Topics
"الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله
والله أكبر الله أكبر ولله الحمد"
عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: قدم
النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما بالجاهلية فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: ما هذان اليومان، قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية،
قال: إن الله عز وجل أبدلكم بهما خيرا منهما: يوم الفطر ويوم النحر.
وفي حديث آخر: فإذا كان يوم الفطر نزلت
الملائكة فوقفت على أفواه الطريق: يقولون: يا أمة محمد: اغدوا إلى رب كريم، فإذا
صاروا إلى المصلى نادى الجبار: يا ملائكتي: ما جزاء الأجير إذا فرغ من عمله؟
قالوا: جزاؤه أن يوفى أجره، قال: فإن هؤلاء عبادي وبنو عبادي، أمرتهم بالصيام
فصاموا وأطاعوني وقضوا فريضتي فينادي المنادي: يا أمة محمد: ارجعوا راشدين قد غفر
لكم.
إن عيد الفطر يوم الاحتفال بتكلل مشروع جليل
بالنجاح المرموق ونشكر ربنا الكريم على أنه أكرمنا بجاه حبيبنا محمد صلى الله عليه
وسلم بنعمة لا تحصى وحبور لا يحصر وهو اليوم الأول من شهر شوال، بينما نفس الشهر
جاء للأمم الماضية كشهر للمحاسبة والأخذ والدمار.
فقد روي عن علي كرم الله تعالى وجهه أن قوم
نوح قد نالهم الغرق يوم الاثنين الأول من شهر شوال، وإن اليوم الذي نزل العذاب على
قوم لوط لم يكن غير هذا اليوم وغرق فرعون بجنوده في البحر يوم الثلاثاء المصادف
الأول من شوال، وأما قوم صالح فنزل عليهم العذاب يوم الخميس وكان الشهر تلك المرة
أيضا شهر شوال.
كان اليوم يوم عيد الفطر، وكان المسلمون
مشتغلون بالاستعدادات اللازمة للعيد، والجو تسوده البهجة والانبساط، ولما حان وقت
صلاة العيد توافدت الناس إلى المصلى برفقة أطفالهم في أحسن ملابسهم ولما انتهت
الصلاة انصرف الناس والصبيان إلى بيوتهم فرحين بما أنعم الله تعالى عليهم به، وإذا
بقدم النبي صلى الله عليه وسلم يستوقفه صبي قابع في خلوة مرتديا ثيابا رثة، وكان
هزاله يحكي لكل أحد قصته من الفقر والبؤس والحرمان، فدنا إليه نبي الرحمة عليه
الصلاة والسلام ومسح على رأسه بكل رحمة وشفقة، وعطف وحنان، كان أرحم الناس
بالصبيان، وكان الولد أجهده البكاء، فسأله صلى الله عليه وسلم عن السبب، وهدأه
وخفف عن وطأته، فسرد الصبي عليه قصة بأن أباه قد استشهد في سبيل الله تعالى ، وأن
أمه جددت فراشها، وأن زوجها طرده من بيته واغتصبه حقه، وهكذا بقي طريدا شريدا لا
يجد ملبسا يرتديه هذا اليوم ولا طعاما يتلذذ به على غرار الصبيان الآخرين وهذا ما
أسال عينيه.
فبكى الولد من جديد وأبكى رسول الله صلى الله
عليه وسلم وقال: هل ترضى أن أكون لك أبا وتكون عائشة أما وفاطمة أختا؟ فحرك الصبي
رأسه أن نعم، فدعا صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله تعالى عنها فأخذت الصبي
وقبلته وغسلته وألبسته ثيابا جديدة وأطعمته ما كان لديها، وأرسلته ليلعب مع أمثاله
من الصبيان.