Topics
وإن
سمعت سما صوت الرب إلهك لتحرص أن تعمل بجميع وصاياه التي أنا أوصيك بها اليوم
يجعلك الرب إلهكم مستعليا على جميع قبائل الأرض، وتأتي عليك جميع هذه البركات،
مباركا تكون في المدينة و مباركا تكون في الحقل مباركا تكون في دخولك و مباركا
تكون في خروجك، يجعل الرب أعداءك القائمين عليك منهزمين أمامك، في طريق واحدة يخرجون عليك وفي سعة الطريق أمامك ويزيدك الرب
خيرا في ثمرة أرضك ويفتح لك كنزه الصالح في السماء ليعطي مطرا لأرضك في حينه،
وليبارك كل عمل يدك فتقرض أمما كثيرة وأنت لا تقترض.
ولكن إن لم تسمع لصوت الرب إلهك لتحرص أن تعمل
بجميع هذه اللعنات وتدرك، وملعونا تكون في المدينة وملعونا تكون في الحقل، ملعونا
تكون في دخولك وملعونا في خروجك، يرسل الرب عليك اللعن والاضطراب والزجر في كل ما
تمتد إليه يدك لتعمله حتى تهلك وتفنى، يلصق بك الرب الوباء حتى يبيدك، يضربك الرب
بالسل والحمى والبرد والالتهاب والجفاف والقلع والذبول، وتكون سماؤك التي فوق رأسك
نحاسا والأرض التي تحتك حديدا، ويجعل الرب مطر أرضك غبارا
وترابا ينزل عليك من السماء يجعلك الرب منهزماً أمام أعدائك، في طريق واحدة تخرج
عليهم وفي سعة الطرق تهرب أمامهم، يضربك الرب بجنون وعمى وحيرة قلبك فتتلمس في
الظهر كما يتلمس الأعمى في الظلام، يسلم بنوك وبناتك لشعب آخر وعيناك تنظران إليهم
طول النهار فتكلان وليس في يدك طائلة، ثمر أرضك وكل تعبك يأكله شعب لا
تعرفه)). (سفر موسى –كتاب الاستثناء).
وليس هناك مثال يكشف عن الظالم لم يتلق جزاءه
الموفور ولو بعد برهة من الزمن كما لا يمكن التغاضي عن هذا الواقع المشاهد من أن
الرجل المنغمس في أعمال الشر و الخلاعة والمجون، لا يستريح قلبه إلا بشيء ما طالما
ترددت الأنفاس بين جنبيه، وقانون الجزاء الطبيعي ينص على أن العبد لا يكاد ينخلع
عن هذه الدنيا إلا بعد أن يذوق وبال أمره، وهل أحد يدعى زيادة ابتهاجه لدى ارتكاب
الخيانة والغش؟ وهل أحد يتفادى الأمراض والالتهابات والمضاعفات بعد أكل الأغذية
الفاسدة المنتنة؟ وهل المشاريع تتكلل بالنجاح وصاحب المشاريع تائه في
غواياته؟وحينما نتكلم عن النجاح فإنما نريد به النجاح الدائم الثابت الحقيقي،
والرد على كل هذه التساؤلات هو إن الشر لا يفضي إلا إلى الشر، وإن الخير لا يؤدي
إلا إلى الخير، فلا بد لنا أن نعترف مبدئيا بأن الصلاح الإنساني إنما ينبغي على
الخير ، وإن الشر لا يزال يسبب التهلكة والدمار، وهذا هو قانون الحياة الاجتماعية،
وإذا عكف مجتمع ما على ممارسة السيئات بصفة جماعية صار إلى الدمار بصفة جماعية،
وهل أحد عاد عليه خافيا إن المسلمين كأمة يعيشون حياة متخلفة، فبالأمس كانت الدنيا
خاضعة لهم واليوم هم خاضعين لها متذللين.
إن الصحف المقدسة وكافة الأنبياء والرسل قد
وجهوا إلى النوع البشري رسالة واحدة وهي إن الصدق والديانة والتفاعل مع الواقع
صفات تمثل قمة الإنسانية وإذا تسنم قوم هذه القمة اطمأنت قلوبهم، وطمأنينة القلب
وضع داخلي تتنبه فيه بلايين الخلايا الراقدة في الإنسان وبالقياس إلى هذا التنبه
تتحرك في الإنسان ملكات الابتكارات المستجدة. وهذه الملكات إنما هي صفات الله عز
وجل التي تكتنف رسالة هامة وهي إن الله تعالى علم الإنسان كلمة نافذة في السماوات
والأرض وشريعته حق، وإن القوم الذين يستخدمون الصفات الممنوحة من الله تعالى أي
صلاحياتهم وقدراتهم، يملكون مشارق الأرض و مغاربها، والذين لا يستخدمونها يظلوا
مكتوفي الأيدي.
وعصرنا هذا قد جعل قوما في نيران العبودية
والذل، وحسب قانون الله تعالى فإن القوم الأحياء الأقوياء هم الذين تتدفق في
عروقهم الدماء ويستخدمون ما منحهم الله تعالى من الوسائل و هم أولو الأمر وأما
القوم الذين دب إليهم التفرق واستشرى فيهم الخلاف وتعودوا على الكفر بما أنعم الله
تعالى عليهم هم المحرومون المتخلفون.
فكل هذا يفرض علينا بكل تأكيد أن نحاسب أنفسنا
ونستعرض أعمالنا ثم نقرر هل عدادنا في أولى الأمر أو في قائمة المحرومين؟