Topics
السلسلة العظيمية هي التي تهدي إلى الله تعالى
كما هي ترشد إلى جميع أوضاع العالم
و قد نالت السلسلة العظيمية قبولا و إعجابا من
قبل النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم
و قد سعدت السلسلة العظيمية بمرشد و هادي
كحسين و حسن عظيم البرخيا
كما أن السلسلة العظيمية مصبوغة بصبغة
القلندرية.
و إذا انتشر الكفر والإلحاد في أنحاء العالم
الأربع و ظهر الفساد في البر و البحر و نتجة لذلك لا يرى في العالم إلا الظلام
الحالك و يحيطه الجهل والضلال فيرحم الرب
الرحمن عباده و يبعث الرسل والأنبياء لكي يرشدوا الإنسان إلى الصراط المستقيم. و
كما لا يخفى علينا أن من كبرى الحاجيات للإنسان هي الهداية الربانية التي عبارة عن
توفيق صادق يعطيه عباده لكي يخبروه عن الكون و حقائقه و عن صيغيه التخليقية و عن خالقه الذي قام بخلقه و كذلك عن
آدم و صفة خلقه ، بالإضافة إلى ذلك كله أنهم يقومون بإعلام الإنسان عن حقيقته و
يكشفوا الحجاب عن أسرار خلقه و وجوده قبل خلقه و الحياة التي يعيشها بعد موته.
إن الشعور الإنساني جاوز مراحل التطور التي
تعطيه الإدراك والفهم للأخلاق والحضارة و الاقتصاد خلال المدة ما بين آدم و عيسى
على نبينا و عليهما السلام فأرسل الله تعالى رسوله الآخر خاتم المرسلين و النبيين
محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى كافة الخلق فدعا النبي صلى الله عليه وسلم
الناس إلى استخدام القرآن الكريم الذي مملوء بالصيغ التخليقية و الاجتماعية و
التأريخية و التسخيرية و قدم إليهم حياته المباركة كمثال مشرق لذلك وقال إن كتاب
الله المبين هو كتاب يهدي الإنسانية التي ضلت عن الصراط المستقيم و يعطيها العز
والشرف و يخرجها من ظلمات الكفر إلى الهداية واليقين و من ضيق الدنيا إلى سعة
الآخرة و يكرمها بالسعادة الأبدية.
قال النبي الأمي عليه ألف تحية وسلام:
رواه مسلم (832) عن عمرو بن عبسة أنه قال
للنبي صلى الله عليه وسلم : وبأي شيء أرسلك ؟ قال : " أرسلني بصلة الأرحام ،
وكسر الأوثان ، وأن يوحد الله لا يشرك به شيء ".
هذه حقيقة بيضاء لا ينكرها أي منكر أن أفراد
الإنسان ترتبط برابط خفي و يتعارف أحد لدى الآخر و لذلك لأن موجات الحياة في
الإنسان تتغير و تتبدل بموجات الأفراد الأخرى و هذا هو السبب الوحيد الذي يجعل
الإنسان حزينا إذا يرى أنسانا آخر مكروبا و محزونا و على عكس ذلك أنه لويرى أحدا
فرحا مسرورا يكون فرحا.
هذا، و في جانب آخر شاهدنا حفلة مرارا تفرح و
تسر و لا تعاني بشيء من الحزن و الهم و لكن بمجرد إصابة الألم بأحد في الحفلة تصبح
الحفلة بكاملها حزينة و يذهب فرحها و سرورها أدراج الرياح. و لكن ما هو سببه؟
و ذلك لأن جميع الجيل البشري يرتبط أفراده
بالآخر كما أن كل حلقة للسلاسل تتصل بالأخرى فإن انفصلت واحدة من الحلقات لن
تسمى بالسلسلة.
قال الله تعالى في القرآن الكريم:
وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا
وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ ﴿آل
عمران: ١٠٣﴾
فإن الوحدة تجعل الزمان الماضي بحيث يفخر به
الفرد والمجتمع كما تضمن الفرح والسرور للحال و تشرق الاستقبال.
قال الله تعالى في القرآن الكريم:
فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّـهِ
تَبْدِيلًا ۖ وَلَن
تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّـهِ تَحْوِيلًا ﴿سورة
الفاطر: ٤٣﴾
و طبقا لهذا القانون الإلهي أنه لما تمت سلسلة النبوة و الرسالة على النبي الآخر و
الرسول الخاتم سيدنا محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم قد ورثه طبقة أولياء الله
تعالى الذين أكرمهم الله تعالى بالعلوم الباطينة و تزكية القلوب الذين قال القرآن
عنهم:
أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّـهِ لَا
خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿يونس: ٦٢﴾
و بما أن هؤلاء الأولياء لله تعالى قد حملوا
مسؤليات نشر الإسلام والتوحيد الرباني على كواهلهم الضعيفة و عرفوا الإنسانية
بالوحدة الإلهية فإن كل ما نرى من مظاهر التوحيد في العالم يرجع فضلها إليهم فحسب.
قال القلندر بابا أولياء رحمه الله :
"إن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو عبد
من عباد الله ولكن قد قربه إلى نفسه أكثر مما قربه إليه أحدا من أفراد
الكون....فمن لم تكن مظاهر و نقوش لأوصاف النبي صلى الله عليه وسلم في حياته، فلا
يليق بأن يدعى به فرد من أفراد الأمة المسلمة بل يكون ذلك أمرا خلاف الأدب والشأن
في حضرة النبي صلى الله عليه وسلم"
و من لايكون عارفا كيف يمكن له أن يجعل أحدا
عارفا ، ومن يكون فقيرا كيف يمكن له أن يبذل المال على فقير؟
و قد أخبرنا هذا العارف الكريم بأن حفظنا من
الكفر والشرك يرجع سببه إلى السنة النبيوية التي تؤدى عند ولادة كل طفل بعد
الولادة مباشرة فإن صوت الأذان إذا يصطدم بأذني الطفل فينقش على شاشة دماغه أن
الله تعالى قد خلقنا و هو يحي ويميت و يوفر لنا وسائل الرزق.
و تنزل الرحمة على أولياء الله تعالى و تمطر
عليهم التجليات الربانية و و تعم بركاتهم و فيوضهم الجيل البشري من غير فرق بين
اللون و النسل و الصغير و الكبير والفقير و الغني.
هذا، و تشهد الأزمنة الماضية أن طلاب الحق
يقصدون إلى العارفين بالله تعالى الذين كانوا يعينون لهم دروسا لتزكية النفوس حسب
ما تقتضي أحوالهم و بذلك كانوا يقطعون منازل التصوف والسلوك ...و بما كان الشعور
الإنساني قد تجاوز المرحلة التطورية قد تغيرت طرق السلوك و الوصول إلى منازلها
أيضا..فإن الشعور الإنساني قد تطور إلى أعلى حد رغم أن أفرادها قد ضعفت قواها فلا
يمكن لها أن تقوم بتحقيق ما كان الأولون يقومون به من الرياضات الروحانية.
و لا يخفى على أحد أن هذا العصر هو عصر العلم
الطبيعي لذلك لا يقبل أحد أمرا حتى يقدم إليه على طراز طبيعي بعد تعليله و توجيهه
في ضوء العلم الحديث...و من أهداف السلسلة العظيمية أن تفتح أبواب التفكر على
الناس و و يعطو الدروس الروحانية المختصرة لكي يحظو بسعادة السلوك و التصوف
والعرفا ن في أقل وقت ممكن.
ذكر حضرة القلندربابا أولياء رحمه الله
خواجۃ شمس الدين عظيمي
"أهدي
هذا الكتاب إلى الجيل الجديد الذي سوف يستخدم "نسبة الفيض" لحضرة السيد قلندر
بابا أولياء رحمه الله تعالى و يسعد بالعافية والطمأنينة ويقوم بإبادة ظلال الخوف و
الدهشة التي تتحلق عليه، ثم يدخل الجنة بعد أن يسعد بالحصول على شرفه الأزلي"