Topics
وكان
بوجه الصحابي أبيض بن حمال حزازة، وهي القوباء، فبدا وجهه قبيحاً، فطلبه النبي صى
الله عليه وسلم ذات يوم إليه، وأمره أن يجلس على صخرة من الصخور، ومسح على وجهه،
فلم يُمْسِ ذلك اليوم وبه أثر.
وكان
يزيد بن قنافة الطائي به صلع، فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأسه، فذهب
صلعه ونبت الشعر، وكثف حتى أطلق عليه "بلب" لكثرة شعررأسه.
ولد به جنون
وأتت
النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم امرأة بابن لها، وقالت: إن ابني هذا به جنون.
فأدناه النبي صلى الله عليه وسلم إليه، وأجلسه، ومسح يده على رأسه، فلم يمض مدة
حتى قاء قيئاً أسود، وشفى من مرض الجنون.
مقلة العين
تفرق
المسلمون في غزوة بدر عن النبي صلى الله عليه وسلم، فأحاط به المشركون، وضيقوا
عليه الحصار. فكان ممن ثبت و دافع عنه صلى الله عليه وسلم دفاعاً مستميتاً: أبو
دجانة، وسعد بن أبي وقاص، وقتادة بن النعمان رضي الله عنهم. وَهُوَ الَّذِي وَقَعَتْ
عَيْنُهُ عَلَى خَدِّهِ فَأَتَى بِهَا إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
فَغَمَزَهَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِيَدِهِ الشَّرِيْفَةِ،
فَرَدَّهَا، فَكَانَتْ أَصَحَّ عَيْنَيْهِ.
الأذان في الحرم
ورجع
النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة حنين، إذ أدركته الصلاة وهو في الطريق، فنزل كعادته. وأذن
المؤذن، وكان أبومحذورة ـ وجماعة من
أصحابه ـ قريباً منه. فلما سمعوا الأذان حاكوه بأصوات عالية استهزاء به. فبعث رسول
الله صلى الله عليه وسلم رجلاً يأتي بهم. فلما جاء بهم، أمرهم أن يؤذن كل منهم.
فأذنوا رجلاً رجلاً. وكان أبومحذورة أحسنهم وأنداهم صوتاً، فَقَالَ حِيْنَ أَذَّنَ:
(تَعَالَ). فَأَجْلَسَه بَيْنَ يَدَيْهِ، فَمَسَحَ عَلَى نَاصِيَته و وجهه، حتى
وصل إلى صدره وظهر، وقلبه إلى سرته، وقال: بارك الله فيك، وأكرمك، اذْهَبْ، فَأَذِّنْ
عِنْدَ البَيْتِ الحَرَامِ).
تربة الإكسير
ومر
النبي صلى الله عليه وسلم ببني الحارث، وفيهم مصاب بالحمى الشديدة، فقال: يارسول
الله، إن الحمى عادت من الأوبئة في ديارنا. فقال صلى الله عليه وسلم: "خذ
تراباً من موضع صعيب. وعلَّمه دعاء يقرأه عليه، وأمره أن يمسح به جسده. فشفي
المصاب بالحمى. و كذلك كان هذا التراب يشفي مريض البرص وغيرها من الأمراض الجلدية.
وعادت ترياقاً لها.
الشاة تحيى من جديد
هاجر
الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فمربعاتكة بنت خالد ـ امرأة من بين خزاعة ـ
وكانت تعرف بـ أم معبد، وكانت تسقي المارة، وتطعمهم. فنظر رسول الله صلى الله عليه
وسلم إلى شاة في كسر الخيمة، فسألها عنها فقالت: شاة خلفها الجهد عن الغنم. فقال: أبها
من لبن ؟ قالت: هي أجهد من ذلك. فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بإناء، فمسح بيده
ضرعها، فحلب فيه ثجا حتى علاه البهاء، ثم سقاها حتى رويت، وسقى أصحابه حتى رووا، ثم
شرب آخرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكان
عند جابر شاة، وشيء من الشعير، فذبح الشاة، وطحنت امرأته الشعير وخبزت، وصنعت
إداماً. وأعدت ثريداً([1])
في قعب. فدخل جابر بالقعب على النبي صلى الله عليه وسلم، قال جابر: فقال لي: ادع
أصحابك، وأت بهم وأدخلهم علي عشرة عشرة. ففعل جابر ذلك. فأكلوا جميعاً حتى صدروا،
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لهم:كلوا، ولاتكسروا عظماً. فلما أكلوا
ورجعوا، جمع الرسول صلى الله عليه وسلم العظام في وسط القعب، و قرأ عليها شيئاً،
فقامت الشاة تهز أذنها. فقال: ياجابر، خذ شاتك.
وقال
قلندر باباأولياء في" اللوح والقلم" ـ كتاب يشتمل على العلوم الروحانية
وقوانينها ـ: أكتب هذا الكتاب بأمر من الرسول عليه السلام، وإنما تلقيت هذا الأمر
عن الرسول عليه السلام بطريق الأويسية. وقال في"اللوح والقلم "، ص 121،
عن المعجزة والكرامة، و الاستدراج: " إن التجلي يتنزل ويتحول نوراً. ويتنزل
النورفيتحول ضوءاً أومظهراً. وهذا مظهر الشيء الذي هو عبارة عن الشكل المظهراتي عن
التجلي والنور. وهذا المظهر خلق من التجلي والنور، ثم فنى في التجلي والنور. ثم
يورث الوجود في هذا اللاموجود إذا شاء. و يتصرف العارف في علم الشيء الذي له
انعكاس مباشرعلى الشيء.
والتصرف
ثلاثة أقسام:
1. المعجزة.
2. الكرامة.
3. الاستدراج.
ولابد
من التفريق بين هذه الثلاثة هنا. فالاستدراج علم ينشأ لسبب من الأسباب بعينه، في
المرء في ظل الأرواح الخبيثة والجن الذين يعبدون الشيطان في الأعراف. وحدث مثال
على ذلك في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
وكان
في العهد النبوي ولد اسمه صاف بن صياد يعيش في نخل قرب المدينة. واستغل إخوان
الشيطان، فأخذوه ونبهوا شعوره وحسه. فكان يغطيه نفسه بالرداء، ويغمض عينه، ويرى
حركات الملائكة و يسمعها. ثم يذكرها للناس. فلما بلغ ذلك الرسولَ صلى الله عليه هو
سلم، قال لعمر: تعالَ، ننطلق ننظر ابن صياد. فوجدوه يلعب مع الصبيان عند أطم. فقال
له النبي صلى الله عليه وسلم: من أنا ؟ فلبث قليلاً ثم فكر وقال: أنت رسول
الأميين، وتزعم أنك رسول الله.
فقال
النبي عليه السلام: خلط عليك الأمر. ثم قال له النبي صلى الله عليه و سلم (إني قد خبأت
لك خبيئا). فقال ابن صياد: هو الدخ. (أي غير المؤمن والمعنى أنك ترى أني لا أؤمن
بك). فقال: (اخسأ فلن تعدو قدرك). فقال عمر رضي الله عنه: دعني ـ يا رسول الله ـ أضرب عنقه. فقال النبي صلى الله عليه و سلم: (إن
يكنه فلن تسلط عليه وإن لم يكنه فلا خير لك في قتله).
ولايعود
أهمية للفظ والمعنى في عالم الغيب. فكل شيء يتشكل، وإن كان وهماً أو خيالاً أو
شعوراً. فإن استيقظ حس الإنسان السادس فإن عقله يستأهل لروية الغيب. ويطلق في
العربية "الغيب البين" على النبي. و يطلق الرسول على قاصد الغيب. وعليه
لم يدرك ابن صياد مكانة النبي صلى الله عليه وسلم من الرسالة حق الإدراك. وإنما
رأى أن النبي صلى الله عليه وسلم قاصد الغيب، ومعرفته بالغيب كانت موقوفة عند حده
أوعند الأجنة الذين كانوا إخوانه أومعلميه. وكان بإمكانه مشاهدة حركات الملائكة،
وهذا كان مبلغ علمه وفنه. فلما أراد أن يدركَ الرسولَ ويتعرف عليه، اعتبره قاصد
الغيب لأنه أعوزه المعرفة الإلهية. وإنما بلغت رؤيته للغيب أن النبي صلى الله عليه
وسلم ولد في أمة أمية. وظهرت معجزاته في الأمة الأمية. وانطلاقا من ذلك اعتبره
رسول الأميين. فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم موقوفاً عند حدود الاستدراج سأله
عما في قلبه. فرد عليه بأنه الدخ. ورأى النبي عليه السلام أن ابن صياد ينقصه
المعرفة الإلهية فقال: إنك لن تعدو قدرك.
وكذلك
لايحظى المستدرَج بالمعرفة الإلهية، كما لم يحظ بها ابن صياد. و لايفترق الاستدراج
عن علم النبوة إلا بأن علم الاستدراج يقف عند حدود معرفة الغيب. وعلم النبوة
يتجاوز بالمرء معرفةَ الغيب إلى معرفة الله تعالى.
فإذا ظهرأمرخارق للعادة من نبي بتأثير من علم الغيب أطلق عليه "المعجزة". وإذا ظهرمن ولي من أولياء الله أطلق عليه "الكرامة " إلا أنه ـ كذلك ـ يكون بتأثير من علم النبوة. وتصرف المعجزة والكرامة مستقل بذاته. والمراد بالاستقلال أنه لايزول ما لم يقم صاحب التصرف بإزالته. وأما ما يظهر بتأثيرمن الاستدراج فإنه لايستقل. و يمحي أثره بتغير أثرات الفضاء تلقائياً.
[1] هي قطع الخبز تبلل بمرق اللحم.
خواجۃ شمس الدين عظيمي
تعني كلمة "معجزة"، فنيا، ظاهرة ميتافيزيقية يأتي بها رسول من الله للبرهنة على حقيقة معرفته النبوية.
كما أن العديد من البشر الآخرين، إلى جانب الأنبياء، قد أتوا بأعمال لها طبيعية ميتافيزيقية. وتعد العديد من الأحداث المشابهة التي تم رصدها في التاريخ دليلا على هذه الحقيقة. فالأتقياء والصالحون يأتون بمثل هذه الأعمال الميتافيزيقية بغرض تحذير وإخطار وإرشاد البشر. وقد كتب قلندر بابا أولياء في كتابه الرائع ”لوح وقلم“:
”يأتي التأثير الوصالي على ثلاثة أنواع.