وفقدت الألوان الانسجام والتوافق، فإن المحسوسات تتغير كذلك.

ويدخل التعديلات في الألوان والأضواء في طالب علم الروحانية، ليقترب ذهن الطالب إلى الحواس اللاشعورية. إن مواصلة التمرين على المراقبة تزيد نظام الأضواء تلوناً. ويجب أن يستخدم التغييرات في الأضواء والألوان في أيقاظ صلاحية من الصلاحيات. وإذا لم تبذل زيادة الألوان والأضواء في صنع صلاحية من الصلاحيات، فإنها تؤثر في الحواس العادية. والمعلم الروحاني يتابع التغييرات الناشئة في الطالب. ويزيد أو ينقص فيها بقوة التصرف وفقاً للحاجة، لتستمر قوى الشعور في العمل بجانب التغييرات في الألوان والأضواء.

وعلى العكس من ذلك إذا تغيرت الألوان والأضواء تغيراً غير عادي، فإن الطبيعة لاتتحملها. ويظهر ذلك في تغير طبيعي أوذهني بصورة أو أخرى. ونطلق عليه اسم مرض من الأمراض نحو: ضغط الدم، والسرطان، وفساد الدم، وفقر الدم، وأمراض النفس، وحمى الدق، والسل، وأمراض العظام، والأوجاع العصبية، وغيرها من الأحاسيس والعواطف الغير العادية.

ولايقدر على تحديد نوع التغيير الذي يتم إدخاله في اللون والضوء في طالب العلوم الروحانية إلا معلم حاذق. ويلاحظ في ذلك الميول الطبيعية، والقوة الذهنية، ونمط التفكير، و هيئة الطبيعة، وعوامل أخرى كثيرة.

وصفة استيعاب وجذب اللون والضوء عبر المراقبة كما يلي.

صفة رقم 1: اجلس على كرسي مريح، وتصور أن تيارات اللون والضوء تنجذب إلى الجسد كله.

صفة رقم 2: تصور في المراقبة أن تيار اللون أوالضوء نازل من السماء وتنجذب إلى الدماغ.

صفة رقم 3: تصور في المراقبة أن ماحوله كله يعمر الضوء.

صفة رقم 4: تصور أن المراقب غارق في نهر الضوء.

يمتاز كل لون وضوء بخصائص حسب الطب والجسد. فإذا راقب ضوءًا من الأضواء فإن التغييرات الكيماوية تتسرب إلى الذهن. وتزداد الدماغ قوة لجذب الضوء المطلوب. وبما أن الأمراض الطبية والنفسية خارج عن موضوع هذا الكتاب، فإننا لن نخوض في تفاصيل هذا الموضوع، إلا أن العوارض النفسية التي تؤدي إلى التفكك والتشتت، نقدم لكم مراقبة الألوان والأضواء لتداركها.

ملحوظة: قُم بمراقبة لون من الألوان أوضوء من الأضواء. ولابد له من توجيه أستاذ من الأساتذة حتماً.

اللون الأزرق: الأضواء الزرقاء تنجي من الأمراض الدماغية، والأوجاع في الرقبة و الظهر والخلل في قطع العمود الفقري، والكآبة (DEPRESSION)، والشعور بالحرمان، وضعف الإرادة.

صفة المراقبة هي:

 يتصور أنه تحت السماء، والضوء ينزل من السماء ويتجمع وينفذ في الجسد كله حتى ينزل إلى الأرض مروراً بالأرجل.

يقول جميل الدين من غجرانواله: قمت بمراقبة الضوء الأزرق لوجع الرقبة و الظهر وفقاً لتوجيهاتكم، ولم يكن تصور الضوءعميقاً في اليوم الأول، إلا أني شعرت في اليوم التالي بأن شعاعًا كبيرا من الضوء الأزرق ينزل من السماء وينفذ إلى دماغي. وامتلأ الدماغ كله ضوءاً. ثم أخذت هذه الأضواء تدخل إلى القلب، ثم نزلت منه إلى المعدة ثم نزلت إلى الأرض مروراً بالأرجل. ونظرت إلى الأضواء النافذة إلى الأرض فرأيت كأن الأضواء الخارجة من الجسد أشد كثافةً من الأضواء النافذة إلى الجسد. فخُيل إلي أن سيل الأضواء القادمة يجرف المرض واستصحبه من الجسد. وداومت على هذا العمل لمدة خمس عشرة دقيقة وعاد النشاط إلى الطبيعة. وشعرت بزوال الوجع لحد ما على نهاية المراقبة، وداومت على هذا العمل مدة شهر، فشفيت من المرض شفاء كاملاً.

وتقول رضيه سلطانه من"تندوآدم": أنا مصابة بالكآبة (DEPRESSION) من ثلاث سنوات. وكانت تنتابني نوبات اليأس والقنوط من حين لآخر دون أن يظهرله سبب وعلة. ورغم أني كنت أدرك اسم الفرح والسرور ولكن الحياة كانت حرمت الشعور به... . و إن علاج الأنوار الزرقاء غيرت لي دنياي. واصلتُ المراقبة لمدة ستة أسابيع فعاد لي فرحي و سروري. كأن الأضواء الزرقاء غيرت اتجاه موجات الأحزان في نفسي.

ويقول محمد حامد من كراتشي: أنا ابن عشرين فحسب، وطالب كلية. وإرادتي ضعيفة جداً حتى أني لاأزال أفكر في أمر من الأمور دون الإقدام عليه. وأشعر بالفظاظة في الحديث مع الناس في الكلية. ومحاولاتي للقضاء على هذا الضعف تبوء بالفشل. فلو تفضلت علي بوصف علاج لي.

فوُصِف له علاج الأضواء الزرقاء. فرد "حامد" بعد ما خضع لهذا العلاج بشهر ما يلي:

"سيدي عظيمي حفظه الله

لاشك أنك ناصح لخلق الله تعالى. إن ما وصفت لي من العلاج بالأضواء الزرقاء قلّبت حياتي. وإن طبيعتي تغيرت رأساً على عقب خلال هذا الشهر الواحد. فعدت شاباً عادياً هشا بشاً، أتحدث بكل ثقة . واختلفت كيفياتي خلال العلاج بالأضواء الزرقاء ، و إليكم تقريراعنها:

لم أتصور في اليوم الأول الضوء أصلاً، بل خطرت الخيالات  بالذهن سريعةً ومرَّت سريعة. ولم ألق لذلك بالاً كما أمرتني به. ثم تصورت أن السماء ماثل، وتخيلت اللون الأزرق. ثم استمرت لأيام متوالية كيفية واحدة وهي أن الأضواء الزرقاء تنزل من السماء لتنجذب في دماغي وقلبي. ثم رأيت كياني من الأضواء الزرقاء بعد أيام. ووجدتني خفيفاً خلال المراقبة. ثم رسخ في ذهني اليقينُ بأني أقدرعلى التكلم مع الناس كالشاب العادي. و أشعر اليوم بعد شهر كأن "حامداً" جديداً قد وُلِد في نفسي. ولاأزال أراقب الأضواء الزرقاء. وأعزم على مواصلتها لمدة طويلة مستقبلاً.

الضوء الأصفر:

وهو علاج ناجع في نظام الهضم، وحبس الرياح، وحمى الأمعاء، والإسهال، و الإمساك، والباسورة، والتقرح (ULCERATION).

حالة:

تكتب سلمى الشودهري من ملتان: كنت مصابة بتقرح المعدة من سنتين. أمرتني بمراقبة الأضواء الصفراء، وكنت أتصور أني جالس تحت السماء، وتخرج الأضواء الصفراء من السماء وتتجمع في معدتي مروراً برأسي. و يتحلل تقرح المعدة (ULCERATION) بسبب هذه الأضواء الصفراء. واستمرـ لمدة اسبوعين ـ الشعور بأن الأضواء تحلل التقرح بشكل تدريجي، فينكمش. وبعد مرور أسبوعين خطر ببالي تلقائياـ أن تقرح المعدة قد زال كلياً. ولم يبق في المعدة إلا الأضواء الصفراء اللامعة.وكادت هذه الكيفية مستمرة كل يوم بعد ذلك. وقد مضى على ذلك شهر واحد. وقد تركت الأدوية تماماً. وإنما أقوم بمراقبة الضوء الأصفر. وأنا عاجز عن أداء واجب الشكرلكم، فقد أضفيتم علي حياة جديدة.

ويكتب منصور أحمد من "كاكراتاون" : كنت مصاباً بالإمساك القديم جداً، تناولت كافة الأدوية دون جدوى حتى قعدت في يأس وقنوط. وذات يوم دلني بعض أحبائي على السيد العظيمي. وأشار علي أن أتلقى منه علاجاً. فما أن سمع السيد العظيمي حالتي حتى أمرني بمراقبة الأضواء الصفراء. وقال: ستنال الشفاء إن شاء الله تعالى. فبدأت هذا العمل على غير ثقة، فقد كنت تلقيت علاج كبار الأطباء، وبذرت المال في هذه السبيل. وكنت لاأعيش منذ سنوات إلا بالحيطة والوقاية اللازمة. ولم أكن على يقين بأن هذا العلاج التافه سيجلب علي الشفاء والصحة، ولكن بدأت المراقبة، ومضى يومان دون أن يرسخ التصور ويتأكد. و أقلقني الشرود الذهني. ثم تحقق لي تصور الأضواء الصفراء في اليوم الثالث. ورغبت في المراقبة. ثم مضى علي خمسة عشر يوماً وقد انعقد لي التصور انعقاداً. وبدأت بداخلي ـ بكيفيات تلك الأضواء، وأخذ كأبوس المرض ـ الذي كنت أئن تحت وطأته ـ يزول بشكل تدريجي. وشعرت ببعض التحسن في مرض الإمساك. وآخذ الوقاية التي وصفت لي. فخف المرض وبدأت نفسي تشتهي إلى الطعام.

ويكتب آخر من "لاهور": كنت مصاباً بحمى الأمعاء منذ ثلاث سنوات. وتناولت كثيراً من العلاج، بجانب الأخذ بالوقاية المستمرة. وأمِرت بمراقبة الأضواء الصفراء بالإضافة إلى شرب ماء الضوء الأصفر. وشعرت بتحسن كبير في حرقة الأمعاء وأوجاعها بمواصلة العلاج. و فحص الطبيب، وقال: ليس بك مرض. ففرحت يومئذ فرحاً كأني لم أفرح هذا الفرح في حياتي إلا هذا اليوم. ومنذ ذلك اليوم لاأجلس مجلساً إلا تحدثت إلى أصدقائي عن العلاج بالمراقبة. وخيرسبيل إلى أداء واجب الشكرعلى ذلك أن يستفيد عدد أكبر من الناس بهذا العلاج العديم المثال.

الضوء البرتقالي

علاج مفيد في أمراض الصدر مثل حمى الدق، والسل، والسعال القديم، و الربو (ASTHMA) ونحوها.

أصيب رجل بمرض السل، وكانت رئته تعاني معاناة شديدة منذ سنتين، جعلته يقيء الدم. فوصف له مراقبة الأضواء الزرقاء بالإضافة إلى الادهان بدهن الأشعة البرتقالية. و تناولت هذا العلاج لمدة شهرين، ومن جراء ذلك قلَّ التقيء بالدم إلى حد كبير نسبياً. ثم نجاه الله تعالى بفضله وكرمه من هذا المرض المؤذي بعد ستة أشهر.

ويكتب أطهرحسن من "فاليه": أنا مصاب بالربو منذ اثني عشر عاماً. وكادت بوارق الأمل تختفي. وأرجع إليكم وكلي أمل أن يلقي علي السيد العظيمي نظرة خاصة. فوُصف له مراقبة الأشعة البرتقالية بالإضافة إلى العلاج بالماء كذلك. فزال المرض الذي دام اثنى عشر عاماً بفضل من الله تعالى.

الضوء الأخضر:

ينفع في ارتفاع ضغط الدم، والأمراض التي تثير الحدة في الدم، والأمراض الجلدية ، والحكة والسفلس (Pox) والحرقة، والبقع ونحوها.

حالة:

يكتب نصر الله بيغ من "مردان": أنا أعاني الحكة في سائر جسدي، وأتلقى العلاج من ثلاث سنوات. وكانت الحكة تورث جروحا تؤذيني كثيراً. وأخيراً نجوت ـ كلياً ـ من هذا المرض بمراقبة الأضواء الخضراء وماء الأضواء الخضراء بعد خمسة أشهر.

وكانت ناهيد فاطمه من "ميانوالي" تعاني من ارتفاع ضغط الدم معاناةً شديدة. وربما اشتدت عليه وطأة المرض حتى أعجزتها عن القيام بشؤون البيت. وكان أولادها الصغار يتعرضون للإهمال وعدم المبالاة .ثم تحسنت حالتها بمراقبة الضوء الأخضر صباحا ومساءً ، وإضاء المصباح الأخضر في الغرفة لمدة عشرين يوماً.

وتكتب سندس بتول من "بيشاور": أعاني البقعَ في جسدي، فأذهب ضحية الشعور بالنقص الشنيع. ثم تلقيت علاج الضوء الأخضر، وزالت هذه الحالة تماماً. كما تلقيت ـ بجانب هذا العلاج ـ علاج محارة البحر.

الضوء الأحمر:

وتوصف مراقبة الضوء الأحمر في مرض انخفاض ضغط الدم (low blood pressure) وفقرالدم (anemia) و وجع المفاصل وضعف القلب والغشي، والشعور بقلة الطاقة، والجبن، واليأس، والتوقف اليائس (brake down) وطريان الخيالات المثبطة على القلب، ومخافة الموت، والشعور بضربة عالية الصوت في الدماغ، ونحو ذلك.

حالة:

يكتب الدكتور نياز حسين: زوجتي مصابة بالتوقف اليأئس (brake down) منذ سنة. الطب يصف الأدوية المسكرة في معظم الأحوال في هذا المرض. مما يؤدي إلى فتور حركة الدماغ فتوراً يدفع المريض إلى النوم. والنوم يزيل عنه التوتر العصبي. وجعلت زوجتي تعيش على هذه الأدوية لمدة ستة أشهر.ثم إنها تعودت هذه الأدوية وأصبحت تتعرض لنوبات التوقف اليائس (brake down). فأمرت زوجتي بمراقبة الضوء الأحمر. وقد زالت آثار المرض من وجهها. ولاشك أن العلاج بالمراقبة له تأثير كبير،وعلاج غير ضار. وأصبحت أصف كل من يراجعني من المرضى العلاج بالمراقبة بجانب العقاقير الطبية، ليستفيد النوع البشري من النعمة الإلهية العظيمة هذه كل الاستفادة.

ويكتب صبغة الله: كان دماغي أصبح ملاذاً للخيالات المثبطة. وذلك بدون سبب من الأسباب. وكان القلب يستغرق دائماً في الفكر الهدام (negative). ومراقبة الضوء الأحمر أدخلت في أفكاري تعديلات مثبتة.

الضوء "الجامني" (نوع من الثمر)

هو علاج أمراض الضعف الجنسي في الرجال، وأمراض النساء الخاصة بداخل الرحم.

حالة:

يكتب كاتب من "ديره اسماعيل خان": كنت غير قابل للزواج بسبب الضعف الجنسي . كنت معرضاً للشعور العميق بالنقص، وقد زال هذا الضعف بمراقبة الأضواء "الجامنية"  و الادهان بالدهن "الجامني" إلى حد كبير.

وتكتب امرأة من "تتشيشه وطني": قد مضى على زواجي مدة خمس سنوات، ولم أرزق ولداً، ويقول الأطباء: إن بالرحم ورماً. وتلقيت كثيرا من العلاج. وأخيراً زال الورم الداخلي بمراقبة الأضواء "الجامنية" والادهان بالدهن "الجامني". وأنا الآن حامل.

الضوء الوردي:

وهو علاج ناجع لمرض الصرع والنوبة الدماغية، وشل الذهن والذاكرة، والخوف، والشعور بعدم الأمان، وورود الخيالات السلبية عن الحياة، والنفور من الدنيا.

حالة :

يكتب سلمان الأنصاري من "تهته" : كنت مصاباً بمرض الصرع من زمن بعيد، و عانيت فيه معاناة شديدة. وتعرضت لنوباته غير مرة وأنا أمشي في السوق. فسقطت وأصبت بجروح. وذات مرة انتابني نوبته وأنا أستحم، ولم يطلع الناس إلى بعد ساعة. والحاصل أنه كان يصحبني بعض الناس ليتعهدوني. فكان يهمني ذلك دائماً. رحم الله السيد العظيمي الذي وصف لي مراقبة الأضواء الوردية، فشفيت. وأنا على ثقة بأن أبل من مرضي بشكل كامل بإذن الله تعالى.

وتكتب شيما نازلي من"حيدرآباد": إن الخوف المتواصل ملأ نفسي جبناً وشعوراً بالنقص. ولم تكن الحياة بعد الزواج تشكل هماً أخف من وطأة الامتحان. فكان خوف أم الزوج وأخواته يطاردني في كل وقت، وهذا الخوف لم يكن يغادرني وإن كنت أقوم بجميع الأعمال خير قيام. وكنت أرتعد من داخلي كالورقة وإن لم يواجهني أحد بكلام. كما أصبح الخوف من الله تعالى جزءا من طبيعتي. وكنت أرى كل تصرفاتي إثماً وأستغفر الله تعالى في كل وقت خوفا منه. وسيطرت هذه الوطأة على كافة أعصابي. وأصبحت أعيش هزيلاً في كل وقت. فأمرني زوجي بمراقبة الأضواء الوردية، وأنا مطئمن مستريح البال بعد شهرين، وعلى يقين لدرجة كبيرة بأن الصحة تعود إلي تماماً.


المراقبة

خواجۃ شمس الدين عظيمي

 السؤال عن الإنسان حقيقته ونطاق قدراته أصبح يحتل أهمية كبيرة في هذا العصر العلمي. و العلم بسنة الخلق يفيد بأن ابن آدم يتشكل آلافاً من التشكلات، وهو فيما يبدو تمثال من طين ، وعبارة عن كيان من اللحم والجلد والدم والعظم، قائمٍ على الحركات الميكانية. ويعمرداخله عالَمٌ كيماوي بأسره. وإن حياة المرء تعتمد على الاطلاعات والبلاغات، وليس المرء إلا خيالاً و تصوراً . وكل حركة صادرة منه خاضعة للخيال والتصور. وإن جميع المآثر في العالم الإنسان يدور رحاها حول قوة غير مرئية من الخيال والتصور والتخييل. وإن ابن آدم يُلبس الخيالَ أنواعاً مختلفةً من المعاني، فيتجلي منه كل جديدٍ وحديث من المظاهر.