Topics
إن الهوية الذاتية لشخص ما إنما تتكون وهو
متيقظ، فكل ولد يجري خلقه في العالم العلوي العاري عن الكثافة الدنيوية. وإذا علم
أنه قذف به من عالم نوري إلى عالم يفرض عليه قيودا وأغلالا، انفجر باكيا، أو بكلمة
أخرى فإن كل مولود يعلن ببكائه أن هذه الحياة الجديدة غير محبوبة إليه وأنه يعرب
عن أسفه الشديد تجاه تقيده بهذا العالم الجديد.
وإن الوصفة التي وصفها صلى الله عليه وسلم
لتخليص الولد من هذا المأزق هي ما يلي:
أن
يغسل بعد الولادة ويؤذن قي أذنه اليمنى ويقام في أذنه اليسرى.
والحكمة وراء الأذان والإقامة في أذن المولود
عند ولادته هي أن يصل أذنه قبل كل شيء صوت تمجيد الله تعالى وتكبيره فيأتي في أول
يومه نموذجا جديدا تحت مظلة الإسلام التي سيكون تحتها فعليا بأداء الشهادتين بعد
بلوغ الرشد.
والمرحلة الثانية بعد الأذان هي التسمية،
فالاسم بمثابة وثيقة لا تقبل أي تغيير ولو تغيرت كل شعرة من شعرات المولود أو كل
عضو من أعضائه أو أعماله أو قامته وما إلى ذلك، وهذا يدل على أن الاسم أداة وحيدة
لإعطاء الهوية لأي أحد وتعريفه فإذا أسمينا المولود أحدث ذلك الاسم انطباعا في
ذهنه يعين له منهجا لحياته الواعية، ولقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم على اختار
الأسماء الجميلة المباركة الهادفة فإن
مفهوم الاسم وتأثيره يلعبان دورا هاما في إنجاح حياة المسمى المقبلة.
وبصدد اختيار الأسماء فالأولى استشارة الأكابر
الطاهرين فإن الاسم الحسن كما يجذب الذهن إلى مفهومه ومعناه فكذلك يستقطب الاهتمام
تجاه من قام بالتسمية.