Topics
لقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عن القبر:
... فإنه لم يأت على القبر يوم إلا تكلم فيقول: أنا بيت الغربة، وأنا بيت الدود،
فإذا دفن العبد المؤمن قال له القبر: مرحبا وأهلا، أما إن كنت لأحب من يمشي على
ظهري إلي فإذا وليتك اليوم وصرت إلي فسترى صنيعي بك، فيتسع له مد بصره، ثم قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: إما القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر
النار.
وزار سيدنا علي كرم الله وجهه المقابر يوما
ومعه كميل بن زياد، فألقى نظرة على المقابر وخاطب أهلها قائلا: يا أهل الديار
الموحشة والمحال المقفرة والقبور المظلمة! يا أهل التربة، يا أهل الغربة! يا أهل
الوحشة، ما هي الأخبار عندكم، وأما أخبارنا فإن الأموال قد قسمت، وإن الأولاد قد
يتمت، وإن الأزواج قد نكحت، هذا خبر ماعندنا فما خبر ماعندكم؟ ثم سكت لبضع دقائق،
ثم التفت إلى كميل فقال: يا كميل، أما لو أذن لهم في الكلام لأخبروكم أن خير الزاد
التقوى، ثم انفجر في بكاء دام طويلا ثم قال: يا كميل: القبر هو صندوق العمل، ويعرف
ذلك من أشرف على الموت ودنا منه. وفي العصر الراهن تفشت ظاهرة عجيبة تبكي لها
القلوب وتحتار لها العقول، وهي أن المشيعين يدخنون في المقابر ويتمازحون فيما
بينهم، ويتجاذبون أطراف الحديث الدنيوي ناسين أن المقابر هي البوابة إلى الآخرة،
فعليك أن تهتم بالآخرة لدى رؤيتك هذه البوابة.