Topics
وكان مفتاح الكعبة لدى عثمان بن طلحة، وكان يفتحها يوم
الاثنين و الخميس. وأراد النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم أن يدخل الكعبة مع الناس فأغلظ عثمان بن طلحة عليه ونال منه، فحلم
عنه، ثم قال: " يا عثمان لعلك سترى هذا المفتاح يوما بيدي أضعه حيث شئت
" قال عثمان: فقلت: لقد هلكت قريش وذلت. قال:"بل عمرت يومئذ وعزت ".
وأخذ النبي صلى الله عليه وسلم المفتاح يوم فتح مكة بيده، فطلب كل من العباس وعلي
أن يدفعه إليه إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم رده إلى عثمان بن طلحة.
المقاطعة العامة
وقام
كفار مكة وقريش بمقاطعة النبي صلى الله عليه وسلم مقاطعة اقتصادية، وكتبوا بذلك
صحيفة علقوها في جوف الكعبة فيها عهود ومواثيق على أن يقطعوا كل علاقة مع بني
هاشم. وقطعوا عنهم الميرة والزاد. فانحاز الرسول صلى الله عليه وسلم مع أهله
وعياله إلى شعب أبي طالب. وعانوا معاناة ومشقات تفوق الوصف والبيان لمدة ثلاث
سنوات.
ومرت
ثلاثة أعوام على ذلك فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قريش مكة أن الصحيفة
التي كتبوها باتفاقهم قد أكلته الأرضة. ولم يبق منها إلا اسم الله تعالى. فطلب
قريش الصحيفة فإذا هي قد أكلتها الأرض إلا ماكان من اسم الله تعالى.
والأرضة
(White Ant) نوع من النمل. تبني بيتاً
يعلوماً يتراوح بين 15 و20 قدماً. وتبلغ من الذكاء والفطنة أنها تقيم بيتها على
المحاريب. وسقفها متين جداً يحتمل ثقل رجال من الناس. وفي كل بيت ملك وملكة. وحوله
بيوت العمال. وأمامها غرفة جماعة المراضع. و أمامها مخازن. وليس لهذا البيت باب.
ولاعين لها. تعيش تحت الأرض خشية أن يتصيدها الطيور. تسيرفي أنفاق من الطين. ومنها
ما يمشي في الضوء، ويعينها بصرها. وأسنان الأرضة قوية جداً، حتى إنها لتقطع
الأخشاب في ثوانٍ. وتعيش ملكته في غرفة صغيرة، وبابها ضيق جداً لاتستطيع الخروج
منها. وإنما يقدم لها رزقها ويوصل إليها.
وتتجلى عقلية هذه الحشرة الصغيرة وذكاؤها في أنها أكلت
الكلمات التي كتبوها إيذاءً للرسول صلى الله عليه وسلم، ولم تأكل اسم الله الخالق
المالك الكون الذي صدع الرسول صلى الله عليه وسلم بكونه هو يستحق العبادة.
سراقة والسوار
وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبوبكر مهاجرين من
مكة إلى المدينة، وأعلن الكفار إعطاء مكافأة
قدرها مئة ناقة بدل كل واحد منهما لمن يعيدهما إلى قريش. فسال لهذه المكافأة لعاب
كثيرين، فخرجوا يطاردونهما. وخرج سراقة على فرسه المسرعة. وقد خرج رسول الله صلى
الله عليه وسلم إلى المدينة من غارحراء بعد ما قضوا فيه ثلاثة أيام. وهما في
الطريق إذ بسراقة يخطو خطوات سريعة على فرسيه إليهم، فلما دنا منهما، ساخت يدا
فرسه حتى بلغتا الركبتين في الأرض. ففزع سراقة فزعاً شديداً. وحاول أن ينزعهماولم
يفلح. فقال: يامحمد، ادع الله أن ينجي فرسي من هذه المصيبة وأعدك بأني سأعود وأرد
من أجده يطاردك.
فدعا
له الرسول، فخرجت يداها من الأرض. وقال له النبي صلى الله عليه وسلم وهو يرجع:
كأني أرى سواري كسرى بيدك ".
فلما فتحت إيران في عهد عمر بن الخطاب، وجيء
بسواري كسرى في الغنائم، فألبسهما عمر سراقة.
أسارى بدر
وأرسلت
قريش في فداء أسراها في بدر بمال، وقال العباس: إنه ليس لي مال. فقال صلى الله
عليه وسلم: فأين المال الذي وضعته عند أم الفضل بمكة حين خرجت وليس معكما أحد؟ ثم قلتَ:
إن أصبت في سفري هذا فقسمي المال بين أبنائي.
وكان
نوفل بن الحارث ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم في جيش الكفار، وأُسِرَ في
بدر. كان فداء كل أسير يوم بدر أربعة آلاف إلى ألف درهم، فمن لم يجد عنده شيئا أعطِىَ
عشرة من غلمان المدينة، فعلمهم الكتابة، فإذا حذقوا فهم فداؤه.
وكان نوفل بن الحارث أسر ببدر فقال له رسول الله صلى
الله عليه وسلم": افد نفسك ". قال: مالي شئ أفتدى به. قال:" افد نفسك
برمحك التي بجدة".
العاصفة
وقال
الرسول صلى الله عليه وسلم يوم بدر لأصحابه: ستهب الليلة عاصفة، فلاينهضن أحد منكم
في الليلة. وليعقل جمله موثقاً. فهبت عاصفة شديدة فيها، وأخذت رجلاً وألقته في
الجبال، فلم يعلم مصيره.
الناقة المفقودة
وضلت
نافة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض الغزوات فخرج بعض أصحابه في طلبها، وعند
رسول الله صلى الله عليه وسلم عمارة بن حزم الأنصاري، وكان في رحله زيد، وكان منافقا،
فقال زيد: إن محمداً يزعم أنه نبي ويخبركم بخبرالسماء وهو لا يدري أمر ناقته، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمارة بن حزم عنده: إن رجلا قال: هذا محمد يخبركم أنه
نبي ويخبركم بأمر السماء، وهو لا يدري أين ناقته، وإني والله ما أعلم إلا ما علمني
الله، وقد دلني الله عليها، هي في الوادي قد حبستها الشجرة بزمامها، فانطلقوا فجاءوا
بها.
رسالة في جديلة
وبعث
رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا ورجلين معه إلى روضة خاج " ([1])،
وقال لهم: إن بها ظعينة معها كتاب، فخذوه منها، فانطلقوا تعادي بهم خيلهم حتى انتهوا
إليها، وأخذوا المرأة، فأخرجته من عقاصها.
تعليق على معركة مؤتة
ويوم
موتة واجه الجيش الإسلامي ـ المكون من ثلاثة آلاف ـ مئتي ألف مقاتل من الكفار. وكان
النبي صلى الله عليه وسلم يخطب على المنبر في المدينة فقال: أخذ جعفر اللواء بيمينه
فقاتل به حتى قطعت يمينه فأخذ الراية بيساره فقطعت يساره فاحتضن الراية وقاتل حتى قتل،
ثم أخذ الرأية زيد وقاتل بشجاعة، حتى قتِلَ. ثم إني أريت أن الملائكة حملوه على
سرير أخضر إلى الجنة.
قبيلة هوازن
ويوم
حنين دخل عليه رجل فقال: يارسول الله، رأيت هوازن قد حملوا أسلحتهم على الإبل
وحضروا على بكرة أبيهم حينين. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنها كلها سيكون
للمسلمين.
فلما
قاتلوا في اليوم التالي انتصر المسلمون عليهم.
وفاة النجاشي
قال
النبي صلى الله عليه وسلم لأم سلمة: « إني قد أهديت إلى النجاشي أواق من مسك وحلة،
وإني لا أراه إلا قد مات، ولا أرى الهدية إلا سترد علي، فإن ردت علي، أعطيتك
الحلة.
لما
مات نعاه في اليوم الذي مات فيه وقال: استغفروا لأخيكم. وردت الهدية بعد موت
النجاشي ملك الجبشة إليه صلى الله عليه وسلم.
خسرو برويز
وفي السنة السابعة من الهجرة كتب رسول الله صلى
الله عليه وسلم إلى الملوك، يدعوهم إلى الإسلام. فلما قرئ الكتاب على خسرو برويز مزقه،
ولما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (مزق الله ملكه)، و كتب خسروبرويز
إلى بَاذَان عامله على اليمن: ابعث إلى هذا الرجل الذي بالحجاز رجلين من عندك جلدين
فليأتياني به. فاختار باذان رجلين ممن عنده، وبعثهما بكتاب إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم يأمرهما بأن يبلغاه رسالة كسرى، فلما قدما المدينة، وقابلا النبي صلى الله
عليه وسلم، وأفضيا إليه بما جاءا به. وقالا قولاً توعداه فيه، فأمرهما النبي صلى الله
عليه وسلم أن يلاقياه غداً.
فلما
دخلا عليه من الغد، قال: "إن كسرى قد قتل البارحة. وسلط الله عليه ابنه شيرويه
بن كسرى، وأخذ الملك لنفسه. أخبرا باذان مني بذلك. وقولا له: إن ديني وسلطاني سيبلغ
ما بلغ كسرى، وقولا له: إن أسلمت أعطيتك ما تحت يدك، وملكتك على قومك من الأبناء.
فخرجا
من عنده حتى قدما على باذان فأخبراه الخبر، وبعد قليل جاء كتاب من شيرويه بأنه قتل
أباه وأخذ الملك لنفسه، لأنه كان يستبيح دماء أعزة الناس، وأمره بأن يأخذ الطاعة
من الرعية له، وقال له شيرويه في كتابه: انظر الرجل الذي كان كتب فيه أبي إليك،
فلا تهجه حتى يأتيك أمري.
ثم
إن باذان أسلم، وأسلم من باليمن من الإيرانيين.
ما في الصدور
ودخل واثلة بن أصقع على النبي صلى الله عليه
وسلم وحوله عصابة من المسلمين يستفتونه فجعل يتخطاهم. قالوا: إليك يا واثلة عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم. فقال صلى الله عليه وسلم: دعوا واثلة، ادن يا واثلة. قال:
فدنوت منه حتى قعدت بين يديه فقال: يا واثلة جئت تسألني عن البر والإثم؟ فقال: نعم،
قال: البر ما اطمأنت إليه النفس والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر.
هدف الزيارة
وكان
عمير بن وهب ممن يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه و هم بمكة. وجلس ذات يوم
في البيت الحرام فقال: أما واللّه لولا دَيْن على ليس له عندي قضاء، وعيال أخشي عليهم
الضَّيْعةَ بعدي لركبتُ إلى محمد حتى أقتله. فقال أبو لهب: عليَّ دينك، أنا أقضيه عنك،
وعيالك مع عيإلى، أواسيهم ما بقوا، لا يسعني شيء ويعجز عنهم. ثم أمر عمير بسيفه فشُحِذَ
له وسُمَّ، ثم انطلق حتى قدم به المدينة، ودخل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
(ما جاء بك يا عمير؟) قال: جئت لهذا الأسير الذي في أيديكم، أقدم لكم فداءه. فقال
صلى الله عليه وسلم:كذبت، ما جئت لهذا. وإنما جئت لتقتلني. فلما انكشف سره ارتعد
عمير، وسقط الخنجر المسموم من داخل ثيابه.
نصر الرومان
وفي
السنة الخامسة من البعثة النبوية، انشبت حرب بين فارس ـ التي كانت تعبد النار ـ
وبين الروم المسيحيين. و انتصر فارس على الروم في الحرب. وكان المسلمون يتعاطفون
مع الروم بحكم أنهم كانوا يؤمنون بكتاب سماوي. فاستاؤوا من هزيمة الروم، فنزل قوله
تعالى يطمئنهم: (فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ
(3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ
يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ
الرَّحِيمُ (5) وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ
لَا يَعْلَمُونَ (6) [الروم/2ـ 6]
واستهزأ
المشركون بالمسلمين. وصدق ما بشربه النبي صلى الله عليه وسلم.
قوله: (وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ، فِي بِضْعِ سِنِينَ) أي يغلب الروم فيما بين ثلاث إلى تسع سنوات.
خواجۃ شمس الدين عظيمي
تعني كلمة "معجزة"، فنيا، ظاهرة ميتافيزيقية يأتي بها رسول من الله للبرهنة على حقيقة معرفته النبوية.
كما أن العديد من البشر الآخرين، إلى جانب الأنبياء، قد أتوا بأعمال لها طبيعية ميتافيزيقية. وتعد العديد من الأحداث المشابهة التي تم رصدها في التاريخ دليلا على هذه الحقيقة. فالأتقياء والصالحون يأتون بمثل هذه الأعمال الميتافيزيقية بغرض تحذير وإخطار وإرشاد البشر. وقد كتب قلندر بابا أولياء في كتابه الرائع ”لوح وقلم“:
”يأتي التأثير الوصالي على ثلاثة أنواع.