خصائص الألوان

بشكل أساسي فإن الألوان يمكن إنتاجها إما بأن نجعل الضوء الأبيض يمر خلال وسيط مثل الماء أو المنشور الزجاجي أو باستخدام طرق أخرى لإنتاج أضواء ملونة مثل استخدام اللمبات أو بجعل الضوء يمر من خلال زجاج النوافذ الملونK لكن بخصوص الحصول على غرض ملون يجب علينا خلط الصبغات سواءاً حصلنا عليها من الطبيعة أو تم تحضيرها صناعياً باستخدام وسائل كيميائية صناعية.

كل الألوان -سواءاً كانت أضواءاً طيفية أو كانت الألوان المستخدمة لرسم لوحة فنية أو كانت الصبغات المستخدمة لصباغة قطعة من القماش- كلها تبث ذبذبات لأحد الترددات، هذه الذبذبات تسبب الإحساس بالدفئ أو البرودة، الطول الموجي للون الأحمر هو الأطول بين كل الألوان الطيفية، والذي ينتج ذبذبات من أدني الأنواع، بينما الطول الموجي للون البنفسجيّ هو الأقصر ويسبب أعلى الذبذبات، إن تردد موجات اللون الأحمر يُعطي إحساساً بالحرارة، بينما تردد موجات اللون الأزرق يُعطي تأثيراً بارداً، والأخضر هو اللون المعروف بالاعتدال والتوازن، إن كثافة اللون الأحمر تكتنف حركة ومعدل ذبذباته، بينما اللون الأزرق وبسبب ضياءه فإنه يجلب الرحابة إلى جو المكان.

كل لون يولد إحساساً مختلفاً عن الآخر، فالأحمر -على سبيل المثال- يعطى إحساساً محرقاً، بينما البرتقالي يبدو أنه مانح للحرارة، والأصفر يعطي إحساساً بالدفء، والأخضر ليس ساخناً ولا بارداً، أما الكستنائي فيعطي إحساساً بالرائحة الكريهة مع البرودة، عندما نحاول أن نشعر بالألوان حقيقةً، فبعضها يبدو وكأنه لاذع والبعض الآخر يعض أو يؤلم أو يحطم أو حتى يجعلنا نشعر بتربيته على الظهر، بشكل عام الناس لا تفكر بشأن الألوان، فبرغم أننا نحصل على الإنطباع من خلال الصور لكننا نادراً ما نلاحظ كيف تم استخدام الألوان أو الآثار المزاجية لها.

التجارب أثبتت أن مرضى الأرق والسهاد والتوتر والإجهاد يمكن علاجهم إذا تم جعلهم يستخدمون اللون البنفسجيّ أو الأزرق أو الفيروزي، بينما اللون الأحمر والبرتقالي والأصفر ثبت أنهم مفيدين في التغلب على البلادة وفتور العزيمة.

خبراء علم الألوان واللونيات يقترحون أن اللون الورديّ يمكن أن يكبح مشاعر العدوان والخصومة إذا تم الإحتفاظ بالمريض الذي يعاني من هذه الأعراض في بيئة ورديّة، فقد أثبت اللون الورديّ أنه مهديء للأعصاب والأنسجة حتى أن التأثير المهديء لهذا اللون جعل السلطات الأمنية تستخدمه في السجون لإصلاح وإعادة تأهيل السجناء، فاللون الورديّ لا يقمع الغضب فحسب بل هو أيضاً مفيد في إصلاح المشكلات الناتجة عن المشاحنات العائلية وهموم العمل، فتحت تأثير هذا اللون لا يقوم الشخص برد فعل عنيف. حتى كفيفي البصر يشعرون بالراحة في الغرف ذات الطلاء الورديّ، بسبب تأثيره المهديء يُعتبر اللون الورديّ أكثر لون محبب.

تم تصنيف الألوان عامة إلى 3 فئات ساخن وبارد ومعتدل، الأحمر والبرتقالي والأصفر وكل درجاتهم اللونية تعتبر ألواناً ساخنة، والأزرق والسماوي والبنفسجيّ تُعتبر ألواناً باردة، بينما الأخضر لا يُعتبر لا ساخناً ولا بارداً، إذا تم تشخيص المرض بأنه نتيجة زيادة حرارة الجسم إذن يتم استخدام الألوان الباردة، فعلى سبيل المثال: بالنسبة للحمّى أو حالات الحروق يوصى باستخدام اللون الأزرق، وإذا كان المرض بسبب قلة الحرارة أو بسبب برودة الجسم فيتم استخدام الألوان الساخنة للعلاج، على سبيل المثال: انخفاض ضغط الدم والشلل يتطلبان استخدام اللون الأحمر.

خصائص الألوان يمكن دراستها تحت عنوانين رئيسيين الخصائص النفسية والخصائص المادية للون.

اللون الأحمر

هذا اللون تجده في الحديد والزنك والنحاس والبوتاسيوم والأكسجـين والبنجر(الشمندر) والفجل والسبانخ والطماطم(البندورة) والكرز والفاكهة الحمراء، إنه متعلق بالدم وبمجرى الدم، اللون الأحمر يقوم بإلغاء وإبطال تأثير اللون الأزرق ودرجاته المتعددة.

الخصائص النفسية:

هذا اللون متعلق بالشجاعة والحماس والإعجاب والحب والعاطفة، عندما تفشل العلاقات بسبب تصرفات فظة أو خيبة أمل وعندما لا تفلح أي خطة فحينها نستخدم اللون الأحمر للسيطرة على مركز المخ، عندما يتغلب اللون الأحمر على مركز المخ يبدأ كل شيء في اكتساب اللون الأحمر، فإذا فقد مركز المخ لونه الأحمر فإن ذلك يعني أن الشخص يختبر خسارة عاطفية أو مجروح المشاعر، أما الذين لديهم هذا اللون بكميات معقولة يكونون متعاونين مع الآخرين ويحبون استغلال امكاناتهم إلى أقصاها ويهتمون بأبناءهم وأصدقاءهم.

إن الذين يتغلب عليهم اللون الأحمر يعيشون حياة صحية بشكل عام، لكن بما أنهم لا يستطيعون السيطرة على مشاعرهم تجاه الطعام الجيد وأشياء أخرى فهم يميلون للبدانة، إن كل شخص منا يعيش هذه المرحلة من الحياة حيث يسيطر اللون الأحمر عليه أكثر من أي لون آخر، اللون الأحمر يصبح أكثر تركيزاً خلال فترة سن المراهقة، وإنها لحقيقة مثيرة للاهتمام أن اللون الأحمر الذي لديه مسحة من الصدأ يسيطر على لاعبي الملاكمة، إن الذين يكون اللون الأحمر لديهم هو اللون المسيطر يهتمون بصحتهم وعافيتهم بشدة وفي أغلب الأحيان يتجهون لأن يكونوا من لاعبي كمال الأجسام.

اللون الأحمر هو اللون الذي يحفز العواطف ويحرك الحواس ويثير المشاعر، إنه مرتبط بالقوة والطاقة والحيوية والإثارة في الحياة، من جانبه الإيجابي فاللون الأحمر يثير القوة والفرحة والسعادة والحب، إنه اللون الأساسي للنار.

اللون الأحمر العميق من نوع "سكارليت" أو الأحمر القرمزي يُعتبر مثيراً للطبيعة الحيوانية والمشاعر الجسدية الأكثر أساسية، إن قرمزية الدم تمثل عناصر المعاناة في الحياة، أما اللون الورديّ اللطيف يعطي صحوة لذبذبات الأم المحبة، إن الجانب السلبي لذبذبات اللون الأحمر هو أنها يمكن أن تُطلق الشعور بالخوف وعاطفة بلا ضوابط والرغبة والغضب الشديد والاهتياج والميل للفظاظة، يوصى باللون الأحمر فقط عندما تكون الحيوية منخفضة والدورة الدموية ضعيفة أو عند ضعف الثقة بالنفس.

أعترف أنه من الصعب تقبل أن كل شيء على الأرض هو عبارة عن ذبذبات أو أن أشكال الحياة أو الأشياء الجامدة تنتقل من ذبذبة إلى أخرى، إن الألوان ذات الذبذبات يمكنها أن تكون علاجية أو مدمرة مثل اللون الأحمر عند استخدامه في ظروف مختلفة، فعلى سبيل المثال: عند تلويح العلم الأحمر أمام الثور فإن ذلك سوف يثير الحيوان لكي يقوم بالهجوم أما في المرور فإن الإشارة الحمراء للتوقف تعتبر خاصية أمان لسائقي السيارات، أيضاً الملابس الداخلية الطويلة الحمراء المصنوعة من مادة الفلانيل ستبقيك دافئاً في الشتاء، وفي المعمل ذبابة الفاكهة سوف تتكاثر بسرعة في صندوق أحمر بينما لن تتكاثر على الإطلاق في صندوق أزرق.

بعض الأطباء يستخدمون اللون الأحمر كمنبه شرياني، أيضاً الباحثون في جامعة تكساس اكتشفوا أن الرياضيين الذين يقومون بالتركيز على اللون الأحمر قبل المشاركة في حدث رياضي يجدون زيادة في قوة عضلاتهم، كما أن اللون الأحمر يمكنه أن يجلب تدفق دم فجائي للرأس في شكل حُمرة الخجل.

الخصائص المادية

اللون الأحمر له أبطأ الذبذبات من بين كل الألوان المرئية، وهو لون أعظم دفء، إن له نزعة ساخنة مع قوة من الإبداع، في حالات الأنيميا واللوكيميا ...إلخ إذا تم تسليط أشعات اللون الأحمر على العمود الفقري، فإن عدد كريات الدم الحمراء يزداد، إذا أصيب أي جزء من الجسم بالشلل فإن الضوء الأحمر-بواسطة إثارة الدورة الدموية- يمكنه شفاء مثل هذا المريض، إذا قمنا بتسليط ضوء اللون الأحمر على سرة البطن والجزء العلوي من الأطراف السفلية فيمكنه استعادة عمل الأنسجة في الأطراف.

عندما يتم تزويد شخص ما باللون الأحمر فإن الغدة النخامية تصبح نشطة مسببةً إطلاق الأدرينالين في الدم ويحفز الأعصاب الحسية ويحسن من حاسة الشم والبصر والسمع والتذوق واللمس كما ينشط الدورة الدموية ويثير السائل المخي النخاعي ويستحث الجهاز العصبي السمبثاوي، كذلك فإن الهيموجلوبين يتم بناؤه بالأشعة الحمراء، كما أن الأشعة الحمراء تُنتج الحرارة التي تنعش وتنشط الكبد والجهاز العضلي والنصف الأيسر من الدماغ، كما يعمل كباسط للعضلات المتقلصة، أيضاً فإن خواص اللون الأحمر المضادة للتهيج ممتازة كعلاج.

اللون الأحمر يقوم بتحليل بلورات الملح المتراكمة وبالتالي يحفز التأين، والأيونات التي تكونت تحمل طاقة إلكترومغناطيسية خلال الجسم، أشعة اللون الأحمر تفلق بلورات ملح الحديديك محررة حرارة، الإضطرابات والأمراض المعروفة التي يمكن علاجها باللون الأحمر مذكورة في الفصل التالي من هذا الكتاب لكن الاضطرابات أو الحالات التي تتعارض مع استخدام اللون الأحمر هي:

الاضطرابات العاطفية وارتفاع ضغط الدم والمزاج الانفعّالي والأمراض العقلية والحمّى والتهاب الأعصاب والبشرة المتورّدة والشعر الأحمر والالتهابات.

اللون البرتقالي:

هذا اللون يوجد في الحديد والكالسيوم والنيكل والفاكهة ذات القشرة البرتقالية بما في ذلك الجزر والقرع والمشمش والمانجو والخوخ (الدرّاق) و ...إلخ، يرتبط اللون البرتقالي بشكل أساسي بالجهاز العصبي والجهاز التنفسي، وهو يستخدم لعلاج الاضطرابات المتصلة بهذين الجهازين، إنه يقوم بإبطال الآثار السلبية لدرجات اللون الأزرق الداكن.

الخصائص النفسية

الذين لديهم اللون البرتقالي هو اللون المسيطر نجد أنهم يحبون الألعاب المُنهِكة، هؤلاء الناس متسرعين بطبيعتهم وإذا لم يستطيعوا أن يُسرعوا فإنهم يستاؤن، هؤلاء الناس هم مديرين جيدون ويحبون أن يكونوا في صحبة الآخرين، يفضلون الملابس الغير رسمية ويحبون الحفلات والتجمعات. إن ذوي اللون البرتقالي أكثر نشاطاً وأكثر رشاقة من ذوي اللون الأحمر، إذا سيطر اللون البرتقالي على شخص ما فإنه يسهل عليه الاستيقاظ في الصباح الباكر، لذلك فإن هؤلاء الذين لا يستطيعون الاستيقاظ مبكراً في حاجة لاستخدام هذا اللون بكثافة، لهذا اللون تأثير خاص لتطوير قوة الإرادة ولعلاج ضعف الأعصاب، إنه يحفز الإبداع والطموح والنشاط الحيوي، لكن التعرض المكثف للون البرتقالي يُنتج العصبية والتصرفات التي تدل على ضيق الصدر، إنه لون تغذية الروح.

الخصائص المادية

بما أنه عبارة عن مزيج من اللونين الأحمر والأصفر فإنه يعطي تأثيراً ساخناً، إنه يقوم بتحسين عمل الغدة الدرقية ويثبط عمل الغدة الجاردرقية ويساعد على امتصاص الكالسيوم في الجسم ومفيد للأمهات المرضعات، كما إنه لا يساعد فقط على الهضم ولكنه أيضاً يساعد في حالات الإصابة بالبرد والالتهاب الرئوي ويقوم بتوسيع الرئتين.

لديه تأثير مضاد للتشنج على العضلات ويعمل كمساعد على التقيؤ في الصباح ويزيد من معدل الإنقباضات، إن الربو والسعال والتهاب الشعب الهوائية ومشاكل الجهاز التنفسي والصرع والسل والنقرس والزحار (الدوسنتاريا) والأمراض الناجمة عن مشاكل المعدة والروماتيزم والتهاب المفاصل بما في ذلك المرارة كلها أمراض يمكن علاجها بسهولة تامة باستخدام هذا اللون، كما أن له أثر على الطحال والبنكرياس ليساعد على الهضم وسريان الدورة الدموية، إنه يساعد بشكل كبير في التغلب على الإرهاق الذهني، كما أن الأورام بنوعيها الحميدة منها والخبيثة تتلاشى تحت تأثير هذا اللون، كذلك فإن مشاكل الكلى وهبوط الرحم وعسر الطمث يمكن بسهولة علاجها عند استخدام هذا اللون.

الأمراض التي تتناقض مع اللون البرتقالي هو الأرق والحمّى والحماسة الزائدة والهذيان.

اللون الأصفر

الذهب والكالسيوم  والنيكل والزنك والنحاس والبلاتينيوم والصوديوم والفوسفور والجزر والموز والأناناس والزيزفون والليمون والفاكهة ذات القشرة الصفراء تجد اللون الأصفر مخزّن بداخلها، هذا اللون مرتبط بأعضاء الجهاز الهضمي ويستخدم لعلاج أمراض واضطرابات الجهاز الهضمي، إنه يقوم بإلغاء الآثار السلبية لدرجات اللونين البنفسجيّ والأرجواني.

في الأصباغ والدهانات هذا اللون يُعتبر واحد من الألوان الأساسية، ويُستخدم في صناعة ألوان أخرى مثل البرتقالي والأخضر ...إلخ، وعند مزج الضوئين الأحمر والأخضر سوياً ينتج الضوء الأصفر، لهذه الأسباب فهو يحتوي على خصائص كل من الأحمر والأخضر في نفس الوقت.

الخصائص النفسية

الأصفر بشكل أساسي هو لون مبهج لكنه أيضاً يُبرز الحكمة والتفهم والبصيرة،إن اللون الأصفر في شكله الذهبي يمثل الكمال الروحي والسلام والراحة، إنه لون أشعة الشمس ولون الشباب والسرور والبهجة، جانبه الإيجابي أنه يبرز التعاطف والإبداع فالناس تحت تأثير هذا اللون يولعون بقراءة الكتب ولديهم ميل طبيعي للتعلم والمعرفة، إن العلماء والسياسيين ورجال الأعمال يكونون في قمة تألقهم تحت تأثير هذا اللون، أما جانبه السلبي فهو أنه عندما يكون ساطع جداً أو يتم استخدامه بكثافة فإنه يكون مفرط التحفيز للروح والأعصاب ويمكن أن يسبب هياجاً عقلياً إلى درجة مدمرة.

الذبذبات السلبية للون الأصفر تجعله كذلك لون الجبن والإنحياز والسيطرة المدمرة.

الناس ذوي الكثافة الزائدة من اللون الأصفر في مركز المخ يكونون ماديين ويفضلون دائماً مصلحتهم الشخصية والكسب من أي شيء آخر، كذلك يكونون ناجحين جداً لأنهم يعرفون فن الحصول على المال وصرفه بشكل ملائم.

اللون الأصفر يحفز العقل لذلك عندما يخلو ذهنك من الأفكار قم باستخدام ورق أصفر لكتابة خطاب فإنه يساعد على التركيز، كما أن الأطفال المعاقين ذهنياً يتعلمون أسرع في غرف ذات طلاء أصفر.

الخصائص المادية

اللون الأصفر هو الأفضل بين كل العلاجات الخاصة بأمراض المعدة، فهو يساعد في تحسين الجهاز الهضمي ويريح من مشاكل الغازات، وهو أيضاً مفيد في حالة أمراض الكبد والمرارة والسكر؛ فالفاكهة ذات اللون الأصفر تميل إلى العمل كملينات للأمعاء ومهدئات للأعصاب، إن نقص اللون الأصفر في مركز الطاقة الخاص به في الجسم يسبب الأمراض المتعلقة بالمعدة والجهاز الهضمي وزيادته تكون أحد أسباب الإصابة بالحمّى.

بتوجيهه لقناة الجهاز الهضمي لفترات قصيرة تجعله يعمل كمساعد على الهضم، ولفترات طويلة تجعله يعمل كمفرغ للبطن (مطهر) ومسهّل (مليّن)، يساعد على القضاء على الديدان والطفيليات ويحفز إطلاق العصارة الصفراوية، إن له أثراً محفزاً ومطهراً ومنظفاً على الكبد والأمعاء والبشرة، إنه ينشط القناة الهضمية وينقي مجرى الدم ويُفعِّل الأوعية الليمفاوية ويثبط الطحال.

الحالات التي تتعارض مع استخدام اللون الأصفر هي: الالتهابات الحادة والهذيان والحمّى وخفقان القلب والإثارة المفرطة.

اللون الأخضر

نجده غالباً في النيكل والكروم والكوبالت والبلاتينيوم والكلوروفيل والخضروات والفاكهة ذات القشرة الخضراء، في خصائصه الكيميائية لا يُعتير حامض ولا قلوي، هو مرتبط بالبشرة ويُبطل الأثر السلبي للون الأحمر.

هذا اللون له أثر قوي جداً ضد الالتهابات واليَرَقانُ (الصفراء/ الصَفَر) والتهابات الكلى.

الخصائص النفسية

اللون الأخضر ملطف وشافي وباعث على السلام وبارد من ناحية خصائصه الإيجابية، إنه يدٌ حانية لهؤلاء المجهدين ذهنياً وبدنياً، للون الأخضر هو طاقة شفائية، ومن الناحية السلبية له فهو يمثل الأنانية والغيرة والكسل، إن اللون الأخضر الداكن يمكن أن يكون باعثاً على الاكتئاب أو حتى على الوهن والضعف، كما أن اللون الأخضر المائل للصفرة يحفز الكرم من الناحية الذهنية ويحفز الجسم على التخلص من مخلفاته من الناحية الجسدية، كذلك اللون الأخضر الربيعي يمثل الحياة الجديدة والبعث والفرحة والسرور، إن الذين يسيطر عليهم هذا اللون مليئين بالحب ويشعون بالمودة ويحبهم الناس، إن مخزون الأخضر الفاتح يزداد عند هؤلاء الواقعين في الحب، والذين يسيطر عليهم هذا اللون يحبون أعمال البستنة والزراعة.

اللون الأخضر يجمع بين آثار اللونين الأزرق والأصفر؛ فهو بارد كفاية ليكون مريحاً ومع ذلك فهو دافيء كفاية ليكون ودوداً وحميمياً، إن الذين يسيطر عليهم هذا اللون يكونون مستمعين صبورين لمشاكل الآخرين ويحبون الأطفال، فلا عجب أن هذا اللون هو اللون المسيطر على معلمات رياض الأطفال، أيضاً يكون لديهم مزاج معتدل جداً ولا يفقدون أعصابهم بسهولة، ولكن بسبب رقتهم فإنهم ينزعون إلى أن ينجرحوا بسهولة كما أنهم يكونون مبتكرين وذوي عزيمة.

إذا ازداد هذا اللون في مركز طاقة اللون الأصفر في الجسم عند بعض الناس فإنهم ينزعون إلى أن يكونوا جياشي العاطفة ويصبحون شديدي الاهتمام بمشاكل الآخرين إلى درجة أنهم يفقدون شهيتهم ممهدين الطريق للإصابة بالمشاكل الهضمية.

إذا نقص هذا اللون من مركز الطاقة الموجود بالمخ لأحدهم فإن هذا الشخص ينزع إلى أن يكون أنانياً ولا يتردد للحظة في الحصول على أي شيء بدون مراعاة لمشاعر الآخرين، أما إذا نقص هذا اللون من مركز الطاقة الموجود بالحلق فإن الشخص ينزع لأن يكون خشناً في نبرة صوته، أما إذا ازداد اللون عن الحد الطبيعي فإن هذا الشخص يصبح لين الحديث لدرجة أن الناس تبدأ في استغلاله.

الجوانب الإيجابية لهذا اللون أنه يساعد على التحكم في التوتر والعصبية والانفعّالات العاطفية.

الخصائص المادية

إن اللون الأخضر يبني العضلات والعظام وخلايا أنسجة أخرى، وهو يخفف من التوتر ويخفض من ضغط الدم المرتفع ويعمل كمهديء للجهاز العصبي السمبثاوي، كما يعمل على توسيع الأوعية الدموية ويحفز عمل الغدة النخامية، إن ذبذبات هذا اللون تعمل على التطهير من البكتيريا والفيروسات والجراثيم، واللون الأخضر معروف بقدرته على شفاء الجروح المصابة بالعدوى وشفاء التقرحات والسيطرة على ارتفاع ضغط الدم، كما إن له أثراً ملطفاً ومبرداً على الالتهابات، والأمراض التي يمكن علاجها باستخدام هذا اللون تتضمن: حمى القش والتيفوئيد والتقرحات والأمراض التناسلية والبواسير والأرق وسرعة الانفعّال والتهاب الحنجرة والملاريا والسرطان وفرط التنبه والزُهَري والتهاب الكبد واضطرابات الكبد، إنه لا يشفي البشرة التي احرقتها الشمس فحسب وإنما يشفي من الحكة كذلك، كما أن له أثراً مذهلاً في معالجة التجاعيد ومشاكل البشرة الأخرى.

اللون الأزرق السماوي

هذا اللون يوجد في الألومنيوم والكوبلت والزنك والرصاص والسمك ولحم الدواجن بجانب العنب والخوخ (الدرّاق) والبرقوق، هذا اللون مرتبط بالجزء العلوي من الجسم: الرأس والرقبة والوجه والأكتاف، وهو أكثر الألوان برودة ولذلك فهو يستخدم للقضاء على الآثار السلبية للونين الأحمر والبرتقالي.

الخصائص النفسية

الأزرق هو لون الوعي السماوي والحقيقة والتناغم والهدوء والأمل، ولهذه الأسباب بالتحديد فإنه يُعتبر لون روحاني، اللون الأزرق هو لون التهدئة ومن الشائع استخدامه في غرف المرضي العقليين والمجرمين العنيفين ليس فقط بسبب آثاره المهدئة ولكن أيضاً بسبب الأثر الأعمق الذي يولّده في العقل، من جوانبه السلبية أن الكثير من اللون الأزرق يمكن أن يكون مسبباً للاكتئاب ومبرزاً لمشاعر الإنهاك والبلادة، أما الأثر البارد المرتبط باللون الأزرق على ذوي الطباع الحادة فهو يتسبب في تهدئتهم.

اللون الأزرق هو اللون الذي يتسم بالموازنة والتناغم حيث يعيد مجرى الدم إلى وضعه الطبيعي ويقلل من إثارة الأعصاب ويعمل كمادة قابضة، وهو يمكن امتصاصه من البيئة المحيطة خلال القيام يالتأمل والتوسع الروحي، إنه يساعد العقل على الاسترخاء ويساعد الإنطوائيين على الخروج إلى العالم، كما أنه يخفف عن مرضى الهوس الاكتئابي، لكن بعد مرور أكثر من 20 دقيقة من العلاج المركز بالأشعة الزرقاء فإن الاكتئاب العقلي يبدأ في الظهور، والجدير بالذكر أن الملابس الزرقاء والأثاث الأزرق يُشعرون الشخص بالإنهاك.

اللون الأزرق هو لون الحقيقة والتفاني والهدوء والإخلاص والحدس ووظائف المخ العليا.

الذين يكونون تحت تأثير هذا اللون يكونون محبين للخير ولمساعدة الآخرين ويبذلون جهدهم في خدمة مخلوقات الله سبحانه وتعالى.

الخصائص المادية

هذا اللون له شأن عظيم مقارنة بكل الألوان الأخرى نظراً لآثاره وأهميته، فهو ترياق للشفاء من ذبذبات اللون الأحمر، كما أنه يزيد من معدل الأيض ويبني الحيوية ويحث الجسم وخلايا المخ على النمو ويبطيء من ضربات القلب ويعمل كمقوٍ للجسم بشكل عام، كما أن لديه خصائص مُطهِره ويتغلب على تقلصات العضلات والأوعية الدموية وله أثر ملطف ومبرد على الالتهابات ويُستخدم لعلاج الحمّى والحروق وإعتام عدسة العين (المياه البيضاء) والالتهابات وارتفاع ضغط الدم والصداع وخفقان القلب وعدوى الفم والأسنان والأرق والصرع واليَرَقانُ (الصفراء/ الصَفَر).

إن اللون الأزرق يتعارض مع الاضطرابات التالية: نزلات البرد والنقرس والشلل والروماتيزم.

اللون النيلي

مسحة من اللون الأحمر ممزوجة مع اللون الأزرق السماوي تُنتج اللون النيلي، إنه كهربيّ ومُبرد وقابض، وهو محفِّز للغدة الجاردرقية ومثبط للغدة الدرقية ومُنقي للدم ويساعد على بناء الخلايا البلعمية التي تبتلع الأجسام الغريبة ومخثر للدم (يوقف أو يقلل من النزيف المفرط)، كما أنه يحث على قوة انقباض العضلات ويعالج صعوبة التنفس ويحث على عدم الشعور بالألم مثلما يحدث في التنويم المغناطيسي.

أشعة اللون النيلي تتحكم في التيارات الروحانية الخاصة بالأجسام الروحانية الخفية، كما تتحكم في ذبذبات المخ وتؤثر في الرؤية والسمع والشم على الصعيد الجسدي والعاطفي والروحاني، إنها تساعد في إصلاح تلف وتآكل خلايا المخ والجسم كما تقلل من تدهور خلايا وأنسجة الجسم، إن نقص هذا اللون في الجسم يولِّد الغضب والمزاج الحاد، إنه يمثل قمة فن الاستشفاء الطبيعي حيث السموم والنفايات القديمة للنظام الفسيولوجي يتم طرحها من الجسم مفسحة الطريق من أجل الأنسجة الجديدة.

تأثير اللون الأزرق السماوي واللون النيلي يمثل الكثير لأن الإثنين في الأساس يمثلان اللون الأزرق، اللون الأزرق السماوي أكثر برودة من اللون النيلي ويُستخدم عند وجود دلائل للاحتياج لاستخدام درجة من الأزرق تكون أقل برودة، الاضطرابات التي تحتاج لاستخدام اللون النيلي تتضمن: تنقية الدم وفرط نشاط الغدة الدرقية والأمراض العقلية وأمراض الأنف وأمراض الجهاز العصبي والتشنجات والصمم والهذيان الارتعاشي وعسر الهضم وأمراض العين والأذن ونزيف الأنف والوساوس (الاستحواذ الهاجس) وأمراض الحلق ...إلخ.

هذا اللون يتعارض مع الأمراض الناتجة عن نزلات البرد والنقرس وانخفاض ضغط الدم وخفقان القلب الناتج عن الضعف.

اللون البنفسجيّ

اللون البنفسجيّ هو مزيج من اللونين الأحمر والأزرق بنسب متساوية، إنه يمثل الدوافع الطيبةوالتطلعات الروحانية المرتفعة والتركيز المعزَز للروح، إنه مرتبط بالرخاء والثراء وزيادة الإنتاجية، إن اللون البنفسجيّ هو أسرع الذبذبات بين ألوان قوس قزح فهو يتلاشى أسرع من أي منهم، إنه يحفز الطبيعة الروحانية للإنسان؛ فذبذبات اللون البنفسجيّ تقدم إدراكاً عظيماً وغموضاً كبيراً وممالك أوسع من الإبداع، إنه لون القيم الجمالية؛ فإذا افتقر شخص ما إلى هذا اللون في تركيب جسمه فإنه لا يستطيع تقدير الجمال والقيم العليا، قال "ليوناردو دافـينشي": "إن قوة التأمل يمكنها أن تصبح أعظم بعشر مرات إذا كان الضوء البنفسجيّ مسلَطاً من خلال الزجاج الملون لأحد النوافذ في كنيسة هادئة".

أما جانبه السلبي فهو أنه يمكن أن يغمر المرء فيجعله متكبراً ومدعياً ويمكنه حتى أن يولد الخداع، وهو يُبطل ويلغي الآثار السلبية لذبذبات اللون الأصفر.

اللون البنفسجيّ يحفز الطحال ووظائف المخ العليا والغدد بما في ذلك الغدد التناسلية وأيضاً العظام ويثبط عمل الجهاز الليمفاوي وعضلات القلب والأعصاب المستنفرة، إن اللون البنفسجيّ مهديء في حالات المرض العقلي؛ فهو يتحكم في سرعة الانفعّال ويقلل من الإحساس بالجوع ويساعد على بناء خلايا الدم البيضاء ويحافظ على التوازن الآيوني خاصة التوازن الآيوني الخاص بالبوتاسيوم والصوديوم.

يستخدم اللون البنفسجيّ في علاج الأمراض والاضطرابات التالية:

مشكلات المثانة واختلال نمو العظام  والتهاب السحايا الشوكي وارتجاج المخ والشد العضلي وأمراض الكلى والأمراض العقلية وأمراض فروة الرأس وعرق النسا والتهاب الأعصاب والروماتيزم والسمنة والأورام الحميدة والخبيثة ومرض السكري والثَرٌّ الأَبْيَض (السَيَلان الأبيضُ أو المَهبِلِيّ) والسيلان والأمراض الجنسية والتناسلية ...إلخ.

لون الماجـينتا (الأحمر الضارب للأرجواني)

لون الماجينتا ينتج عندما يُضاف اللون الأصفر إلى اللون البنفسجيّ، والشخص الذي لديه هذا اللون في الـ "أورا" أو الهالة الخاصة به يتمتع بقدرات إدارية، يتم استخدام هذا اللون عندما نحتاج لاستخدام كل من اللونين الأصفر والبنفسجيّ في نفس الوقت، على سبيل المثال: في حالتيّ السمنة ومرض السكري.

اللون الأبيض

في الحقيقة، اللون الأبيض ليس لوناً واحداً بل هو توليفة من كل الألوان التي نجدها في قوس قزح، إن من خصائص الأسطح البيضاء أنها لا تمتص أي لون وأنها تعكس كل الألوان، والألوان السبعة كلها نجدها في هذا اللون بنسب محددة، إنه يُعتبر لون النقاء والتقوى لأنه لا يسمح لأي لون آخر أن يلوثه بل إنه يخفف من شدة هذا اللون عندما يمتزج به، فاللون الورديّ على سبيل المثال ينتج عندما يُضاف اللون الأبيض إلى اللون الأحمر وبذلك يمكن السيطرة على الآثار السلبية للون الأحمر بدرجة كبيرة.

إنه يُستخدم في الاضطرابات التي بها فرط في لون معين نحتاج لتقليله بسبب هذه الخاصية بالتحديد الخاصة باللون الأبيض، كما أن اللون الأبيض يُستخدم في علاج الاضطرابات الأخلاقية والأدبية مثل الكذب واستخدام الألفاظ البذيئة وهوس السرقة وإدمان المخدرات والمرضي العقليين العنيفين، كذلك يُستخدم في علاج الأمراض النفسية حيث أثّر فرط فعّاليات الألوان في العقل والأعصاب و قد أحرز نتائج مذهلة في هذا الأمر.

يُستخدم هذا اللون أيضاً لعلاج الطفح الجلدي وارتفاع ضغط الدم والأُدْرَة (قِيلَةٌ مائِيَّة- تجمع السوائل بالخصيتين)والجنون ...إلخ.

اللون الأسود

اللون الأسود كذلك ليس لوناً بحد ذاته لكنه يظهر عندما لا يتواجد أي لون آخر، فالأسطح السوداء بعد امتصاصها لشعاع كل الألوان تعكس موجات غير مرئية لأعيننا، هذا اللون يُستخدم في الأمراض التي يتخطى فيها العديد من الألوان حدها الطبيعي في جسم المريض ولكي نسيطر على حالة شخص لديه فرط في عدة ألوان، واتضح أن استخدام اللون الأسود أو ذبذبات اللون الأسود مفيد جداً في حالات السمنة، إن هذا اللون يوصى به فقط بسبب حقيقة أن العديد من الألوان المتراكمة يجب طردها من الجسم لأنها لا تُستخدم بشكل ملائم.

يجب توخي الحذر عند استخدام هذا اللون؛ فأثناء العلاج باللون الأسود وفور أن نلاحظ نقص أي لون آخر يجب أن نستخدم هذا اللون –الذي حدث به نقص- بجانب استخدام اللون الأسود.

على سبيل المثال: عندما نعطي المريض ذبذبات سوداء خلال العلاج من السمنة إذا شكى المريض من الصداع أو انخفاض ضغط الدم فيجب استخدام اللون الأزرق أو الأحمر كذلك لكى نضمن كفاءة العلاج.

اللون الرمادي

اللون الرمادي ينتج عندما يُضاف اللون الأبيض إلى اللون الأسود، هذا اللون يُعتبر ذا أثر معتدل حيث أنه يتكون من اللونين الذين لهما طبيعة متطرفة، طريقة استخدام هذا اللون هي بجعل المريض يحدِّق خلال لوح زجاجي أبعاده 9x12 بوصة (البوصة = 2.54 سم) مطليّ بهذا اللون لمدة 15 إلى 20 دقيقة لمرتين أو 3 مرات في اليوم.

يتم استخدام هذا اللون حين يعاني الشخص من نقص أحد الألوان وفرط في عدد من الألوان الأخرى كما في حالات البهاق على سبيل المثال، وقد حقق استخدام هذا اللون نتائج جديرة بالثناء.

اللون البنيّ

اللون البنيّ ينتج عن امتزاج اللون الأسود باللون الأحمر، إنه يتدرج من اللون الأصفر إلى اللون الأحمر، وبرغم أنه لون محايد وداكن فإنه يحتوي على الكثير من العمق والثراء فهو لون الخصوبةالكامنة، كما أنه يُستخدم كمادة حافظة، وبصفة عامة هو يُعتبر صديقاً للبيئة؛ فهو يقدم جواً صحياً أو غلافاً يمكن القيام فيه بالعمل أو اللعب أو النوم، وهو كذلك يقوم بوظائف الأيض الشائعة، إن مجموعة من الأشياء ذات اللون البنيّ كفيلة بتحسين وظائف أعضاء الجسم الداخلية والعقل.

بسبب خصائصه الحافظة يُستخدم اللون البنيّ في زجاجات الدواء والعديد من الأشياء التي تكون عُرضة للتلف لحمايتها من الانحلال والإنتهاء.

تحسين الإدراك

في كل حضارة تقريباً تعوّد الإنسان على الاستفادة من الألوان على 3 مستويات: جسدية وذهنية وروحانية، على المستوى الجسدي نجد أن الألوان مسئولة عن السلامة الجسدية والصحة والخير بصفة عامة، وعلى المستوى العقلي نجد الألوان مسئولة عن المزاج والصحة العقلية وتساعد في الحصول على اتجاهات إيجابية في الحياة ومشاعر نحو الآخرين، أما على المستوى الروحاني فالألوان تجعلنا مدركين لعالم يفوق بكثير  هذا العالم المادي والذي سنعيش فيه بعد انتقالنا من هذا العالم الحالي إلى الحياة الآخرة.

بعد أن نعيش لفترة محددة في هذا العالم نولَد في مملكة حيث تبدأ فيها فترة أخرى من حياتنا، في تلك المملكة نجد ضوءاً أبيض بلون الحليب -وهذا اللون يمكن أن نشهده من خلال عين ثالثة-، هذا اللون لا يحافظ فقط على توازنه بنفسه ولكنه يحافظ على توازن الألوان الأخرى كذلك، الذين يستطيعون تخزين هذا اللون بداخلهم أثناء وجودهم في هذا العالم المادي يبدأون في بثه كذلك من أجل الآخرين، كذلك فإن هذا الضوء يخترق الأغراض والأشياء ذات الاستخدام اليومي بالنسبة لهذا الشخص الذي استطاع أن يخزِّن كميات كافية من هذا الضوء بداخله، ولهذا السبب فأغراض الأشخاص الروحانيين يتم حفظها كأشياء ذات بَرَكة أو رمز للحظ السعيد.

الذبذبات الخفية للضوء الحليبي تستمر في الانبعاث من قبور هؤلاء الذين تمكنوا من تخزين هذا الضوء بداخلهم، فمخزون هذا الضوء داخل الشخص من ناحية فهو ينير الروح ومن ناحية أخرى يعطي تأثيراً كهربيّاً للجو المحيط بمثل هذا الشخص، هؤلاء الذين يجمعون هذا الضوء المشع في داخلهم يظلون في مزاج جيد طوال الوقت، يتمهلون ويتدبرون في حل ألغاز الحياة والموت، الحياة الدنيا والحياة الآخرة وسبب مولدنا والهدف من حياتنا وكيف نحققه.

لكن السؤال هو إذا كان هناك العديد والكثير من الألوان تنهمر على المرء في حياته فكيف إذن يتمكن من تخزين هذا الضوء الأبيض الحليبي في داخله؟ الطريقة سهلة جداً وفعّالة، فقط قم بتخصيص بعض الوقت  في ساعة معينة من النهار أو الليل واجلس للتأمل لمدة 20 إلى 30 دقيقة في اليوم، خلال هذا التأمل نحن نحاول أن نوطد العلاقة مع نفسنا الداخلية، وعندما ننجح في توطيد العلاقة مع نفسنا الداخلية فإن الضوء الأبيض الحليبي -ضوء مملكة الغيب- يبدأ في أن يغمرنا.

بجانب فوائد أخرى فإن تراكم هذا الضوء في النفس الداخلية لشخص ما تحصّنه من مشاكل الحياة الدنيا والأمراض، لكنه أيضاً يتمكن من إفادة الآخرين بطرق عديدة، فإذا كان يتمنى الخير لشخص آخر فإن صلاح هذا الشخص الآخر يأخذ مساره ويبدأ هذا الصلاح في الظهور عليه بمرور الوقت.