Topics
معنى آدم اللغوي هو "أغبرو ترابي و أسمر و أب البشر و رجل بدأ منه جيل
الإنسان."
كان "الجن" موجودا على سطح الأرض قبل أن خلق الله
تعالى آدم ويمتاز من بين مآت الآف من المخلوقات.
ولكن لما سعى هذا الخلق في الأرض فسادا، جعل الله خلقا جديدا كان فرده
الأول أدم. وقد ذكر الله تعالى ذلك في
كتابه "واذ قال ربك للملائكة إنى جاعل في الارض خليفة قالوا أتجعل من يفسد
فيها و يسفك الدماء و نحن نسبح بحمدك و نقدس لك" (سورة
البقرة 30)
"خلق الانسان من صلصال كالفخار" (سورة
الرحمن 26)
وقد ذكر خلق آدم من مختلف الطرق الآتية:
2)
من
طين لازب
3)
من
طين لاصق
4) من صلصال كالفخار
5) من تراب عجين
ولما خلق الله الإنسان من تراب الإرض و نفخ في خياشيمه الروح
صار حيا متحركا. (كتاب بدأ الخلق باب: 2-7)
إن الله علم آدم رموز
الكون و الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء ان كنتم
صادقين، قالوا سبحانك لاعلم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم
الحكيم. و قد أنبأ آدم العلوم و الأسماء كلها فعلم الملائكة أنهم لا يعرفون ما
علمه الله آدم و أمر الله الملائكة أن يسجدوا لآدم و يخضعوا له فسجد له الملائكة
كلهم إلا ابليس فإنه أعرض و تكبر.
إن الملائكة مخلوق بار مع أن الجن كان ذا سلطان على الأرض و كان
قد ملأ الأرض حركة و نشاطا قبل خلق الإنسان و كان عزازيل أعلم منهم و علمه أدى إلى
التكبر. إن كلمة ابليس مشتقة من البلس أو الإبلاس معناه الهم و الحزن و كونه كئيب الخاطر، و كان هياجه
لأجل عدم الحصول على مراده و مطلوبه فلما سئل إبليس عن عدم الامتثال بأمر الله
تعالى فقال:
"خلقتنى
من نار و خلقته من طين" (سورة ص: 76)
و قال الله لآدم:
و قد استخدم إبليس هذا الأمر المنهى عنه من وصول آدم إلى الشجرة الممنوعة و جعله حيلة لإضلاله فأقنع
أدم و زوجته بأنه ناصح لهما ولو لم يقربا هذه الشجرة لن يعيشا في الجنة و لن يخلدا
فيها و في آخر الأمر نسي آدم أمر ربه.
كما ذكر في انجيل برنا باس بأنه لما خلق آدم فأول ما ألقى عليه
نظره من النص هو "لاإله الا الله محمد رسول الله"
"ولما قام آدم على رجله رأى شيأ مكتوبا يلمع في السماء و
كان نصه "لاإله الا الله محمد رسول الله" ففتح آدم فاه و قال : أشكرك يا
ربي فإنك قد رحمتنى و خلقتنى ، أتضرع إليك أن تخبرنى بمعنى هذه الكلمات"
مرحبا بك يا عبدي آدم فإنك أول إنسان خلقته و هذا الذي رأيت اسمه مكتوبا على العرش
إنما هو ابنك الذي سيذهب إلى العالم بعد سنوات عديدة للغاية و سيكون لي رسولا و نبيا
لي إنما خلق له كل شيء، و هو سيملأ الأرض نورا و ضياء، و هذا هو النبي الذي قد وضع
روحه في السماء قبل ستين ألف سنة لكي أخلق شيأ" (برنا باس باب: 39، آية :
14-18)
إن القرآن قد كشف الغطاء عن
جميع نواحي حياة الإنسان و فطرته من الاثبات و السلب و أخبر عن عظمته قائلا:
"لقد خلقنا الإنسان في "أحسن تقويم"." ولأجل ذلك أنه يستحق التعظيم و التكريم من بين
جميع خلائق الكون و أن يكون حامل أمانة الرب الكريم الذي عجزت عن حملها السموات
والأرض و الجبال لما عرضها الله عليها.
ولما حمل الإنسان الأمانة شرفه الله بمنصب الخلافة و لم يخلقه بلا جدوى و لاهدف
فإنه قد خلقه و أعطاه الفهم و العقل و البصيرة
والفراسة و جعله يمتاز من بين جميع
خلائقه، و لأجل هذه الميزة من بين جميع خلائق الكون قد جعل الإنسان مكلفا
لاختيار الحسنات و الاجتناب عن السيئات. "خلق الانسان و هداه"
وقال تعالى: "و هديناه النجدين" (سورة البلد – 4 /10)
و قد ذكر اسم آدم في القرآن خمسا و خمسين مرة و إن كان يختلف
اسلوب البيان في الآيات و السور لا يختلف المعنى
في جميع المواضيع، وقد ذكر الأمر الواقع الذي لاينكره أي منكر بأن يؤمن
الناس بالله تعالى و بأنه هو وجود لايمكن انكاره و جميع الكون تحت سيطرته و قدرته
و هذا هو الإيقان الذي يسمى بالدين الحنيف ، و لا يمكن الحصول على أي نوع من
الفلاح والنجاة و الرقي بدون اتباعه و الاقتفاء بماورد فيه و هذا هو دين الفطرة و
دين الاسلام.
قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك
أنت العليم الحكيم ﴿٣٢﴾
قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب
السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون (سورة البقرة : 32 – 33)
ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة
اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين (سورة الأعراف: 11)
ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمإ مسنون ﴿٢٦﴾
والجان خلقناه من قبل من نار السموم ﴿٢٧﴾
وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من صلصال من حمإ مسنون ﴿٢٨﴾
فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ﴿٢٩﴾
فسجد الملائكة كلهم أجمعون ﴿٣٠﴾
إلا إبليس أبى أن يكون مع الساجدين ﴿٣١﴾
(سورة الحجر)
وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا
إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم
عدو بئس للظالمين بدلا ﴿٥٠﴾
(سورة الكهف)
قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير
منه خلقتني من نار وخلقته من طين (سورة الأعراف : 12)
قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير
منه خلقتني من نار وخلقته من طين ﴿١٢﴾
قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين ﴿١٣﴾
قال أنظرني إلى يوم يبعثون ﴿١٤﴾
قال إنك من المنظرين ﴿١٥﴾
قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم ﴿١٦﴾
ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين
﴿١٧﴾
قال اخرج منها مذءوما مدحورا لمن تبعك منهم لأملأن جهنم منكم أجمعين (سورة
الأعراف: 12 -18)
قال يا إبليس ما لك ألا تكون مع الساجدين ﴿٣٢﴾
قال لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال من حمإ مسنون ﴿٣٣﴾
قال فاخرج منها فإنك رجيم ﴿٣٤﴾
وإن عليك اللعنة إلى يوم الدين ﴿٣٥﴾
قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون ﴿٣٦﴾
قال فإنك من المنظرين ﴿٣٧﴾
إلى يوم الوقت المعلوم ﴿٣٨﴾
قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين ﴿٣٩﴾
إلا عبادك منهم المخلصين ﴿٤٠﴾
قال هذا صراط علي مستقيم ﴿٤١﴾
إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين ﴿٤٢﴾
وإن جهنم لموعدهم أجمعين (سورة الحجر: 32-
43)
وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا
إبليس قال أأسجد لمن خلقت طينا ﴿٦١﴾
قال أرأيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتن إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا
قليلا ﴿٦٢﴾
قال اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا ﴿٦٣﴾
واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال
والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا ﴿٦٤﴾
إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا (سورة الإسراء: 61- 65)
وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض
خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال
إني أعلم ما لا تعلمون (سورة البقرة: 30)
وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على
الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين ﴿٣١﴾
قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم (سورة البقرة : 31 -
32)
وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا
منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين ﴿٣٥﴾
فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في
الأرض مستقر ومتاع إلى حين ﴿٣٦﴾
فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم. قلنا اهبطوا منها جميعا
فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون (سورة البقرة 31-
38)
ويا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة فكلا من حيث
شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين ﴿١٩﴾
فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوآتهما وقال ما نهاكما ربكما
عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين ﴿٢٠﴾
وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين ﴿٢١﴾
فدلاهما بغرور فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق
الجنة وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو
مبين ﴿٢٢﴾ قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا
لنكونن من الخاسرين ﴿٢٣﴾
قال اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين ﴿٢٤﴾
قال فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون ﴿٢٥﴾
(سورة الأعراف : 19- 25)
ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له
عزما ﴿١١٥﴾
وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى ﴿١١٦﴾
فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى ﴿١١٧﴾
إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى ﴿١١٨﴾
وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى ﴿١١٩﴾
فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى ﴿١٢٠﴾
فأكلا منها فبدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصى آدم ربه
فغوى ﴿١٢١﴾
ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى ﴿١٢٢﴾
قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل
ولا يشقى (سورة طه : 115 - 123)
وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا
إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين ﴿٣٤﴾"
(سورة البقرة)
واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا
فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك قال إنما يتقبل اللـه من المتقين
﴿٢٧﴾"
(سورة المائدة)
يا
بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من
آيات اللـه لعلهم يذكرون
﴿٢٦﴾"
(سورة الأعراف)
ألم
أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين (سورة يس : 60)
بما أن الله كان عندما لم يكن شيء أراد الله أن يظهر قدرة خلقه
و ربوبيته. و لما أراد ذلك الله وجب أن يكون هناك مخلوق يعرف عظمته و جلاله.
سرعان ما أتى ذلك في ارادة الله تعالى قد أتى ذلك كله في حيز
الوجود طبقا لإرادة الله و قدرته و عالم
الوجود عبارة عن الكائنات التي تتكون من شتى أنواع المخلوقات كما أن أسرة تتكون من مختلف الرجال و
النساء و الأولاد والبنات.
و من بين جميع هذه الأنواع يهم ذكر الملائكة و الجن و الإنسان و
الجماد و النبات و الحيوان و الأرض و السماوات بالإضافة إلى نظام المجرة الذي لا
يمكن إحصائه. و قد وهب خالق هذه الأنواع قوة السماع و البصارة و الفهم إياها
بالإضافة إلى معرفة النفس و العلم عن أشياء آخري متعددة. و قد أدركت هذه الأنواع
أن الذي قام بخلقها و الاتيان بها إلى حيز الوجود وأودع فيه المواهب والمؤهلات و
الاستعدادات هو القادر المطلق.
و كان من واجب إظهار الربوبية و الخالقية ان يكون هناك مخلوق
يعرف رموز حِكَمِ الكائنات كما أن المعرفة تتقاضى أن المخلوق يتصف بصفات الرب
الكريم الذي خلقه و لتحقيق هذا الهدف الجليل خلق الله الإنسان على صفته و شَّرفه
بعلم تلك الصفات و جعله خليفة و نائبا له في الأرض.
وحيثما ذكر القرآن تخليق الإنسان قد وضح أن خميره قد عجن من
التراب وقال الله عن التراب بأنه صلصال كالفخار الفضاء أصل لكل ذرة للتراب.
هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا ﴿١﴾
إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا (سورة الدهر:1-2)
و معنى نفخ الروح أنه قد خلق الحواس و الشعور في الفصاء.
يعتقد الناس عامة أن الإنسان مركب من اللحم و الجلد و العظم فقط
و يبقى ذلك لديهم دائما كنقطة ارتكازهم ويبذلون جميع وسائلهم وطاقاتهم في تنميته و تربيته و إراحته ولكن الحقيقة أن
الإنسان ليس الذي مركب من اللحم والعظم و إنما هو الروح الذي يجعله حيا و يعطيه
الحركة والنشاط و هذا الإنسان الذي ينصر الإنسان المخلوق من المادة يسمى بالروح و
لقد صدق عندما أن العالم الكبير العملاق قلندر بابا أولياء قد قام بيان ذلك في
كتابه "لوح و قلم" كما يلي:
"نحن نصنع لباسا لوقاية أجسامنا المادية و اللباس و إن كان
مصنوعا من الصوف أو القطن أو الحرير يتحرك عندما يتحرك الجسم و إذا يتوقف الجسم
يتوقف اللباس عن الحركة، وعندما تتحرك اليد لايمكن أن لايتحرك الكم ، و يتحرك
اللباس عندما يوضع على السرير أو يعلق بالجدار كتحركه حال كونه على الجسم المادي،
و ذلك لأن الحركة في اللباس ليست حركته الذاتية بل هي تابعة لحركة الجسم، إذا
توقفت حركة الجسم تتوقف حركة ما يشتمل عليه من اللباس و غيره."
"كذلك إذا مات الإنسان و يخرج الروح عن الجسم يبقى الجسم
وليس فيه حس و لا حركة لأن الحركة التي كانت فيه تابعة للروح كما أن حركة اللباس
تابعة للجسم المادي و ويتحرك بتحركه، فثبت ان الجسم المادي الذي يتكون من اللحم و
العظم ليس إنسانا حقيقا بل هو لباس الإنسان الحقيقي أي الروح."
قال الله تعالى لحبيبه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم:
"وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي
وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٥﴾ (سورة بنى
إسرائيل)
و قد فسر الأمر في سورة يس
كما يلي:
"إِنَّمَا
أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ﴿٨٢﴾" (سورة
يس)
بعد أن نتفكر في هذه
الآيات نصل إلى أن الإنسان ليس بشيء اعتبارا لما اشتمل عليه من الأعضاء و الجوارح
و إنما الإنسان الحقيقي هو الروح الذي لديه علم صفات الله عزو جل. و قد ذكر في
سورة البقرة بالتفصيل أنه لما أخبر الملائكة بأنه سيجعل الإنسان خليفة له في الأرض
فقالت الملائكة نحن نكفي لعبادتك و الامتثال بأوامرك و نسبح و نقدس لك. أما
الإنسان الذي تريد خلقه فإنه يمكن أن يسعى في الأرض فسادا. و و ما أنكر الله على
ما قالت الملائكة بل أفاد قائلا :
إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٣٠﴾ (سورة البقرة)
و قد عرض الله تعالى آدم
على الملائكة بعد أن علمه رموز الكون و مواصفات الإشياء وقال أنبئونى برموز الكون
و مواصفات الأشياء إن كنتم تعلمون.
فقالت الملائكة نحن نعرف
ما علمتنا و إنك انت العليم الحكيم و لما أنبأهم بأسماء و صفات الأشياء و رموز
الكون فقال الله تبارك و تعالى:
قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ
غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ
تَكْتُمُونَ ﴿٣٣﴾ (سورة البقرة)
و تصديقا لشرف الإنسان و
تعظيما له أمر الله الملائكة بأن يسجدوا لآدم و يخضعوا لسلطانه و خلافته في الأرض.
إذ قال ربك للملائكة إني
خالق بشرا من طين ﴿٧١﴾
فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ﴿٧٢﴾
فسجد الملائكة كلهم أجمعون ﴿٧٣﴾
إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين ﴿٧٤﴾
قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أم كنت من العالين ﴿٧٥﴾
قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ﴿٧٦﴾
قال فاخرج منها فإنك رجيم ﴿٧٧﴾
وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين (سورة ص: 71-78)
و لأجل الكبر والعجب غفل
إبليس عن الحقيقة الواضحة البيضاء بأنه هو
و آدم كلاهما كانا من خلق الله تعالى و لايعرف أحد حقيقة المخلوق أحسن مما يعرفها
خالقها، كذلك عجز إبليس عن إدراك أن علو المرتبة لاينحصر في مادة استخدمت في إعداد
خميره ولكنه يبني على ما أودع الله فيه من
الصفات و الخواص.
و لما شعر إبليس بأن عدم
امتثال أمر الله تعالى قد أدى إلى البعد من رحمته فإنه أظهر عناده و طغيانه بدلا من التوبة و الندم و جعل الله مسؤولا
لضلالته و قال:
"قَالَ
رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ
وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٣٩﴾ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴿٤٠﴾ قَالَ هَـٰذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ ﴿٤١﴾ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ
اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ ﴿٤٢﴾ (سورة حجر)
و طبقا لما قال الله
تعالى أن آدم أكرم بالجنة للقيام بها يعنى لما أحس آدم و شعر في نفسه بعلوم الأسماء فوجد نفسه في
الجنة. و إن الجنة هي مكان ليس فيه أي نوع من الألم و المصيبة بل تكون فيه الراحة
و الطمأنية.
خلق الله حواء من آدم من
قدرته البالغه و سخر لهما ما كان في الجنة
و أذن لهما بأن يعيشا في الجنة رغدا و يأكلا منها من حيث شاءا ولكن لا يقربا شجرة
مخصوصة قد منعهما الله من أن يقربا منها.
وكما لا يخفى أن إبليس
أُخرجَ من الجنة بسبب عدم السجود لآدم وقد وضع ذلك إبليس في نفسه و بدأ يبحث عن
فرصة ليضله عن الصراط المستقيم فلما وجد فرصة أتى قرب الجنة و أكد لآدم و حواء
عليهما السلام بأنه ناصح لهما و ليس عدو لهما و هناك نسي آدم أن إبليس عدو لهما و
العدو ليس يكون ناصحا و هو دائما يكب على الإضرار. أما المكث والإقامة في الجنة و التقرب إلى الله فكل ذلك لا يحتاج
إلى أكل الشجرة و إنما ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
وكان آدم و حواء قد قربا
الشجرة و أكلا منها و لكن أحسا مباشرة بأنهما على خطأ و نسيا أمر الله في هذا
الصدد، فتغير كل شيء و تسلطت المشاعر المكلفة على آدم و حواء و شعرا بأنهما عاريان
و لأجل القيام بالستر جعل آدم و حواء يستران أنفسهما بأوراق الجنة، و كان ذلك نقطة
البداية للتمدن الإنساني في استخدام الأوراق للستر.
و سئل آدم لماذا امتنع من
أمر الله تعالى فقبل خطأه و قال لم يأت ذلك لأجل التعنت و العناد و الاستكبار و
إنما ارتكبه نسيانا ، فتاب إليه و استعفره من ذنبه. و إنه لم يظهر أي نوع من الجحود
و الاستكبار كما فعل إبليس.
و قبل الله معذرة آدم و
عفى عنه و أصدر أمره بأنه هو و أولاده سيسكنون على الأرض لمدة معينة كما أن إبليس
سيكون هناك موجودا على الأرض مع معدات العداوة و الإضلال.
ستعيش بين شعور الخير و
الشر في الدنيا فإن كنت أنت و أولادك مخلصين و صادقين، سيعطى إليكم وطنكم الأصلي.
و ما ذكر القرآن الكريم
القصص التأريخية لأجل أنها جزء من التأريخ
و يحسن ذكرها في التأريخ و إنما ذكرها للبحث عن حكمة ضالة في تلك القصص و تجعل
نقطة الحياة بعد القيام بالتفكر و التدبر في نتائح تلك القصص.
و توجد حكم لا تحصى في قصة
آدم منها ما يلي:
v
إن
شرف آدم و أولاده لأجل الصفات و الخصائص التي أودعها الله تعالى في تمثال آدم
للتراب بعد أن نفخ فيه.
v
إن
كان الإنسان يعرف حقيقته التي هی الروح و يعلم الفاعل الحقيقي وراء الكون من
النماذج والصيغ و القواعد و الأصول و إلا أنه ليس أهم من تمثال التراب الذي ليس
لديه حركته الذاتية و إنما يتحرك بتحريك الغير.
v
أحب
الله العجز و الخضوع و التضرع الذي أظهر آدم بعد أن ارتكب الجريمة سهوا و عفى عنه
خلق 124000 نبيا في ذريته و أولاده.
v
أما
العناد بدلا من العجز و التضرع يبيد أكبر و أعظم الحسنات كما أنه حقيقة لا تنكر أن
إبليس قد أصبح مطرودا لأجل كبره و إسائة أدبه و قلة احترامه.
وقد أحسن ما قال الشاعر
الفارسي:
إن الكبر قد أخزى عزازيل
و ألقاه في سجن اللعنة
للأبد
v
إن
الله هو القادر المطلق يذل من يشاء و يعز من يشاء، بيده العز و الشرف و اللعنة و الخزي.
v
تخليق آدم معجزة فريدة من معجزات الله سبحانه
تعالى و ليس بيد أحد أن يشكل تمثال التراب إلى شكل الإنسان المصنوع من اللحم و
العظم و إنه هو الباري تعالى الذي غير التراب
باللحم و العظم و القلب و الدم و الدماغ و ما إلى ذلك من أعضاء و جوارح
الإنسان. و إنما يتحير العقل الإنساني عندما يتفكر الإنسان في تخليقه المادي كيف
يتحرك هذا النظام من غير حركة مادية و إن وقع خلل في هذا النظام فلايمكن للآلات
الجديدة أن تحركه كما يحركه الله تعالى، و على سبيل المثال أن القلب في جسم
الإنسان آلة تنكمش و تنفسح اثنين و سبعين مرة أو سبعين مرة في كل دقيقة و إنما
يجري هذا العمل طول العمر و لو اختل هذا النظام فتذهب مآت آلاف روبية أدراج الرياح
مباشرة على العلاج.
v
و
يشبه جسمنا ما بين العنق و الفخذ بالصندوق و تحت جدران أي أضلاعه رئاء و إنما
التنفس يتوقف على انكماش الرئاء و انفساحها و إن الإنسان يسحب النفس و يلفظه ستة
عشر مرة أو سبعة عشر مرة في دقيقة، والتنفس لا يمكن للإنسان إلا أن يكون الآكسيحن
موجودا في الفضاء.
v
من
أهم حاجيات الإنسان هو الماء، ولولم يكن الماء ستصير الأرض كلها قاحلة جرداء و إنه
من نعم الله تعالى أنه أعطى الإنسان كل شيء من عنده و لا يتقاضى له أي نوع من
الفواتير أو الرسوم.
و علم الأسماء الإلهية
التي و هبه الله آدم كان ذلك وديعة فيه للنيابة و الخلافة و نفس ذلك يسمى بالعلم
اللدني في مصطلح العلم الروحي.
"و علم آدم الأسما ء
كلها"
ولما قسم الله العلم
فعرَّف أسمائه الصفاتية أولا. و هذه الأسماء هي التي تسمى بالأسماء الصفاتية و
إنما ينعكس علمه فيها، و في تعريف الصفة يجب أن نعلم أن صفة القدرة و الرحمة تجمع
مع كل صفة لله تعالى.
و على سبيل المثال أن صفة
القدرة و الرحمة تجمع مع الصفات الربوبية، كذلك أن صفة الصمدية تشملها صفة القدرة
والرحمة كذلك أن صفة الأحدية تتصف بصفة القدرة و الرحمة ، و عندما نقول أن الله
بصير فمعناه أنه بصير بكمال بصارته و رحيم بكما ل رحمته.
و اسم الرب تعالى هو نور
من أنواره ، و هذا النور يحمل صفة خاصة ، و يشمل صفة القدرة و الرحمة ، كما أن كل
ضوء صفة يتجلى مع ضوئين و نهائيا كل اسم
يكون مجموعا ثلاثة أضواء.
1.
النور
الأول لاسم خاص للرب تعالى
2.
النور
الثاني لصفة قدرة الله الباهرة
3.
النور
الثالث لصفة رحمة الله البالغة
و يجب هنا أن نفهم أن كل
اسم يشتمل على صفتين إحداهما التجلي أي النور و ثانيهما صفة النور، و عندما نذكر
اسما لله تعالى أو نؤديه بألسنتنا فيتحرك هناك تجلي نعرفه أنه علم ينعكس فيه علم
الله تعالى.
و عامة نحن لانلتفت إلى
علاقة مخفية موجودة بين جميع أجسام و أفراد الكون، و إنما يعجز الجميع عن بحثه إلا
أصحاب السلوك والمراقبة و الذين وهبهم الله تعالى العلم الروحي من عنده مع أن حياة
الكون تتوقف على تلك العلاقة. و هذه العلاقة وسيلة للتعارف بين أفراد أرواح أجرام
سماوية و غيرسماوية.
و إذا نلقي أبصارنا على
نجم من النجوم السماوية فنحن نشعر ببشرى النجم و وبشراه لايمنعنا من أن ننظر إليه
و هو لايقول لنا أن لا ننظر إليه ، و لو لم يكن هناك علاقة مخفية بيننا و بين
الأجرام السماوية لما قبل النجم حياتنا و التفاتنا إليه، و في الحقيقة أن هذه
العلاقة المخفية وسيلة قوية للاتصال بيننا
وبين أفراد الكون الآخرين.
و تنكشف الحقيقة بأن الكون
كله ممتلك لشخص واحد، و إن كان الأجرام الكونية ممتلكا لمختلف الأشخاص فكان يتصادم
و يتعارض تعارفهم فيما بينهم ، و لا يحب ممتلك لشخص أن يقوم التعارف بين ممتلك شخص
آخر، و إن القرآن الكريم قد عرف ذلك المالك بأنه هو "الله" تعالى. و هذا
اللفظ هو اسم ذات الله تعالى و ما يبقى من أسمائه هي أسماء صفاته.
اسم الذات يمتلك حقوق
الملكية كما أن اسم الصفات يمتلك حقوق القدرة ، اسم الذات يمتلك حقوق الملكية يعني
الخالقية ، و في مصطلح التصوف يقال إنه رحمة. فيلزم كل صفة من صفات الله تعالى
وصفى القدرة و الرحمة و إن هذين الوصفين
هما وصفان مخفيان بين جميع موجودات الكون ، و هذا هوالعلم للأسماء الإلهية التي
شرف الله به آدم عليه السلام. (لوح و قلم)
قال الله تعالى: "نحن
أحسن الخالقين."
إن الله تعالى هو الخالق
القوي ذو القوة المتين لا يحتاج في خلق شيء إلى وسيلة من الوسائل و إذا أراد الله
تعالى خلق شيء يأمره بالخلق فجميع الوسائل التي يجب وجودها للخلق تأتي في حيز
الوجود مباشرة لامتثال أمر الله تعالى و فيخلق ذلك الشيء.
إن لفظ
"الخالقين" يشعر عن وجود الخالقين الآخرين، و لكن خالقا غر الله تعالى
دائما يحتاج إلى وسائل لتخليق شيء، مع أن الله تعالى لا يحتاج إلى وسائل لتخليق
شيء. والكهرباء هو مثال جيد في هذا الصدد فلما أراد الناس أن يقوموا بإيجاد
التخليقات الفرعية فقاموا بإيجاد مآت الآف.
و من كمال قدرته أنه خلق
الكهرباء بقوله "كن". كذلك لما تفكر آدم في علم الكهرباء فظهر مآت الآلاف من الأشياء إلى حيز الوجود.
و كل ما ظهر من الكهرباء
إلى حيز الوجود من الراديو و التلفزيون و والنظام اللاسلكي و الحاسب الآلي و كواكب
المواصلات و غير ذلك من الأشياء قد قام
بخلقه و إيجاده الإنسان.
و من ناحية العلوم الروحية
أن ظهور التخليقات الفرعية من التخليق الرباني هو نوع من التصرف الإنساني في
الكهرباء. و هذا هو العلم الذي علمه الله تعالى آدم عليه السلام ، و المراد من علم
الأسماء أن الله تعالى أعطى علما كان مركبا من الصيغ التخليقية ، و إذا يحصل
الإنسان على هذا العلم و يصل إلى أعماقه و يتصرف عن طريق هذا العلم فتأتي الأشياء
الجديدة إلى حيز الوجود.
والحقيقة أن الكون هو
العلم الذي أخبر الله تعالى العباد بحقيقته و أساسه و لكنه قد جعل الوقوف و
المعرفة بذلك بشرط التفكر في الكون. قال الله تعالى في القرآن الكريم " وَأَنزَلْنَا
الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ"
(سورة الحديد)
و الذين أدركوا حقيقة الحديد
من حيث المعدن و تفكروا في أعماقه و طاروا في فضائه و سعوا للوصول إلى كنهه و ما
يشتمل عليه من الفوائد و المنافع فعرفوا استعدادته و قدراته التي لا تعد و لا تحصى
و لما استخدموا استعدادته و قدراته أوجدوا شيأ مهما يرتبط به العلم الحديث و
المخترعات الجديدة و هذا هو التصرف الذي يظهر وجوده أمامنا في مختلف نواحي حياتنا.
النور هو كائن من الكائنات
كالحديد. و إذا يحصل المرء على علم الأنوار و الأضواء من وراء الوسائل فيستطيع أن
يحرز علوما ويمكن أن يقدر على الإتيان بمختلف الأشياء. نحن نجمع ذرات الذهب و نصنع
الذهب عن طريق عملية مخصوصة مستخدمي الوسائل المحدودة كما نصنع الحديد بمثل ذلك.
ولكن من يقدر على التصرف في الأضواء لا يحتاج في صنع الذهب إلى القيام بعملية مخصوصة. و هو يجمع الأنوار في ذهنه و
يقدر المقادير التي يجب وجودها للذهب ثم يركزها على نقطة فيوجد الذهب حالا.
نحن نذكر في السطور
الماضية بأن الله تعالى لايحتاج في تخليقه إلى شيء. و إذا أراد الله خلق شيء فتأتي
الأشياء الضرورية واللازمة له تلقائيا إلى حيز الوجود و يخلق الشيء، أما العبد فهو
يصرف في الأشياء التي خلقها الله تعالى فحسب.
و لذلك التصرف طريقان.
أحدهما أن يخلق شيأ جديدا عن طريق الوسائل، و ثانيهما أن يحرك الأنوار التي يبني
عليها الشيء ثم القيام بتخليقه. و يسمى هذه الأنوار في العالم الروحي
ب"نسمة" و يقال في العلم الحديث أنه “Aura” .
إن الإنسان هو خلق الله
تعالى يقدر على التصرف فيما خلق الله تعالى، بما أن الله تعالى يعلم أن الإنسان
سيقوم بالتخليقات الفرعية لذلك قال عن نفسه إنه أحسن الخالقين.
مشروع ما بعد النفسيات
يخبرنا بأن الإنسان مجموع من الألواح الثلاثة من الصفات و الذات و الذي يميز بين
الصفات و الذات ، و الذي يميز بين الذات و الصفات يقال له الجسد الأرضي، الجسد
الأرضي يقال له في العرف إنه آدمي، و حواس كل من الألواح تمتاز من الأخرى ، أما لوح
الذات فهو نقش ينقل الخيال إلى الذهن و الذهن يشكل التصورات و يعبر عن فحوى الهم و
الفرح و لو أودع الذهن المعلومات التي تتعلق بحديقة غناء جميلة فينشأ في الذهن
تصورات الأضواء ذات الألوان والريح الزكية و
الجمال.
الإنسان في العرف هو هيكل
العظام و الأعصاب لكنه ليس بإنسان يعبره الله تعالى عن إنسان، بل يمكن لنا أن نسمي
مثل هذا المركب من اللحم و العظام و الأعصاب بلباس الإنسان و لكن ليس بإنسان. و
هذه حقيقة لا ينكرها أي منكر أن الإنسان يقبى أنسانا مادام الروح موجودا فيه و لكن
إذا مات الإنسان فلم يبق الإنسان إنسانا كما أن الإنسان يزين نفسه باللباس يسمى
كله بإنسان و لكن إذا يخلعه لا يقال لباسه إنسان، لأنه بعد خلعه يبقى لا حس فيه و
لا حركة.
جعل الله تعالى قانونا
لتخليق كل شيء و كل قانون يعمل تحت قدر معين من الله تعالى. قال سبحانه تعالى في
الجزء الثلاثين من القرآن :
" إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ
﴿القمر: ٤٩﴾
والإنسان الحقيقي هو الروح ، و الحقيقة أن
الروح هو ما وراء الاضطراب و الصراع و شعور الحرمان والأمراض. كما يجعل الروح ما
يتوسط بينه و بين الجسم المادي الذي يقال إنسان غير مرئي يقدر على الأخبار التي
وفرها الروح إليه على أن يعطيها معنى طبق ما يرضاه. و يعمل فيه أيضا مآت الآلاف من
الأصول و القوانين أيضا. و يمكن لنا أن نقسمها إلى أربعة أقسام:
1)
الطاقة المائية
2)
الطاقة
الكهربائية
3)
الطاقة
الحرارية
4)
الطاقة الريحية
و يعمل في الإنسان عقلان، العقل الأول يقبل
الإطاعات مباشرة ، كما أن العقل الثاني يعطيها المعنى طبقا لما يرضاه ، و
إذا يعتاد هذا العقل بمعنى فاسد أو غير واضح فيقع الفساد والخلل في المقادير
المعينة و الطاقات المذكورة أعلاه على الترتيب ، و إذا فات التوازن في الطاقات
فتظهر أمراض مختلفة في الجسم.
و ذهن الإنسان مشتمل على سطحين، السطح الأول
يوصل حركة الفرد الذهنية بالحركة الكونية يعنى أن هذه الحركة للفرد يقربها إلى
شعور الكون و يخلق هذان السطحان يخلقان نوعين من الحواس و الشعور الإيجابية
والسلبية. و في دماغ كل إنسان اثنا عشر كهربا خلية أساسية تعمل دائما.
و الحواس الإيجابية هي قسم من الحواس. و
أجزاء هذا التقسيم هي أعضاء الجسم، فإن هذه القسمة تعمل في عملية بدننا. و نتيجة
لذلك أن الأعين ترى شيأ و الآذان تسمع صوتا ، و الأيدي تأخذ شيأ و الأرجل تمشي و
اللسان يذوق شيأ و الأنف يشتغل في شم شيء
والدماغ يتصور أشياء لا تعد ولا تحصى في وقت. ولكن عكس ذلك أن الحواس
السلبية أي تحريكاتها لا تتعلق بإرادة الإنسان كما أن جميع الحواس تقوم بالعمل و
الأعضاء تبقى ساكتة لا تعمل أي شيء.
و
عن طريق سكوت الأعضاء الجسمانية يظهر أن اجتماع الحواس و الشعور هي نقطة ذهنية
واحدة. و في حالة المنام تقع الحركة التي
تنقسم في أعضاء الجسم في حالة اليقظة ، و قبل القسمة يمكن إطلاق السلب عليها ولكن
بعد الانقسام في الأعضاء البدنية ستكون ايجابية. و من المهم أنه لا يمكن اجتماع
الحاسة الايجابية و السلبية في مكان واحد ، بل هما تقومان في أمكنة مختلفة في
ألواح الذهن ، و في مصطلح التصوف يسمى السطح المنفي ب"المفرد" و السطح
المثبت ب"النسمة المركبة".
النسمة المركبة هي حركة تقع بالتواتر يعني
تتحرك في حين و آن و يوجد ترتيب في هذه الحركة بحيث أنه يبنى على المكان و كأن الأمكنة كلها تحت قيد
اللمحات.
إن اللمحات تتحرك في سطحين في آن واحد ، و
حركة سطح تقع في كل شيء للكون على حدة ،
كما أن هذه الحركة تقوم ببناية الشعور الذي يقيم الشيء في تشخصه الانفرادي. و حركة
السطح الثاني تقع في أشياء الكون في وقت
واحد و تقوم هذه الحركة بتعمير الشعور الذي يجمع الأشياء كلها في دائرة واحدة.
و في سطح من اللمحات أن أفراد الكون توجد
على حدة يعنى شعور الأفراد يوجد على حدة ، و في سطح آخر من اللمحات شعور الكون
مركز على نقطة واحدة ، السطح الأول هو شعور انفرادي والسطح الثاني هو الشعور الجماعي.
و عالم العلم الحديث الحالي يعرف نظام
المجرة و الشمس كما هو على معرفة من علاقة هذه الأنظمة بالأرض و الأثر الذي لها في
الحيوان و النبات و الجماد و لكن العلم الحديث لايعلم شيأ عن أنوار نظام المجرة و
ما تعمل هذه الأنوار في الجماد و النبات و الحيوان و ماتقوم بإحداث التغيرات في
هذه الكيفيات.
يعتقد العلم الحديث أن أساس كل شيء على
الموجة التي تسمى بالنور ، و بما أن الكون كله أنواع و أشكال للقوة الواحدة فما
المعنى لهذه الموجة؟
قال عيسى عليه السلام:
قال الله تعالى "النور" فهناك كان
"النور" معناه أن الله تعالى لما قال النور فوجد النور حالا بدون توقف.
و قد قام القرآن ببيان ذلك بقوله "
الله نور السموات و الأرض " و بما أن هذا الكون كله بالإضافة إلى الملائكة و
الجن و الإنسان والحيوان والجماد تقوم على
على الأمواج و الأنوار و الموجودات كلها مظهر الأنوار الربانية ، و في مصطلح الدين
أن النور هو الروح.
إن أديان العالم و العلوم الشائعة في العالم
تدعونا إلى معرفة الإنسان الحقيقي، و نعلم من أين أتى الإنسان و إلى أين يذهب ،
وللوقوف على ذلك الأمر قد رتب الأنبياء الأصول كما أن القرآن أيضا قد بين الأصول
للحصول على معرفة النفس لكي لا يبقى الإنسان جاهلا عن نفسه.
و من المؤسف المحزن أن التأريخ لا يعطينا
شيأ إلا الاضطراب و الخوف و الهم و يبقى الإنسان دائما في حالة الاضظراب و الهم
والغم وإن هذه الحالة تستمر دائما في حياة الإنسان بشدة أو خفة.
الإنسان يبعد عن الأنوار بقدر ما يقرب من
الوجود المادي و البعد عن الأنوار هو عبارة عن الإضطراب و في العصر الراهن قد وصل
الاضطراب الذهني إلى حد أعلى وليس طريق للعيش مع الراحة و الطمأنينة إلا أن نعرف
الأنوار و حقيقة أنفسنا و بعد أن نعرف أنفسنا يحيطنا برد الأنوار.
علينا أن نفهم الفرق بين الإنسان و
المخلوقات الأخرى لكي نعرف سبب فضيلة الإنسان على سائر الخلق.
قال الله تعالى في القرآن الكريم:
"إِنَّا عَرَضْنَا
الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن
يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ
إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (سورة الأحزاب : 72)
و ما يعلم من قول الله تعالى أنه عرض
الأمانة بعد أن خلق الخلق على سائر الخلق . فلم يحمل أحد منهم و لكن حملها الإنسان
و رضي أن يكون أمينا و قبل هذه النعمة الخاصة.
و مما يهمنا أن الله تعالى جعل الإنسان
ظالما و جاهلا مع أنه حامل أمانته التي لم يحملها أحد من خلائقه.
و طبقا لأصول التخليق أن كل خلق له شعور و
إحساس و قائم و متحرك بما وهبه الله تعالى من الاستعدادات و القدرات، فإن محادثة
السماء و الأرض و الجبال تدعونا إلى التفكير بأن كلها ذات عقول كالإنسان لإن إقرار
الشيء أو إنكاره دليل للعقل.
ويفيدنا التفكير في العالم أن الحياة التي
لا يشوبها البصيرة ظلم و جهل ، و بعد أن تتفكر الجبال و السموات و الأرض اتفقت على
أنها لاتقدر على حمل الأمانة و بذلك خرجت من دائرة الظلم و الجهل. ومع صرف النظر
عن الأمانة التي حملها الأنسان لو نستعرض حياة الإنسان لنعلم أنه أقل عقلا من
السماء و الأرض و الجبال. و كون الإنسان عاقلا لأنه حامل أمانة الله تعالى و كل ما
في الأرض من الأشياء وجميع الأجرام السماوية آيات الله تعالى.
الأرض و الشمس و الماء كل منها شيء مستقل،
ولكن الأرض تنبت و تخلق من هذه الأشياء أشياء لا تعد و لا تحصى فعلى سبيل المثال أن الماء إذا يصل إلى أحشاء
الأرض و أعماقها يتشكل في أشكال مختلفة متنوعة ، فربما يتشكل الموز، و تارة يتمثل
التفاح و العنب و مرة يظهر في شكل الأزهار و الفراشة و ما إلى ذلك. و هذا كله يتوقف على نوع من الحبوب يبرز في الأرض ،
كيف كانت الحبة تبرز في الأرض هي تقوم بتربيتها و تقويمها وإبرازها إلى شيء كامل
مفيد للإنسان.
و مما ينتج الاستعراض أن الأرض لها قدرة و
الإنسان هو خلق فرعي لها ، فهيا نسعى للوقوف على سر من أسرار شرفه على سائر الخلق.
و ليس الإنسان مظهر شرف و كرامة في الأمور التي تشترك في سائر المخلوقات من
الولادة و الشعور و الجوع والعطش و الأهواء و لكن الأمر الذي يمتاء به الإنسان هو
كونه أمينا لله تعالى و إن كان الإنسان لا يعرف الأمانة فهو كسائر الخلق لأنه ليس
عدم الوقوف عن الأمانة التي وهبها الله إياه إلا الظلم و الجهل.
و للإستفادة من هذه الجائزة المخصوصة شرفه
الله بها أن يعرف نفسه و يسمى هذا العلم في مصطلح الأحاديث ب"معرفة
النفس" فإن بعد معرفة النفس تفتح على الإنسان أبواب العلم و تقوى علاقة
المخلوق بخالقه و الوقوف على أمانة الله تعالى يهب الإنسان درجة أشرف الخلائق وإن
كان لايعرف عن الأمانة الإلهية يعد ظالما و جاهلا.
هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ
وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ۖ
فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ ۖ
فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللَّـهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا
لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ﴿١٨٩﴾ (سورة أعراف)
"و سلط الله على آدم
المنام فنام آدم ، ثم أخرج أحد أضلاعه و وضع اللحم على مكانه ثم جعل امرأة من ذلك
الضلع و أتى به إلى آدم" (كتاب الولادة ، باب 2: 21-22)
ذهب الباحثون إلى أن القرآن لايذكر عن تخليق
الحواء فقط و إنما يكشف السر عن حقيقة أن المرأة هي جزء من الرجل، و الحقيقة أن
المرأة كانت موجودة في آدم من قبل ولكن لما أراد الله أن يظهرها فأتى بها.
علماء الروح ذهبوا إلى أن كل شيء مركب من
الشيئين فإن الرجل و المرأة أيضا قائمان على شيئين. فإن المرأة مخفية في الرجل و
الرجل مخفي في المرأة و إن لم تكن حواء موجودة في آدم لما خلقت منه و كذلك إذا لم
يكن آدم في حواء لم يولد عيسى عليه السلام من مريم.
كل فرد مركب من سطحين و أحد سطحيه يظهر و
يغلب و ثانيه يصبح مغلوبا و مخفيا فإن المرأة أو الرجل كل منهما مركب من سطحين من
الظاهر و الباطن.
المرأة تظهر في شكل المرأة التي هي سطح
ظاهرها ولكن سطحها الباطن هو مخفي كذلك أن الرجل ظاهره الرجل و الذي يخفي فيه هو
باطنه يعنى أن الذي يظهر من الرجل هو ظاهره و مايظهر من المرأة هو ظاهرها و باطن
الرجل هي المرأة تتصل به كما أن باطن المرأة هو الرجل الذي يتلصق بها. و بما أن
ظاهر الرجل لا يكون متكاملا بدون سطح باطنه الذي هو المرأة أن الرجل دائما يسعى
للوصول و الاتصال بالمرأة لكي يكمل نفسه و
نفس الأمر قائم مع المرأة أيضا فهي دائما تسعى للوصول و الاعتناق بباطنها الذي هو
الرجل و تقوم بتكميل شخصيتها. قال علماء الروح إذا يتوجه أمر الله تعالى الذي هو
الروح إلى التخليق فتتشكل المرأة في الرجل و نفس الأمرعرض لآدم و ظهرت حواء من أحد
أضلاعه.
كان هابيل و قابيل ابني آدم و ذكرا في
القرآن بدون ذكر أسمائهما بل قيل ابنا آدم وإنما ذكر هابيل وقابيل في التوراة
بأسمائهما. و عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه كان جائزا في شريعة آدم عليه
السلام أن يزوج أحد التومين اللذين كانا ولدا معا من أحد التومين اللذين كانا ولدا
في المرة الأخرى وكان قابيل أكبر من هابيل
وكانت أخته التي ولدت معه أحسن و أجمل من غازة التي ولدت مع هابيل و طبقا للدستور
كان هابيل يستحق الزواج مع "إقليمة" التي ولدت مع قابيل ولكن قابيل لم
يكن راضيا بذلك لأن إقليمة التي ولدت معه أحسن و أجمل من غازة التي ولدت مع هابيل،
ولإنهاء النزاع حكم آدم عليه السلام أن يقدم كل واحد منهما أضحية و يستحق الزواج
من يقبل الله أضحيته.
و طبقا لما ورد في التوارة أن طريق تقديم
الأضحية الذي كان رائجا في شريعة آدم عليه السلام أنها كان الأضحية توضع على مكان
عال و تأتي النار من السماء و تحرقها و كان ذلك علامة للقبول عند الله تعالى و إن
لم تكن تحرقها فكان ذلك علامة لعدم القبول عند الله تعالى.
و طبقا للقانون الإلهي أن هابيل قدم كبشا
جيدا من أكباشه و قدم قابيل حبوبا من حقله فقبل الله أضحية هابيل و لما رأى ذلك
قابيل فلم يكد أن يصبر على إهانته حتى غضب غضبا شديدا و قال لهابيل إنه سيقتله لكي
لا يصل إلى مراده فأجاب هابيل:
لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي
إليك لأقتلك إني أخاف اللـه رب العالمين ﴿٢٨﴾ إني أريد أن
تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين ﴿٢٩﴾ فطوعت له
نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين ( سورة المائدة :28-29)
و بعد أن قتل قابيل هابيل
أصبح حائرا و لم يعرف ماذا يفعل بجثة أخيه
هابيل لأن بني لم يشاهدوا موتا حتى الآن و كان آدم أيضا لم يحصل على أي حكم من
الله تعالى و ذكر الله تعالى قصة دفنه في
القرآن و قال: "فبعث اللـه غرابا
يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوءة أخيه قال يا ويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا
الغراب فأواري سوءة أخي فأصبح من النادمين" (سورة المائدة : 31)
تفيدنا هذه الحادثة فكرين
فكر الشيطان و فكر الرحمن، كان فكر قابيل
على طرز فكر الشيطان مع أن فكر هابيل فكر الرحمن. و العمل الذي يتم تحت سيطرة فكر
الشيطان يكون ذا خسارة و نقصان، و العمل الذي يتم تحت فكر الرحمن دائما يكون نافعا
و حاملا للخير و الصلاح.
وفقا لما ورد في التوارة
أن آدم عليه السلام عاش حوالي 930 سنة و
في عهده كان نشأ و ترقى علم الطب و الحساب و الموسيقى ، وإن آدم أول إنسان قام
بعمل الزراعة.
"أخرجه الله تعالى من
العدن كي يعود إلى الأرض التي كان خلق منها ويقوم بعمل الزراعة." (توراة)
و بعد أن نزل آدم عليه
السلام إلى الأرض بدأ يشتغل بأعمال الزراعة و تصديقا لذلك أن خبراء اللأماكن
الأثرية اكتشفوا أسلحة وأدوات مصنوعة من الحجر و تتعلق بالزمان الذي يقال عنه إنه
زمن الحجر.
و أول من أسس الثقافة
الأولى هو آدم عليه السلام فإنه صنع الأدوات و الأسلحة من الحجر و اكتشف النار.
ولد كثير من الأبناء من آدم
و حواء عليهما السلام و كان ابنهما الثالث هو "شيث"
معنى "شيث"
اللغوي هو هبة الله تعالى و هوكان أول نبي بعد آدم عليه السلام و طبقا لما ذكر في
التوراة أنه كان على شكل أبيه آدم عليه السلام و عاش لمدة 912 سنة و بقى نبيا لمدة
112 سنة و كان يلقن الناس دروس الصلح و الأمن كما كان محبوبا لدى قومه الذي لم
يبرح عن تعاليمه بعد وفاته أيضا.
خواجۃ شمس الدين عظيمي
لقد صدق من قال من كبار الناس إن كل إنسان لابد أن يكون له هدف
لحياته و إلا لايعد من الإنسان مع كونه من ذرية آدم. و مما يجدر بالذكر أن الله
عرف آدم بآدم نفسه و دعاه بكلمة آدم إلى
أن شرفه بعلوم صفاته و أسرار الكون فقال للملائكة بأن يخضعوا لحكمه. وإذا يذكر
الله تعالى التخليق في القراآن يأتي بأنواع من الأمثلة لتوضيح نظام التخليق كما
أنه يقول عن خلق الإنسان:
"ولقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم" (سورة التين )