Topics
لقد صدق من قال من كبار الناس إن كل إنسان لابد أن يكون له هدف
لحياته و إلا لايعد من الإنسان مع كونه من ذرية آدم. و مما يجدر بالذكر أن الله
عرف آدم بآدم نفسه و دعاه بكلمة آدم إلى
أن شرفه بعلوم صفاته و أسرار الكون فقال للملائكة بأن يخضعوا لحكمه. وإذا يذكر
الله تعالى التخليق في القراآن يأتي بأنواع من الأمثلة لتوضيح نظام التخليق كما
أنه يقول عن خلق الإنسان:
"ولقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم" (سورة التين )
يعنى أن الإنسان عبارة
عن أحسن تقويم من جيمع خلائقه التي تبلغ عدد آلاف ملايين أو أكثر. و هو أحسن صناعة
الخالق الحقيقي من جميع صناعاته. وإنما لقب الإنسان بلقب أشرف الخلائق لأن الله
تعالى قد جعل السموات و الأرض و ما بينهما من الشمس و القمر و النجوم تابعة
للإنسان فقط.و تكون سيادة الإنسان و كرامته قائمة على سائر الخلق لأجل علومه التي
لم يكرم أي خلق من خلائقه بها.
أما أهداف الإنسان فإنها تشمل على أنواع منها أن الطفل لايعرف
هدف حياته ولكن رغم ذلك يتجاور أمه و ذلك طبعا لأن الحقيقة أنه لايتصور الحياة
بدون أمه و الأم تهدف إلى تربيته و تغذيته و تنصره إلى أن صار قويا يقدر على
القيام بأموره بنفسه. كما نرى أن الطفل ليس له مقصد واضح في حياته حتى يبلغ
إثنتاعشرة سنة عامة و في خلال هذه المدة يحتاج الطفل إلى التعاون و التناصر و
الاهتداء به إلى القيام بالأهداف المتنوعة و بمجرد وصوله إلى سن الرشد و ذلك يأتي
بعد اثنتي عشرة سنة تنشأ فيه مشاعر الرقي و الازدهار و التقدم و الطموح وإحراز
الفوز والفلاح في شتى نواحي الحياة و تسمى هذه المشاعر بالمقاصد كما يقوم الطفل
الذي لم يعرف كلمات المقصد والهدف في صباه بأمور العائلة و يبذل قصارى جهوده في
كسب الرزق و الحصول على وسائل العيش لنفسه و لعائلته و القيام بتربية و تعليم
أولاده و إيفاء حقوقهم و يستمر ذلك إلى أن
يستهل زوال الشباب و إذا يزول الشباب و يواجه الشيخوخة فتذهب أمانيه و عملياته
المتنوعة أدراج الرياح ثم يأتي على
الإنسان حين يخرج عن جسمه الروح و يبقى جثة هامدة لا حس فيه ولا حركة ثم لايعرف
أحد ما يجري عليه و إلى متى يبقى على تلك الحالة و كيف يقضي حياته في عالم البرزخ
سوى العلم الذي علمنا الله تعالى عن طريق نبيه صلى الله عليه وسلم.
و ليس لدينا تأريخ يحتوي أكثر من عشرة آلاف سنة و مما يثير
الاهتمام أننا نحتاج إلى ذكر "قبل المسيح" عندما نذكر تأريخ ما قبل
الألفين. و ليس لدينا أي سجل لمن كانوا ولدوا في الدنيا و من كانوا ناجحين و من
كانوا راسبين و خاسرين فيها و متى خلقت الأرض و سائر العالم. و هناك نجد كثيرا من
الأراء فبعض الناس يقولون إنها خلقت قبل ملايين سنة و بعضهم يقولون إنها خلقت قبل
آلاف ملايين سنة كما نعرف حينما نستخدم كلمة "قبل المسيح" فمعناه ليس
للناس أي تأريخ حقيقي في هذا الصدد. ولكن
الحقيقة التي لاتنكر أن القرآن الكريم يذكر سلسة ذهبية للأنبياء الذين بعثوا قبل
المسيح من آدم و نوح و إبراهيم و إسماعيل و إسحق و داؤود و سليمان و موسى و عيسى
وغيرهم عليهم السلام و في آخرهم سيدنا محمد مصطفى صلى الله عليه وسلم و ذلك دليل
واضح على وجود التأريخ الواقعي قبل المسيح.
و بعد التفكر في تأريخ الأنبياء و تعاليمهم أننا نصل إلى نتيجة
بأنهم قاموا بتعريف الرب الواحد الذي لا شريك له و أرشد الجيل الإنساني إلى التمييز
بين الخير و الشر و أخرجه من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة و من الوثنية المظلمة إلى
عبادة الله الواحد المتنورة. و بما أن
الله تعالى أحب عباده أن يكونوا إخوانا مبسوطين فرحانين في الدارين لذلك لم يتركهم
حائرين بل أرشدهم إلى الصراط المستقيم عن طريق الأنبياء و الرسل و أمرهم بإمتثال
أوامرهم و الامتناع عما نهوا عن المنكرات.
مما تمتاز حياة الأنبياء من شتى الخصائص أنهم يعفون عن الناس و
يدعونهم إلى الصراط المستقيم و لايضيعون حقوقهم والكتب السماوية تحتوي على أحوال
الأنبياء عامة و يهتم القرآن بذكر قصصهم و كوائف أحوالهم في مواضع مختلفة بالإجمال
والتفصيل خاصة و هي تسمى بقصص القرآن.
أنا مؤلف الكتاب "محمد الرسول الله صلى الله عليه وسلم – الجزء الثالث" أطرح
على نفسي سوالا لماذا يقص الله تعالى علينا القصص و يحكي لنا الحكايات الماضية
والأحوال و الكوائف التي جرت على الأمم التي أتت قبل الأمة المحمدية المسلمة؟
والجواب أنه حكيم و خبير يعرف الحكمة التي تختفي فيها من قدرة الله البالغة و و
إعلان توحيده و النفي عن الإشراك فيه والتعليم عن حقوق العباد و رموز الكون و
أسرار العالم لذلك قد قص علينا القصص الماضية والحكايات السالفة. فإن قصة آدم
تشتمل على أسرار خلق الذكور والأناث و قصة نوح تختفي فيها طرق صنع السفينة و قصة
إبراهيم تثبت لنا أن عقيدة الحياة بعد الموت حق و قصة إسماعيل تحتوي على أسرار
الرؤيا المخفية و قصة داؤود تكشف الستار عن اختراع و فوائد الحديد و صيغ و أصول
أشعة ليزر و تشير قصة سليمان إلى صيغ الأوقات والمساحة الفضائية و تسخير الهواء و
الجن و الطيور و الوحوش و الدواب و تحتوي قصة هود نزول الحوادث السماوية من
الطوفان و الزلازل والعواصف على قومه وتحتوي قصة إدريس على قوانين و أنظمة تخطيط
المدن و الكيل و المساحة والسياسة و قصة يوسف تشمل على قوانين و طرق تخفيف
الجاذبية و بناء المستودعات (الأهرام) و علوم الكواكب و النجوم و قصة عزير تفيدنا
قوانين التجميد العميق و تردد المايكروويف و الآكسجن و قصة يوشع تشير إلى قانون
استخدام تردد الصوت لكسر شيء كما قصة صالح تكشف لنا قانون الصوت و تذكر قصة زكريا
قانون التصرف و قصة أصحاب الكهف تشرح لنا قانون الحياة و الموت و نعرف عن السحر و
استخدامه خلال قصة موسى في زمنه و قد ظهر
قانون المسيح في قصة عيسى كما أن قصة مريم تؤكد لنا كيف يعطي الله الرزق عن ظهر
الغيب وقصة شق القمر في عهد رسولنا المصطفى صلى الله عليه وسلم بإشارة إصبعه تكشف
الغطاء عن إمكانية المحادثة بين الخلائق المختلفة من الإنسان و الطير و والوحش
والشجر و النبات.
أنا العبد الضعيف عرفت هدفا للحياة و ذلك أن عارفا بالله تعالى
قد أرشدنى إلى أن الإنسان هو ابن آدم و القانون أن الأب يورث الابن كما أن خلافة
آدم الحقيقية هي العلوم التي لم يعرفها أحد إلا آدم و بناء على تلك العلوم استحق
آدم بشرف النيابة و الخلافة كما يسميها القرآن و الكتب السماوية بعلوم الأسماء و
تشتمل علوم الأسماء على الأسرار التخليقية و مراحل الفناء و البقاء و الحياة بعد
الموت و الحشر والنشر و الجنة و النار و آداب العيش مع العافية و السلامة في
الدارين. و خلاصة القول أن الإنسان ينبغي له أن يعرف خالق الكون و يحصل على
المعرفة الربانية فإن أحدا لولم يطالع و لم يتفكر في آيات الكون انحرف عن الهدف
الأصيل و لم يستحق تراث آدم عليه السلام و سوف لايستحقه أبدا.
قال الله تعالى في القرآن الكريم:
ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين ﴿١٦﴾
وحفظناها من كل شيطان رجيم (سورة الحجر: 16 – 17)
و من إعجاز القرآن أنه يبين كل شيء بكل وضوح كما أنه يقول:
فويل للمصلين ﴿٤﴾ الذين هم عن صلاتهم
ساهون (سورة الماعون : 4-5)
يعنى أنهم يصلون من غير خشوع و خصوع.
أثرت كلمات ذلك الرجل العارف بالله على القلب تأثيرا عميقا
فتغيرت الحياة و طريقها و منهجها و نشأت في القلب مشاعر البحث و التتحقيق. و خلال
البحث قد انكشف أن معرفة الله تعالى لاتحصل إلا باختيار و اتباع أسوة الرسول
الكريم عليه السلام كما أن كثرة الصلاة والسلام عليه تسبب إلى توفيق شرف الالتقاء
بالرسول صلى الله عليه وسلم. كانت الهمة قوية و كان القلب يمتلأ بمشاعر الحب و
الشوق فوفقنى الله تعالى لمعرفة نفسه.
أصبحت معتادا بالتصلية على الرسول صلى الله عليه وسلم ابتداء من
بعد العشاء إلى أن فلق الفجر و بما كانت رحمة الله تعالى تصحبني و دعاء الوالدين
ينصرني و نسبة القلندر بابا أولياء تسببني إلى ذلك و استمر ذلك إلى سنين حتى انكشف
لي ليلا عندما كنت أصلى على الرسول عليه السلام أن الصلاة على السلام تتكون أزهارا
و تصل هذه الأزهار إلى حضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن طريق الملائكة من
واحد إلى آخر و تبتدأ هذه العملية من بيتي دي 1 1/7 ناظم آباد كراتشي وتتتم على
مسجد الرسول بالمدينة المنورة كما تقدم هذه الأزهار إلى سيد الكون سيدنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم. وليس لي سجل لهذه الكيفيات أعرف من خلاله كم أسبوعا أو شهرا
أو سنة قامت الكيفيات على تلك الحالة ولكن
الحقيقة أن هذه الحادثة قد حدثت و استمرت لمدة و بعد ذلك أرشدني المرشد إلى أن
أزيد في الصلاة على الرسول فزدت فيها حتى وفقني الله تعالى بزيارة الأنبياء و
الرسل والأولياء و استقمت على ذلك خلال 35 سنة بفضل الله تعالى و التعلق مع رسوله
صلى الله عليه وسلم حتى رأيت (في المنام) ليلا أني أي العبد العاجز المسكين و
المحتاج إلى رحمة الله الواسعة حاضر في خدمة الرسول صلى الله عليه وسلم و أتقدم
خطوة إلى الرسول غارقا في بحر حبه و عشقه و أجرأ على أن أقول له:
"يارسول الله صلى الله عليه وسلم! إن قولي أكبر من نفسي
فإني عبدرب العالمين و واحد من أمتك التي حفتها رحمتك فإنك رحمة للعالمين ، فداك
أمي و أبي ، يا رسول الله إني أريد أن أكتب سيرتك و أحوال حياتك و أحب أن تنكشف
نواحي سيرتك و معجزاتك التي تختفي من أعين الناس يا رسول الله إئذن لي بأن أشرح
معجزاتك."
فرأيت من الأعين
المغلقة أنه قد قبل طلبي المتواضع ، و تبسم.
كنت مستغرقا في تلك
النشوة إلى سنين و ما دمت أكتب على حياة الرسول صلى الله عليه وسلم و لم آل جهدا
في قراءة كتب السير التي حصلت عليها حتى حان موعد القبول و الإعجاب من الله تعالى
و بدأت تأليف الجزء الأول من "محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم".
والحمد لله على أنه قد تم الجزء الأول والثاني من الكتاب و
إليكم الجزء الثالث...وأدعو الله تعالى أن يقبل سعيي المتواضع في إعداد هذا الكتاب
و يجعله زادا للآخرة لي و لأولادي. آمين يارب العالمين.
خواجه شمس الدين عظيمي
اليوم الأول من شهر يناير عام 2002 من الميلاد
الساعة السادسة إلا الربع مساء
قاعة المراقبة الرئيسية
سرجانى تاؤن
كراتشي – باكستان
خواجۃ شمس الدين عظيمي
لقد صدق من قال من كبار الناس إن كل إنسان لابد أن يكون له هدف
لحياته و إلا لايعد من الإنسان مع كونه من ذرية آدم. و مما يجدر بالذكر أن الله
عرف آدم بآدم نفسه و دعاه بكلمة آدم إلى
أن شرفه بعلوم صفاته و أسرار الكون فقال للملائكة بأن يخضعوا لحكمه. وإذا يذكر
الله تعالى التخليق في القراآن يأتي بأنواع من الأمثلة لتوضيح نظام التخليق كما
أنه يقول عن خلق الإنسان:
"ولقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم" (سورة التين )