Topics
رسالة لحضرة القلندر بابا أولياء رحمه
الله قام بكتابتها رداً على ما سأله أحد
(1)
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي العزير سلمك الله تعالى ولك وافر الدعا
إن العبارة الآتية هي رد على ما سألتني. و رغم
أن الأسئلة سهلة و بسيطة أن جوابها يدعو إلى التفكير و يليق بالشرح والتفصيل. وإن
تعاني من المشكلة في فهم معاني الرسالة كاملا فأعد القرآءة مرة بعد أخرى و أمعن
النظر فيها حتى يرسخ المعنى والمراد. وتذكر أنه لا تكفي قراءة هذه الأحاديث بل
ينبغي أن تنقش في حافظتك.
إن نورا يأتي من اللوح المحفوظ و ينتشر بحيث
يحيط جميع الكون. و طرازات انتشاره لا تكون محدودة في جهة واحدة بل تكون في جميع
الجهات، وفي تعبير آخر أن انتشاره لا يقع في جهة
و ما تعلم عن عدم الجهة و ما هو انتشار النور في جميع الجهات فهذه كلها قد
ذكرت في القرآن الكريم بكل بسط وتفصيل و لكن مع الاسف الشديد أن مثل هذه الآيات قد
صرفت الأنظار بمجرد القول إنها من المتشابهات. ولا يسع التحرير كثيرا من
الأقوال والأحاديث، لذا أكتفي على مثال
واحد فتفكر فيه.
كما لايخفى على أحد أن بعض روّاد الفضاء قد
سافروا في الفضاء يقولون إنه يطرأ عليهم كيفية عدم الوزن على ارتفاع أكثر 100 ميل. والأمر الآخر أن الأرض كما تعلم تُرَى إما
مدورة أو كمدورة و ذهب بعض الناس أنها كالكرة و أنت أيضا شاهدت أنها مثل ثمرة
البابيا (papaya) . والآن إذا أردت أن تفهم الأمر عن ظهر الحقيقة فتشعر أو تظهر عليك
الحقيقة المرة بأن كل إنسان معلق بالأرض على رجليه و لو قال أحد إنه يمشي على
رجليه أو معلق بالأرض فيكون ذلك أمراً قبيحا و إنكارا عن الحقيقة لأن الذي معلق
بالأرض على رجليه فلايمكن له أن يمشي ولو لبضعة أقدام و قوله إنه يمشي على الأرض
يعد باطلا و زورا. فإن هذه الحالة حالة إجبارية لاتعني فيها الإرادة الإنسانية شيأ
و ذلك لأن الإنسان لايمتلك أية حركة ذاتية فيها. و من الحقيقة التي يستحيل إنكارها
أن الأسلاك التي ترتبط بها أرجل الإنسان تتحرك و معها تتحرك الأرجل أيضا ، كيف
تتعلق إرادة الإنسان بهذه الأسلاك في حين أنه لا يعلمها. و على الرغم من الأغلاط
الفاحشة يَدّعِي الإنسان أن رأسه في العليا و رجله في السفلى وهو يمشى على أقدامه،
والحقيقة أنه قد جعل نفسه أسطورة و يحسبها حقيقة.
والأصل ليس هناك جهة ولا حركة للإنسان يقدر
عليها نعم هو يقدر على الإرادة والنية لذلك قد جمع كثيرا من الدعاوي في إرادته فقط
و قس جميع دعاويه على هذا الدعوى تجدها من غير برهان ولا دليل. فإن الله تعالى قد
أنكر على جميع المشاهدات وقال في مواضع مخلتفة "أفلاتدركون" أفلا
تعلمون" أفلا تبصرون" كما قال في موضع إنكم تبصرون الجبال و تحسبون أنها
ترتكز في الأرض.
و مما
يجدر بالذكر أن الغيب الذي ذكره الله تعالى في القرآن هو الغيب عند العباد وليس
بغيب عند الله تعالى لأن كل شيء حاضر له و موجود في علمه فله العلم الحضوري وهو
الحقيقي الذي لم ينكشف على الإنسان, وبناء على ذلك أن ليس ما شاهد الإنسان حقيقة
لذلك كل ما شاهده ليس بصحيح. لذلك قد أنكر الله تعالى المشاهدة والآن جميع الحقائق
هي العلم الحضوري ويهبه الله من يوفقه لذلك و قد أشار إلى ذلك القرآن الكريم فقال:
"والذين جاهدوا فينا لنهدينهم
سبلنا" (العنكبوت 69)
ولذلك أمثلة عديدة في القرآن الكريم:
ذكر القرآن الكريم في قصة سبا أنه لما أراد سليمان عليه السلام أن
يأتي أحد بعرش ملكة سبا قبل أن تحضر إليه قال عفريت من الجن "أنا سأتبيك به
قبل أن تقوم من مقامك".
و في الآية الأخرى ذكر القرآن الكريم:
كان هناك رجل آخر فقال:
"أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك
طرفك". (النمل : 40)
ذكر الله تعالى أوصاف من أتى بعرشها قبل أن
يرتد إليه طرفه بأن كان لديه علم الكتاب، ولفظ الكتاب كما يطلق على جميع الصحف
السماوية المنزلة من الله تعالى يطلق على القرآن الكريم ايضا فإنه كتاب منزل من
الله تعالى و يحتوي على ذلك العلم أيضا فإن الله تعالى ذكر ذلك بنفسه و أطلق لفظ
الكتاب على القرآن الكريم مرة بعد أخرى. و من لا يفهم القرآن يقول ما يشاء و ليس
أحد يبطش بلسانه ولكن القرآن الكريم ينكر عليهم أشد الإنكار. لذلك عليك أن تتعلم
اللغة العربية و تعلم القرآ ن في ألفاظه من غير أن تتأثر بشيء أو تقوم بتأويل و
تنوي فهم ما يريد به رب العالمين. أما فهم القرآن و إدراك معانيه فإنه أسهل جدا
فإن الله تعالى قال أربع مرات في سورة القمر: "ولقد يسرنا القرآن للذكر فهم
من مدكر"؟
والآن هيا نرجع إلى موضوعنا. لعلك قد فهمت أن
الجهة ليست بشيء بل هي ما فرضها الإنسان بنفسه. و كما ذكر من قبل أنه لا يوجد أي
علم سوى العلم الحضوري. وليس في وسع ذاكرة الإنسان أن تحفظ أي طراز للعلم الحضوري
و ذلك لأن النور الذي ينتشر من اللوح المحفوظ إذا يوفر الإنسان المعلومات فيصرف
ذهن الإنسان النظر من 999 معلوم/اطلاع و يتوجه إلى واحد منها بشكل فاسد فيصبح هذا
الشكل الفاسد في ذهنه قالبا لمشاهداته و تجاربه و عاداته وحركاته والآن كلما يستلم
المعلومات يصوغها في ذلك القالب فهذه هي الإنجازات والأصول المفروضة و جهاته و
صيغه المعينة التي يعيد عنها الإنسان قوله "هذه هي تجربتي و هذه هي مشاهدتي و
هذا هو العلم الطبيعي.
لعلك قد علمت أن النور الذي ينتشر من اللوح
المحفوظ يحتوي على شتى المعلومات التي تستلمها كل ذرة من الكون. توجد فيها معلومات
السمع والبصر والشم و الذوق و الشعور والتخيل والوهم و غير ذلك من جميع الحركات و
الكيفيات للحياة مع طرازات كاملة. و الأسلوب الوحيد لاستلام هذه المعلومات في
حالتها الصحيحة أن يقوم الإنسان بالاستغناء الكامل في كل طرز و أمر و حالة....و ما
يمسخ أو يفسد المعلومات هي مصالح الإنسان الذاتية فحينذ تفوت مصالحه الذاتية يوجد
الاستغناء و والحياد و شعار الله تعالى والآن أيما حركة تأتي إلى حيز الوجود تحيط
الكون كله و تعمل فيه على حد سوي.
وافهم الأمر المذكور مرة أخرى لأنه ليس بأمر
دقيق يحتاح إلى غاية التفكير بل هو أمر بسيط يدعو إلى التوجه الكامل والتركيز
الذهني فقط.
تجعل المصالح الذاتية للإنسان أشعة النور
محدودة إلى نفسه ولكن هذه الأشعة المحدودة لاتترك عملها الكوني الذي يجري في كل
حين ولكن التصور الباطل للإنسان الذي جعله متعلقا بالأشعة التي تصبح أماني فاسدة
تظهر في صورة الخسران العظيم و المصيبة الإنسانية.
والأمر البسيط أن النور الذي يعم جميع الكون
كيف يكون مخصوصا بالفرد الواحد فإن الإنسان إذا لايتقيد بالأغراض الذاتية يجب عليه
أن يرى أن تلك الأشعة تحيط جيمع الكون و يقوم هناك ارتباط بين الأشعة و وجهة نظرية
الإنسان و ذلك الارتباط يكون محلا لتوجه الأشعة تحت أثر القانون الإلهي و تقوم
الأشعة بنفسها بحفظ ذلك الارتباط فإن قال الارتباط إنه نهار فتخلق الأشعة النهار و
إن قال بأنه ليلا فتخلق الأشعة ليلا. و سنتة الله تأمر الأشعة بأن تمتثل بأمرين
الاول منها أن تقوم بالعمل للكون و ثانيهما أن تعمل في مصلحة من قام بالارتباط
بينه و بين الأشعة.
ولما لقي عمر رضي الله عنه سيدنا أويس القرني
التمس منه أن ينصحه بشيء فطرح أويس عليه سؤالين:
1. يا عمر هل تعرف الله تعالى؟
أجاب عمر: نعم أنا أعرفه.
2. يا عمر هل يعرفك ربك أيضا؟
أجاب عمر: نعم هو أيضا يعرفني.
والمعنى هناك واضح وهو أنه ليس من الكفاية من أن يخط المرء لله
تعالى فقط بل يجب أن يكون الهدف وراء القيام بشيء أن يكون ذلك الشيء لله فقط وليس
يشوبه شيء من المصالح الذاتية و الجنة أيضا من المصالح الذاتية فإن الرجل إذا يعبد
للحصول على الجنة فالجنة تقول لبيك أن أعرفك و الجدير بالذكر أن الروحانية لاتسمح
لشيء أن يشرك أحدا مع الله تعالى فإنها تحسب هدفا آخر شركا جليا مع الله تعالى.
و نص ماكتبت من الحلم كما يلي:
أنا أبكي جالسا في قدمك و أقول بابا جي أين أمي؟ أعطني أمي.
هناك ثلاثة أجزاء للمعلومات، الأول منها صورتي و ثانيها صورتك و
ثالثها أمك التي ليست بموجودة. و ينكشف المعلوم من أنك موجود في مكان حيث أنك
مجموعة من الأسئلة التي عبارة عن الأم و معناه أن الحياة لها طرق مختلفة تبتدأ من
نقطة ولا يمكن للإنسان أن يقررا طريقا للسلوك عليه و من الطبع أن الأم تأتي
بالحياة على طريق من حيث يبتدأ سفر
الحياة. والطرق لا تعد ولا تحصى ولذلك أن الإنسان متحير في اختيار طريق للسلوك
عليه حتى يفوز و ينجح في المرام ولا يواجه الفشل والخسران في الحياة. وهناك يسترشد
من روحه ولكن لا يجد روحه مشهودا له كما هو عادة رؤية أي شيء. و كانت مثل هذه
التصورات تتسلط عليك في حين أنك رأيت هذا الحلم و كان ذلك الحلم قد رأيته في
التاسع عشر من شهر يونيو و كان ذهنك يغلب عليه هذه الكيفية منذ أسابيع ، أما الروح
فقد قام بالرد عليه في الحلم الذي رائيته في السابع من يونيو.
والحلم الذي قمت برؤيته في السابع من شهر يونيو هو كما يلي:
جائني رجل وقال إن السيد بدر قد دعاني فذهبت معه مباشرة و بعد
أن مضيت بضعة أقدام إذ دخلت بيتا و كانت على بابه امرأة قالت لي إن الشيخ بدر
ينتظرك في هذه الحجرة. فدخلت الحجرة و رأيت أن السيد بدر يقوم بعمل جالسا أمام
طاولة ولما رأيتني قام فسلمت عليه فاعتنقني و غمض لساني بأسنانه حتى استيقظت من
النوم.
يشمل هذا الحلم الجواب الكامل للأسئلة المذكورة يعنى أن الله
تعالى سوف ينظم لك أسباب التعاون في المستقبل و سوف يأتي برنامج إلى حيز الوجود عن
ظهر الغيب حتى أن الفوز كله سوف يقدر لك....كما يشمل هذا الحلم كل ما يحتاج إليه المرء
في حياته فإن دعوتك و ارشادك و لقائك مع السيد بدر كل ذلك يدل على التخيل الإلهامي
الذي سوف يتم حقا. و جميع هذه السلاسل للحلم تقع على حدة في الحلم ، أما الأمور
الدنيوية التي توجد في الحلم يجب أن تأتي إلى حيز الوجود في أوقاتها و تتم.
كتبت المراقبة الآتية:
1. يرتفع الجسم من الأرض عندما أقرأ الدروس ليلا
وحينما أحاول المشي جعلت أسقط.
2. و عندما أتصورك أراك و بيتك بناظم آباد ولكني أعجز
من أن أدرك أنني في ناظم آباد أم أنت قد حضرت في بيتي.
قال الله تعالى في القرآن الكريم:
هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب (سورة البقرة:
2-3)
المعنى: إن هذا الكتاب يهدي من يكون لهم ذوق
تجاه الرب الكريم.
والمراد
من الغيب ما يخفى من مشاهدة الإنسان التي هي تتعلق بمعرفة الله تعالى و
المراد من الإيمان هو الذوق الذي عبارة عن العادة التي تقوم دائما بالبحث و ذلك
ليس لغرض أو حاجة أو أن يترتب عليه أجرة بل لكي يقوم بامتثال ما تقتضي طبيعته.
والمراد من المتقي هو المرء الذي يكون على حذر و حيطة في فهم الأشياء و لايسيء ظنه
عن أحد كما ترسخ في قلبه جزور الإيمان إلى أحشائه حتى لايمكن لشكل من الأشكال أ ن
تخده عن حقيقة الرب الواحد الكريم ، و هو يمتاز بمعرفة الله تعالى و أعماله و
السبب وراء الامتياز بمعرفته أنه يمتلك ذوقا لمعرفته ولا يعنى ذلك أن أحدأ سواه
لايمتلك مثل هذا الذوق لأن هذا الذوق الوحيد الذي هو منبع الحياة فيوجد في كل
إنسان طبعا ولكن القيام باستخدامه أمر آخر لأنه يبنى كله على إرادة الإنسان تماما.
و هذا هوالذوق الذي يستقر في الإنسان ولكن
الحقيقة أنه قد خلق من صلصال كالفخار و ليس فيه إلا الفضاء والخلاء.
قال الله تعالى:
خلق الإنسان من صلصال كالفخار (سورة رحمن)
و بين الله تعالى هنا طبيعة التراب فإنه هو
الفضاء الذي ليس فيه المساحة و الوقت. والآن يمكن لك أن تفهم معنى الذوق فإنه ليس
فيه المساحة والوقت و لا يتقيد بقيود الأرض والسماء و الأهم أن الإنسان لايمكن له
أن يعرفه إلا أن يعلمه و إذا يعلمه حق العلم و يعرفه حق المعرفة فيتقين أنه هو
الإنسان الحقيقي الذي هو نائب الله تعالى في الأرض و سيد الملائكة و أحسن ما خلق
الله من المخلوقات وهو لايحتاج إلى الأيدي للبطش و لا يفتقر إلى الأرجل للمشي و إلى الآذان للسمح ولا إلى
الأعين للنظر. و إن هذه القيودات قد اخترعها الإنسان له و يقول إنه محتاج و مجبور.
و هنا يمكن لك أن تقول إن هناك كثيرا من الناس الذين لهم معرفة الله تعالى ولكنهم
يتقيدون بقيود أنظمة الأرض والسماء، نعم هو صحيح ولكن السبب وراء عدم إطلاقهم أنهم
معقدون بقيود المجمتع البشري ولذلك لم تتم حريتهم.
و من كان اسمه زيد هو طرازه. و ليس أي طراز
ساكتا بل هو إنسان ينطق و يسمع و يبصر و يأكل و يمشي و يفهم و يدرك. وإذا يخطو
خطوة فيقطع مسافة ما بين الأرض والعرش
وليس لديه فرق بين ثقب الأبرة أو المسافة بين
الكوكبين و هو لا يقف و لا يتلعثم. و من الأسف أنه لا يعرف نفسه والكون أيضا و مما
من علينا الرسول صلى الله عليه وسلم على الجيل البشري أنه قد كشف الستار عن هذه
الـأسرار المخيفة و لاينبغي لنا أن نحسب أنه صلى الله عليه وسلم قدر على كشف هذه
الأسرار بنفسه بل الله تعالى قد أكرم عليه بإعلامها عنها خلا ل القرآن الكريم ثم
قدمها في صورة القرآن الكريم إلى الجيل البشري و لم يألو جهدا في نشره و إشاعته و
لكن الجيل البشري لم يشكر له حق الشكر.
و قد سمى الله تعالى ذلك علم الكتاب و يمكن
لكل أحد من زيد و بكر وعمر أن يحصل على ذلك العلم.
و كما كتبت أني أسقط حينما أحاول أن
أمشي...وذلك لأنك لما تعرف الإنسان الحقيقي حق المعرفة.
عليك أن تقرأ هذه الرسالة بأحس قراءة و إن
تشعر بصعب في فهم معناها فأعد قرائتها و حاول فهمها. و عندما تجد الفراغ ليلا قم
بنقلها و احفظ في ملفك الخاص بك و النقل ضروري جدا لك و ذلك لكي ترسخ المعاني و
الكلمات في ذهنك بسهولة فإن المكتوب الذي قام به أحد بنفسه أسهل عليه فهمه من
المكتوب الذي قام به غيره.
يذكرك جميع الإخوة والأخوات للسلسلة و يسألون
عنك
طالب الدعا
حسن أخرى محمد عظيم
الساعة الواحدة ليلا، 19 أغسطس 1963
(2)
كما لا يخفى على أحد أن أحدا من قراء المجلة
"الحرية" التي تطبع من كراتشي ، باكستان كان اعترض على جميع مقالاتي و
سبني سبا جما فقام مرشدنا و هادينا الشيخ القلنقدر بابا أولياء رحمه الله بالرد
على ذلك كما يلى كما كان طبع في السابع من يوليو عام 1978 في أعمدة
"الاستشفاء الروحاني".
"لا يتفكر الجيل البشري في عيوب و نقائص
في كلام الإنسان، عسى أنه لا يشعر بحاجة التكفر فيه أو يشعر بحاجة ولكن كما أن
أحدا يطلع في الفضاء ثم يصرف النظر عنه و يحسب ذلك بلا معنى.
المثال: نقول باللغة الخيالية عندما نذكر شيأ
في قصصنا "إننا مررنا بغابة مظلمة ، كانت فيها ظلال عميقة للأشجار و آذاننا
تسمع أصواتا عالية كريهة للريح الشديدة و حينما كانت الريح تتوقف للحظة أو لحظتين
فكانت تقدم الغابة صورة سكوت الصحراء أو الموت."
إقرأ الجمل المذكورة أعلاه أكثر من مرة و أخبرني هل هو أخبرنا بأمر واقعي و معين أو
ألقى القراء في ظلمة الخيال فقط، فإن الكاتب لم يقل عن الغابة شيأ كما أنه لم يبين
عن أشجارها و صفاتها و الطيور التي تتغرد على أغصانها ولم يقل عن ألونها و أصواتها
كما أنه ترك بيان المنابع التي كانت تجري فيها و كيف كانت البقول التي تنبت فيها و
الماء الذي يجري و ما هي النقوش للأحجار و كم من عيون و شلالات كانت فيها، و ما
كان عدد الصحراء و تلال الرمل فيها.
والقراء لا يتفكرون شيأ بأن القول لا أصل له
مع أنهم لايفهمون شيأ بعد أن يقرأوا العبارة إلا أن خيالا للغابة ينشأ في الذهن و
يعتنق به ثم ينام معه و يستيقظ في ثانية أو الجزء الألف من الثانية راجيا أنه ما
يحدث في المستقبل أو ما يقول الحاكي ...والقراء يصبحون فرحين مسرورين و يثنون على
كاتب القصة الخيالية، و يعم مثل هذه الخرافات في جميع ميادين العلم فإن الناس
يألفون آلاف من الكتب على مثل هذه الخرافات.
والآن أعيروا أسماعكم ...ما يقول التأريخ
الإنساني عن جميع العلوم؟
ذكر حضرة القلندربابا أولياء رحمه الله
خواجۃ شمس الدين عظيمي
"أهدي
هذا الكتاب إلى الجيل الجديد الذي سوف يستخدم "نسبة الفيض" لحضرة السيد قلندر
بابا أولياء رحمه الله تعالى و يسعد بالعافية والطمأنينة ويقوم بإبادة ظلال الخوف و
الدهشة التي تتحلق عليه، ثم يدخل الجنة بعد أن يسعد بالحصول على شرفه الأزلي"