Topics
قدم
النبي صلى الله عليه وسلم المدنية، وتبلغ مساحتها نحو عشرين كيلو، و بها 72 قلعة،
59 قلعة منها تخص اليهود. والباقية 13 قلعةً يسكنها أعراب المدينة. وسكانها
متوزعون على القبائل. ولليهود ثلاث قبائل عظيمة، واحدة منها صاغة. وثانيتها زارعة،
وثالثتها مهرت في صناعة الجلود.
فدخل
عليه صلى الله عليه وسلم علماء اليهود، فلما استيقنوا أنه هو النبي الحق، عادت
إليهم العصبية. فإن تصورظهورنبي في غيراليهود كان قاصمة لهم.
وأما
قبائل الأعراب فكانت اثنتان منهما تتنازعان على بعض الضياع. و قام عبد الله بن أبي
ـ زعيم إحدى القبائل ـ بدورهام في حسم الخلافات بين القبيلتين. فَسَمَت منزلتُه
بين الناس. وكان عبد الله بن أبي يتطلع إلى رياسة القبائل المدنية كلها. فلما بلغ
الناس مقدمُ النبي الصادق الأمين إلى المدينة أمسكوا عن اتخاذ عبد الله بن أبي
رئيساً لهم، مما أقض مضجعه وأقلقه كثيراً.
ولم
يخف شيء من ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم. فعقد مع اليهود عهداً ينص على
المسامحة، والأمن والحرية الدينية، والعدل و الإنصاف، والنصح في العلاقات الداخلية
بينهم. و وضع دستوراً يشمل جميع سكان المدينة، أطلق عليه "ميثاق المدينة
".
فكاتبت
قريش مكة كلاً من أعراب المدينة، واليهود لوحدهم، تدعوهم إلي التخلي عن محمد صلى
الله عليه وسلم، وتسلميه لها، وإلا فإنهم يتحملون مسؤولية التعرض لهجوم قريش على
المدينة، وإهلاك حرثها ونسلها، وأموالها، وهتك أعراضها.
واليهود
ـ وإن لم يخضعوا لضغوط قريش مكة ـ إلا أن الشر الكامن الذي جُبِلوا عليه لم
يَختَفِ طويلاً، فإنهم بدأوا يحيكون المؤامرات في أعقاب انتصارالمسلمين في غزوة
بدر، وامتداد نفوذهم. فتوجه شاعران متمكنان من الفصاحة والبلاغة إلى مكة، وبدآ
ينشدان الناس الأشعار الطويلة البحور على المجالس والمجامع، ويحرضان كفارمكة على
المسلمين، ويثيران حفائظهم. ولم تخلُ أسواق المدينة ومجالسها عن مثل ذلك.
وهذه
الأشعارالتي كانت تستهزئ بالقرآن الكريم وبالنبي صلى الله عليه و سلم وبتوجيهاته،
أقلقت المسلمين كثيراً، وسببت إحراجاً شديداً لهم.
وبلغ
اليهود من الفتنة والإيذاء أن خيف معه نشوب الحرب وإراقة الدماء. فتوجه النبي صلى
الله عليه وسلم بنفسه إلى اليهود، وطلب منهم الوفاء بميثاق المدينة، فأعرض عنه
اليهود بل حاولوا قتله بإسقاط حجرمن بعض الجدران. فرجع النبي صلى الله عليه وسلم
وأمر اليهود بالخروج من المدينة. وأباح لهم حمل ما يريدون حمله غير الأسلحة. فتم
جلاء اليهود الصاغة والزراع من المدينة.
وتحمس
الكفار بعد غزوة أحد، وكانت قريش على علمٍ بعداء اليهود للمسلمين وإعراضهم عن
ميثاق المدينة، وبأن المنافقين قد تغلغلوا في صفوف المسلمين. فاستغلوا هذه الفرصة
كل الاستغلال، وتواطأوا مع اليهود والمنافقين لفرض الحصارعلى المسلمين طبقاً لخطة
وضعوها.
فحالف
القبائل حول المدينة واليهود مع كفار مكة، ودبروا حيلة تقضي على المسلمين
اقتصادياً. وحاصروا القوافل التجارية. وكانت له انعكاسات عميقة على اقتصاد
المدينة. وتفادياً من انهيار أوضاع المسلمين الاقتصادية، توجَّه رسول الله صلى
الله عليه وسلم ومعه ألف من شبان المسلمين ـ إلى دومة الجندل، لإجراء محادثات تؤدي
إلى فتح السبل أمام القوافل التجارية.
واتفق
اليهود والكفارعلى أن اليهود هم يتحملون النصيب الأكبر من نفقات الحرب ضد
المسلمين. فتجمع حوالي عشرة آلاف مقاتل. و سرَّبت الدورية الاستكشافية نبأه إلى
النبي صلى الله عليه وسلم، فعاد إلى المدينة.
وبلَّغَ
المنافقون كفارَ قريش أن محمد صلى الله عليه وسلم غائب عن المدينة، فكانت عودته
المفاجئة إلى المدينة مبعث حيرة وعجب للمنافقين. وكان الكفارقد وضعوا برنامج
الهجوم على المدينة في غيبة النبي صلى الله عليه وسلم عنها. فجمع الرسول صلى الله
عليه وسلم المسلمين، و شاورمعهم حول مواجهة جيش قوامه عشرة آلاف جندي. وأشار سلمان
الفارسي بالدفاع عن المدينة وحفرالخندق حولها. فاستحسنه الرسول صلى الله عليه
وسلم. وبدأوا يحفرون الخندق. وجمعوا محاصيل الحقول و النخلات حول المدينة في
المخازن. وأرسلوا النساء ذوات الأولاد إلى القلاع. وقاموا بإخلاء البيوت المجاورة
للخندق. وتقرر أن يحفركل عشرة رجال مساحة أربعين ذراعاً. واشتغل كل من في المدينة:
من رجل و امرأة، حتى الصبي الذي يطيق حمل المعاول. وعملوا ليل نهارطوال ستة أيام
حتى نجحوا في حفر خندق عرضه خمس عشرة قدماً، وعمقه مثله، وطوله ستة كيلو.
وظهرت
عدة قصص من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم خلال حفرالخندق. منها: أن جابراً ذبح
بهيمة وطحن صاعا من شعير فخبره. و أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له: صنعت
لك شيئاً من الطعام فتعال أنت. فصاح النبي صلى الله عليه وسلم فقال: « يا أهل الخندق،
إن جابرا قد صنع سورا فحي هلا بكم ». فوصل ألف شخص إلى بيت جابر، و أمر النبي صلى
الله عليه وسلم بتغطية البرمة والعجين. ثم أمر بأن يدخل عشرة عشرة، فأكلوا وشعبوا
جميعاً حتى فرغ الألف كلهم.
وعن
ابنة بشير بن سعد، قالت: بعثتني أمي بتمر في طرف ثوبي إلى أبي وخالي وهم يحفرون الخندق،
فمررت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فناداني، فأتيته، فأخذ التمر مني في كفيه،
وبسط ثوبا فنثره عليه، فتساقط في جوانبه، ثم أمر بأهل الخندق فاجتمعوا، و أكلوا منه
حتى صدروا عنه.
وكانوا
يحفرون الخندق إذ عرض لهم في الخندق كدية في بعض الخندق، لا تأخذ فيها المعاول، فشكوا
ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فلما رآها أخذ المعول وقال: « بسم الله »،
وضرب ضربة فخرجت شعلة، فكسر ثلثها، فقال: « الله أكبر، أعطيت مفاتيح الشام، والله إني
لأبصر قصورها الحمر إن شاء الله »، ثم ضرب الثانية، فقطع ثلثا آخر فقال: « الله أكبر،
وخرجت شعلة من تحت المعول، وقال: أعطيت مفاتيح فارس، والله إني لأبصرقصر المدائن الأبيض
»، ثم ضرب الثالثة فقال: « بسم الله »، فخرجت شعلة منه فقطع بقية الحجر، فقال: « الله
أكبر، أعطيت مفاتيح اليمن، والله إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني الساعة».
وقال
لسلمان ـ وهو بجواره ـ: إن أمتي ستفتح الروم وفارس.
وحفرالخندق
شمال المدينة. ودنت قريش مع حلفائها إلى المدينة، و أسرع الكفار بإبلهم وخيلهم في
نشوة من الانتصارفي زعمهم، فلما دخلوا حدود المدينة، وقفوا حيارى. فإنهم لم يروا
هذا النوع الغريب من الدفاع من قبل، ولاسمعوه. فاضطر الجيش المسلح بالأسلحة
والعتاد العسكري إلى النزول وراء الخندق. وتوجه الحلفاء إلى المدينة زعما منهم
أنهم يقتلون المسلمين وينتصرون عليهم في عشية وضحاها. فأعجزهم عنه الخندق الحائل
بينهم وبين أهل المدينة. وكان الطقس في تغيرحين وصل الجيش المكي إلى المدينة،
وأصاب البرد الجنود، واضطر الجيش إلى المحاصرة مما لم يكن متهيأً له من قبل.
و
وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم أمام الخندق. ويدنو زعماء الكفر إلى الخندق كل
يوم، ويطوفون بخيلهم حوله، ولا يجدون سبيلاً يعبرون به الخندق. فيصبون السهام على
المسلمين غيضاً وحنقاً. ويرد المسلمون عليهم بمثله.
وإن
طول الحصار بعث الملل والقلق في نفوس الكفار. وعجزوا عن تحمل شدة الطقس، فأراد
قادة الجيش العودة من المدينة إلا أنه كان من الصعوبة بمكان إعادة جمع هذا الجمع
الحاشد. واتصل اليهود ببنبي قريظة في المدينة وحرضوهم على نقض ميثاق المدينة. وعمل
المنافقون في صف المسلمين على تثبيط هممهم. قال الله تعالى: (وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ
وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا
وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا
وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ
وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا (13) وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ
مِنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا
إِلَّا يَسِيرًا) [الاحزاب 13ـ 14]
وهذه
الدعايات التي قام بها المنافقون، وأنباء نقض القبيلة المتحالفة مع المسلمين العهد
مما أقلق المسلمين كثيراً. فدخلوا على الرسول صلى الله عليه وسلم وقالوا: إننا
لانأمن دسائس المنافقين. فقال عليه السلام ثقة بربه وإيماناً به: إن المشركين
يعتمدون على إمدادات المنافقين، وأنا أؤمن الله تعالى ونصره. واعلموا أن الله
تعالى لن يخذلنا ".
وهذا
الجواب من الرسول صلى الله عليه وسلم كان من شأنه أن بعث في المسلمين الحماس
والروح من جديد. وآمنوا بنصر ربهم. قال الله تعالى: (وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ
الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ
وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا) [الأحزاب/ 22]
ووراء الخندق جيش
قوامه عشرة آلاف، رابض يعاني من متاعب البرد القارص، ثم واجه الشح في المواد
الغذائية وعلف الدواب، فخاف قائد الجيش الخروج عليه ومخالفته. وهذا الجيش الذي جاء
به قريش واليهود وقبائلها المتحالفة ينظر إلى المسلمين عبرالخندق في يأس و قنوط من
الظفر والانتصار عليهم. ولم تنفع دسائس المنافقين المتسربين إلى صفوف المسلمين،
هؤلاء الأعداءَ. ولم يقدروا على حمل القبائل المتحالفة مع المسلمين على نقض العهد
والميثاق بينهم. قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ
اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا
لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا) [الأحزاب /9]
ولم يتوصل
المتحالفون على الكفر والفسوق إلى شيء من أمرهم، حتى هبت ريح عاصفة في الليل، عصفت
بخيامهم طيران المنطاد في جو السماء. وخمدت المواقد في الجيش، وزاد المطر من شدة
البرد القارص. و غمر السيل منازل الجيش. وخدرت أرجلهم. وفزع أبوسفيان بهذه المصبية
الفاجعة، فقام إلى جَمَله وهو معقول، فجلس عليه، ثم ضربه، فوثب به على ثلاث، فما أطلق
عقَالَه إلا وهو قائم حتى اضطر جيش الكفار إلى مغادرة المدينة خائباً خاسراً.
إن التغيرات يعمل فيها العمل المغناطيسي. فالحدة
والحر حركة أو هزة قابلة للقياس. فالعمل الكيماوي أو الحرارة البرقية أو أشعة
الشمس، تشكل الحركة في كل منها عنصراً أساسياً.
وإن
الهواء له تدخُّل وعمل في كل مخلوق مثل الماء. فالهواء يصعد البخارات بالشمس. ثم
يجعلها ذرات ويحولها إلى سحب، ثم ينقلها في الفضاء من هنا وهنا. ثم تتحول هذه
البخارات إلى قطرات المطر، و تسقي الأرض.
قال
الغزالي: إن الصبا يصعد السحب، والشمأل يجمع قطعها، و الجنوب يحولها قابلة للقطر.
والدبوريحول القطرات إلى المطر، ويسقي الأرض.
قال الله تعالى: (وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ
فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ
(22)) [الحجر/22]
والهواء
يحمل السحب إلى الأماكن المختلفة، فيغرس الزارع الحب في الأرض. وتجري السفن في
البحار على متن الهواء، فتحمل الناس إلى البلاد النائية، وتوفر لهم حاجاتهم
وأسبابها. كما أن الهواء يحمل الرمل و الغبار إلى البساتين مما يقوي
الأشجاروينميها. كما أن أشياء كثيرة تنتقل إلى ساحل البحر على متن الهواء مما ينفع
الناس. كما أن الهواء ينشط المخلوقات التابعة للإنسان ـ أشرف الخلق ـ والمسخرة له.
ويقول
علماء الباطن: "إن عين الباطن تنظر.
وإن
الهواء مخلوق من المخلوقات، يتناسل تناسل غيره. وينتقل الهواء من الصبا إلى
الشباب. ثم يضمحل ويضعف حين يتجاوز الشباب. و الهواء جرثومة من الجراثيم يشبه
العدسَ. وهو مدور، مصفح ملس، أصغر من جرثومة البكتيريا، وأسرع نمواً من البكتيريا.
ومنطقة خلق الهواء هو الصحارى والسطح الباطن من البحر.
وفي
الأرض مخلوق يسمى الجراد (Grass Hopper). والجراد ينشأ من الأرض،
ويطير في الفضاء. فيزداد حتى يحول بين الشمس و الأرض، وتظلم الأرض. وعلى العكس من
ذلك فإن الهواء مخلوق شفاف (Transparent)، وتكون
جراثيمه صغيرة جداً لاتكاد ترى بالعين المادية وغيرها من المجاهر. ولكن إذا اشتدت
سرعته فإنه يتحول إلى العاصفة والطوفان الهوائي الذي يدمر الأبنية الناطحات السحاب
والآلات العملاقة، والمدن الكبيرة في ثوان.
ويغلب على الهواء الخضرة. فإذا اشتد غلب عليه الحمرة.
والهواء يحمل الألوان التي تشتمل عليها غيره من المخلوقات.
والهواء قوي جداً، حتى إنه يقطع مسافة أربعين ميلاً في
كل ساعة. و ربما يقطع مسافة مئة وعشرين ميلاً في ساعة واحدة. والطوفان البحري
المصحوب بالغبار والهواء تدور مئتى كيلو في ساعة واحدة، و يتقدم عشرين كيلو في ساعة واحدة. وإن الهواء له دخل مباشر في قوة
الموجات البحرية وسيرها وسرعتها.
وفي غزوة بدر أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم حفنة من
تراب و رمى به إلى الكفار، فخضع الهواء لأمره صلى الله عليه وسلم، و كذلك في غزوة
الأحزاب حيث هبت ريح عاصفة، وتلبدت السماء، و ملأ المطر أرض المعركة ماءً. وشلت
الأمطار الشديدة والهواء أعصاب جيش الكفار. وتزعزعت أقدامهم خوفاً وذعراً، ولاذوا
بالفرار. قال الله تعالى: (الْحَاقَّةُ (1) مَا الْحَاقَّةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ
(3) كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ (4) فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ
(5) وَأَمَّا عَادٌفَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ
سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى
كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7) فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ
(8)[الحاقة/ ]
دلت الآية رقم 6 على أن عاد أهلكت بريح صررعاتية.
خواجۃ شمس الدين عظيمي
تعني كلمة "معجزة"، فنيا، ظاهرة ميتافيزيقية يأتي بها رسول من الله للبرهنة على حقيقة معرفته النبوية.
كما أن العديد من البشر الآخرين، إلى جانب الأنبياء، قد أتوا بأعمال لها طبيعية ميتافيزيقية. وتعد العديد من الأحداث المشابهة التي تم رصدها في التاريخ دليلا على هذه الحقيقة. فالأتقياء والصالحون يأتون بمثل هذه الأعمال الميتافيزيقية بغرض تحذير وإخطار وإرشاد البشر. وقد كتب قلندر بابا أولياء في كتابه الرائع ”لوح وقلم“:
”يأتي التأثير الوصالي على ثلاثة أنواع.