Spiritual Healing

النظرية الروحانية للألوان

العالم الروحاني العظيم "قلندر بابا اولیا" يقول:

"حتى الآن اكتشف الإنسان حوالي 60 نوعاً من الألوان، الناس ذوي البصر الحاد جداً يمكنهم التفرقة بين درجات الألوان هذه، فالإنسان يُسمِي الأشياء التي يمكن لبصره ادراكها، مثل اللون والضوء والأحجار الكريمة والمياه، فعندما ننظر للسماء يرتد إلينا البصر منعكساً على شاشة العقل مكوناً انطباعاُ هذا الإنطباع يُعرف باللون الأزرق السماوي".

 

بعد المطر وعند صفاء الجو من الأتربة والدخان فإن شعاع اللون الأزرق السماوي يتغير تدرجه اللوني بحسب موقعه، فيتدرج اللون من الداكن أو الفاتح وأحياناً يتغير اللون إلى لون آخر تماماً أو إلى ألوان آخرى. هناك عدد لا يحصى من الأشعة، فنوع الشعاع يراه البصر لوناً، والجو مليئ بأشياء كثيرة بجانب أشعة الألوان وهي المسئولة عن التغيرات فيه، فالجو يتضمن الضوء والأكسـجـين والنيتروجين وغازات أخرى لها كثافات مختلفة،  هذه المكونات المختلفة تُنتج أنواعاً مختلفة من الألوان، أيضاً يجب أن نضع في اعتبارنا أن التدرجات اللونية الداكنة والفاتحة تلعب دوراً هاماً في صنع أنواع مختلفة من الألوان.

 

ماهو المصدر الفعلي للون؟ الإنسان لا يعرف ذلك بالتحديد، فالمسافة بين أصل قوس قزح والأرض يُقال أنها 90 مليون ميل، هذا معناه أن الألوان التي نراها قريبة في السماء تنشأ من مسافة بعيدة جداً، من الصعب قليلاً أن نستوعب أنه بجانب الأشعة هناك أشياء تندمج في الهواء وتتواجد في الجو، فأصغر مكونات الأشعة التي تصلنا من الشمس تسمى "فوتون".

 

في الصوفية كلمة "عاریز" تُستخدم للتعبير عن الـ "فوتون"، لكن كلمة "فوتون" لا تعبر بالضبط عن معني كلمة "عاریز" لكنها أقرب ما يكون لها؛ فـ"عاريز" أكبر وأشمل، من أحد خصائص "عاريز" هو أنه ليس لها أبعاد وأنها خفيفة الحركة وسريعة جداً فتعود من حيث بدأت رحلتها في اللحظة نفسها بعد أن تكون قد غطت الكون كله، لا يمكننا أن نقول أن هذا هو حال الـ"فوتون" وفقاً للعلماء، لكن بالقطع الـ"عاريز" تسافر خلال الكون بسرعة مذهلة حتى أنها تعود من حيث بدأت رحلتها في اللحظة نفسها بعد أن تعبر الكون كله، وبما أنه لا توجد أبعاد في الـ"عاريز" لذلك فإنها عندما تتشتت في شكل أشعة فإنها لا تتصادم ولا تستبدل بعضها بعضاً.

 

فالفراغ في الحقيقة ما هو إلا اتصال الـ"عاريز" مع أي من العناصر الموجودة في الغلاف الجوي.

 

ماهو الغلاف الجوي؟ الغلاف الجوي هو حيث تنقسم الألوان، انقسام الألوان هذا ليس حادثاً بسبب الـ"عاريز" وحدها لكنه بالأحرى يحدث بسبب الدوائر المتكررة التي تنتجها الـ"عاريز"، فعندما تصطدم الـ"عاريز" بهذه الدوائر المتكررة فإنها تُنشيء أشياءاً مثل الفراغ والألوان وأشياء أخرى.

 

السؤال الآن هو، كيف تتكون الدوائر المتكررة في الأشعة؟

نحن نعرف بالفعل عن وجود النجوم في المجرات، النجوم التي تُعتبر الشموس، والمسافة بين نجمين مقدّرة بحوالي خمس سنوات ضوئية على الأقل، وحيثما تتصادم أضواء هذه النجوم فإنها تقوم بتكوين دوائر متكررة بسبب الإختلاف في أنواعها، كوكب الأرض والكواكب الأخرى ماهم إلا دوائر متكررة أيضاً والتي تتكون في الأضواء المتصادمة الخاصة ببلايين النجوم في مجرتنا، وحيثما تتصادم الأضواء الخاصة بتلك النجوم تتكون دائرة متكررة جديدة، والتي بعد أن تقوم بتجميع المزيد من الأضواء تأخذ شكل كوكب.

 

باديء ذي بدء فإن خليط من اللون السماء الأزرق مضافاً إليه ألواناً أخرى عديدة يستقبله الإنسان من خلال رأسه وشعره، هذا الخليط من الألوان يستمر امتصاصه ويؤثر على أفكار الإنسان ومشاعره، وكلما تقبّل الإنسان هذا التأثير كلما تأثّر به.

 

هناك بلايين الخلايا في مخ الإنسان يتدفق خلالها تيار كهربيّ ناتج عن ترددات أشعة الألوان، والأفكار تستمر في المرور خلال العقل الواعي والعقل الباطن ولكن أغلبها يتدفق عبر العقل اللاواعي، بسبب هذا التيار تتغير الأفكار والمشاعر باستمرار تحت تأثير درجات الألوان الداكنة والفاتحة، فدرجة اللون بعد أن تُنتج تأثيرها فإنها تترك مكانها لدرجة أخرى من اللون لتتولى الأمر، ودرجة اللون التي تم استبدالها إذا كانت داكنة بما يكفي فإنها تتحول إلى مشاعر وباقي الأفكار تتبدد في الهواء.

 

إن الإنسان يتعلم أن يربط هذه الأفكار ببعضها بالتدريج، والأفكار التي لم يتم يستضيفها العقل يتم حذفها بالكلية، والأفكار التي تشرّبها العقل تصبح أفعّالاً وأعمالاً، درجات الألوان هذه مسئولة عن الحزن والفرح الذين نختبرهما تجعلنا سعداء أو تعساء وفقاً لحدتها، ودرجات اللون المنبوذة يتم صرفها من الجسم والأخرى التي تشرّبها الجسم يتبناها الجهاز العصبي.

 

بما أن الإنسان من ذوات القدمين فهو يمشي ويتحرك في الأنحاء في وضع قائم على قدمين، لذلك فتلك التدرجات اللونية تؤثر على المخ أولاً، للمخ خطوات معينة للتحكم في عمل الجهاز العصبي، فالجزء الخلفي من المخ المُسمى بـ"النخاع المستطيل" ومعه الحبل الشوكي يلعبان دوراً محورياً في التحكم في الجهاز العصبي، فالحزن والسعادة هي في الحقيقة نوع من النبضات الكهربيّة التي تدخل النظام العصبي من خلال المخ وتؤثر على الجهاز العصبي بالكامل.

 

الموجات التي تدخل مخ ذوات القدمين تخرج إلى الأرض من خلال القدمين بعد أن تمر خلال الجسم بأكمله، لكن وزن وتأثير هذه الموجات ليس موحداً لكل الأماكن في الغلاف الجوي فهي تختلف من مكان لمكان بسبب طبيعتها المتقسّمة، وكنتيجة لهذه الطبيعة فإن المخ يتشرَب بعض التدرجات اللونية أكثر من غيرها والبعض الآخر يتم إهماله بالكلية.

 

إذا نظرنا إلى وجه أحدهم بإمعان يمكننا أن نلاحظ في وجهه العديد من الألوان، وأبرز ما فيه هو لون عينيه والمشاعر التي يختبرها هذا الشخص في تلك اللحظة بالتحديد، فالعديد من تعابير الوجه الخارجية التي نراها في وجوه الناس تؤثر على مشاعرنا: بعضها يُنعشنا وبعضها يتسبب لنا في الكآبة، بعضها يعطينا القوة والبعض الآخر يجعلنا نشعر بالضعف، كل العمل الدماغي يتوقف على المشاعر التي نراها في وجوه الغير والتي بالتدريج يتم تشرُّبها في الأعصاب، أحياناً تعمل بشكل صحيح وفي أحيان أخرى لا تفعل، موجات المخ تُنتِج العديد من تعابير الوجه والتي –فعلياً- يبدو أنه من المستحيل قراءتها كلها، ولكن ما يزال يبدو الأمر وكأنه هناك شريطاً سينيمائياً يتم عرضه على وجوه الآخرين يخبرنا عن الإنطباعات المنقولة إلى الأعصاب.

 

اللون الأزرق السماوي

كما ذكرنا من قبل فإن الألوان ذات أنواع عديدة وكل واحد منها له أهميته، سوف نتعمق هنا في الألوان السبعة لقوس قزح (ألوان الطيف).

 

اللون الأزرق السماوي -وفقاً للروحانيين- فهو ليس لوناً في الحقيقة، إنه مجموعة من هذه الموجات التي وصلت للغلاف الجوي لكوكب الأرض من النجوم البعيدة لمجرتنا، لا يمكن للعين البشرية أن ترى لون أشعة الضوء القادمة من كل نجم والمسافرة بسرعة 300,000 كم/الثانية والتي تتصادم وتختلط مع أضواء نجوم أخرى، أضواء النجوم تختلط لتُكوّن ظلاً داكناً وهو الذي يدركه بصرنا باعتباره اللون الأزرق للسماء، انطباع هذا اللون ينفذ إلى الجمجمة البشرية وكل خلايا المخ تمتلئ به لدرجة أن هذه الخلايا لا يمكنها استيعاب أي شيئ آخر.

 

رغم أن كل خلية في المخ لها وضع نمطي ووظيفة لتقوم بها فإن عمل كل خلية لا يمكن دراسته منفرداً، لكن بشكل عام فإن عمل هذه الخلايا يكون في شكل خيال أو فكرة أو إحساس، هذا الجو من الخيال والأفكار والمشاعر يصب في الخلايا العصبية للمخ والدم يدور في الشعيرات الدموية للمخ بسرعة أكبر، وفقاً للروحانيين فإن الخصائص الحقيقية للدم مختلفة تماماً عما هو معروف عنها حتى الآن فالانطباعات الملقاه على المخ بسبب هذا الجو المحيط بنا تأخذ شكل سيل أو تيار والتي هى في الحقيقة ليست إلا أفكاراً أو تخيلات.

 

عندما يندمج الجو الذي صنعه اللون الأزرق السماوي بتيار الدم فإن الدوائر المتكررة الناتجة عن تمازج أضواء النجوم تصبح فعّالة في الجسم، هذه الدوائر المتكررة متناهية الصغر بحيث لا يمكن رؤيتها بأي وسيلة مادية ولكن يمكن دراسة تأثيرها في شكل قدرات وظيفية معينة، والتي تحفّز الأعصاب وتؤدي إلى زيادة أو نقصان المؤثرات مؤديةً إلى خلل في الجهاز العصبي.

 

يبدأ الاختلاف في الألوان ودرجاتها في هذه المرحلة، فاللون الأزرق الفاتح يُنتِج تخيلاً ضعيفاً جداً والذي يتلاشي في المخ بحيث أن درجات ظلال اللون الأزرق السماوي يتم إنتاجها في كل خلية في المخ، كل درجة للون لها خصائصها المتفردة، أول تيار لهذا التخيل ضعيف جداً ما لم يتم مضاعفته مرتين إلى 6 مرات ولا يمكن أن يتم استيعابه بواسطة العقل، إذا ظل هذا التخيل متركزاً على نقطة واحدة ولم ينتقل من موقعه الأصلي فإن الإنسان يظل في صحة جيدة ولا يختبر أي ضعف في الأعصاب، وتدفق هذا التيار نادراً ما يمكن ملاحظته، فإذا تركّز التدفق على نقطة واحدة حتي ولو لوهلة فإنه يُنتج تأثيراً مذهلاً ليس فقط على الجسم ولكن أيضاً على نطاق أوسع.

 

التأثير الأوليّ لهذا التيار يشعر به المخ من خلال النخاع المستطيل ثم يتغلغل من خلال العمود الفقري لينتشر حتى نهايات أطراف الخلايا العصبية، انتشار التيار هذا يُنتج الحواس، والبصر يُعتبر أهم حاسة في كل هذه الحواس.

 

عندما يقع انعكاس شيء ما أو منظر ما على شبكية العين فإنه يولّد إحساساً في الخلايا الظهارية للشبكية مسبباً تدفقاً مستمراً للتيار في العصب البصري، إذا تدفق التيار في الاتجاه الصحيح يكون الإنسان معافي تماماً، ولكن إذا كان هذا التيار لا يتدفق في الاتجاه الصحيح فإن ظلال اللون السائدة في المخ تصبح أكثر قتامة لدرجة تولّد الضعف في خلايا المخ، ولا تستطيع الأعصاب تحمُّل انعكاس الألوان الساقط على الشبكية، وإذا لم يتم تصحيح الوضع فإن قتامة الظلال ككل ينتج عنها درجة لونية مختلفة، على سبيل المثال: اللون الأزرق السماوي يصبح أزرقاً.

 

لابد أن يكون واضحاً للعقل أن كل المراحل الوسيطة لهذا التحول -والتي تكون متعاقبة متسلسلة- لها تأثيرها، ففي المرحلة الأولى من هذا التحول يصبح الشخص متقلباً إلى حد ما ومع ازدياد قتامة درجة اللون يزداد شعوره بالقلق، تحت تأثير هذه الحالة تختبر العديد من الأعصاب تغيرات مختلفة مسببةً تغيراً جذرياً في اللون.

اللون الأزرق

بشكل أساسي فإن اللون الأزرق له نوعان، أزرق فاتح وأزرق داكن، وخلايا المخ أكثر حساسية للون الأزرق الفاتح فهو الذي يؤثر على خلايا المخ أولاً، اللون الأزرق السائد في خلايا المخ مختلف عن اللون الأزرق الخاص بالغلاف الجوي السماوي، سماكة غشاء كل خلية يختلف عن الأخرى وهذا الغشاء قادر على تصفية الألوان، فاللون الأزرق يتحول إلى لون آخر عندما تصفي الخلية لونه الأزرق، يشترك في هذه العملية الملايين من الخلايا مما يؤدي إلى إثارة المخيلة والتي في مراحلها الأخيرة تظهر بشكل عملي.

 

 ألوان هذه الخلايا تتعرض لتغيرات أحياناً لدرجة أنه يتم إدراكها بأنها أحمر أو أخضر أو أصفر أو برتقالي، الأضواء الداخلة للجسم من الخارج لا يوجد بداخلها فراغ ولكن يتم انتاجه تحت التأثير الذي تمارسه خلايا المخ على هذه الأضواء، عندما يقوم تأثير خلايا المخ بتشكيل الفراغ فإنه يقوم بتحويل موجات الضوء إلى تشكيلة متنوعة من الألوان تصل إلى ستين لوناً، وفي الحقيقة فإن هذه الألوان بذاتها مسئولة عن عمل الحواس في العقل والجسم.

 

اللون الأزرق السماوي يعمل في خلايا المخ وفقاً لسعتها، فاللون الأزرق السماوي -والذي هو في الحقيقة تياراً كهربيّاً- بعد أن يدخل خلايا المخ يتحول إلى فراغ، وما يحدث على شبكية العين يتسبب في رؤية مشاهد عديدة بسبب التيار المتدفق في الخلايا، وهذا هو تأثير تدفق التيار في الخلايا، كلما كان النظر حاداً كلما كان قادراً على تمييز التيار.

 

تأثير خلايا المخ يُحوِّل موجات الألوان إلى تردد لون مختلف تماماً، واللون الأزرق يتحول إلى أخضر أو برتقالي أو لون آخر، بإختصار سنظل دائماً محاطين بنوع من التيار الكهربيّ والذي بعد أن يمر من خلال خلايا المخ يجعلنا نشهد ألواناً متنوعة. كل الحواس من بصر وشم وسمع ولمس وتذوق وكذلك الصحة والمرض كلها تنشأ بسبب هذا التيار الكهربيّ بالتحديد.

تأثير ضوء الشمس

الضوء يؤثر على كل ما هو حي وما هو غير حي، النباتات والحيوانات والإنسان على حد سواء، والضوء مبني على الألوان، وكل مادة تُخرج موجات من نوع محدد، فعندما تضع معدناً في الشمس فإنه لونه يتعرض للتغيير، بعض المعادن تتأثر بسرعة وبعضها يأخذ وقتاً ليتأثر، حتى لون الذهب يتغير بعد بعض الوقت عند وضعه تحت الشمس.

 

حياة كل كائن حي مغلفة بغطاء الضوء، فالضوء له تأثير عميق على الصحة.

 

ضوء الشمس يتشتت إلى 7 ألوان عند اصطدامه بالوعي، وكل انسان يستخدم هذه الألوان وفقاً لذوقه ومزاجه لأغراض ابداعية أو تدميرية، عند استخدام هذه الأضواء لأغراض تدميرية فإنها تقوم بإنتاج سم هائل يقوم بإعاقة تأثيرات البناء وتوليد الحياة لهذه الأضواء ويدمرها.

 

اللون الأحمر والألوان القريبة منه تسبب القلق، بينما الأزرق والألوان المشابهة له لديها أثر مهديء، كل لون لديه العديد من الدرجات والظلال، وهو أمر ناتج عن تعدد الترددات، فالضوء يُنتج تغيرات كيميائية، ومشاعرنا تتغير عند تغير كثافة الضوء.

 

معدل الشفاء الخاص بالاستشفاء بالألوان هو أعلى من أي معدل شفائي لأي نظام علاجي آخر تم اكتشافه واختباره وتجربته في تاريخ البشرية حتى الآن، فهذا النظام العلاج اقتصادي للمرضى، وإذا كان لابد من إجراء عملية جراحية، فإن علاج المريض بالألوان قبل وبعد العملية الجراحية يساعد على نجاحها، كما أن الاستشفاء بالألوان يعطي أفضل النتائج في علاج مشاكل القلب والربو والملاريا والحمّى والالتهاب الرئوي والتهاب العين وأمراض العين وأنواع أخرى من العدوى.

 

أيضاً علاج الدمامل باستخدام الألوان يكون أسهل وأكثر فاعلية من أنظمة العلاج الأخرى، أحد السيدات انتشرت لديها الدمامل من رقبتها وحتى أسفل ظهرها وظلت تحت العلاج مع 10 أطباء مشهورين، وبعد أن فقدت الأمل بدأت في استخدام الاستشفاء بالألوان الذي تم اقتراحه عليها، فشُفيت في خلال أسابيع قليلة بدون الحاجة لتناول جرعات مكثفة من المسكنات.

 

في حالات الحروق فإن النظام العلاجي هذا يدعو الأطباء للقيام بالأبحاث، فإحساس الألم في الأجزاء المحترقة من الجسم ينتهي في خلال دقائق.

 

يقوم ضوء الشمس بعد امتصاصه في الجسم بقتل الجراثيم ويسكن الآلام ويساعد على تكوين فـيتامين د -وهو الـﭭـيتامين المسئول عن توازن كميات الكالسيوم  في الدم- ومن هنا فهو يمنع أمراض العظام في كل من الأطفال والكبار.

 

ضوء الشمس مفيد كذلك في التئام الجروح؛ حيث أنه يحارب المواد المسببة للعدوى، فبعد امتصاصه في الجسم يعمل على طرد المواد المسببة للعدوى من الجسم من خلال المخارج الطبيعية للجسم، كذلك يساعد على تجفيف المياه التي تتراكم في تجاويف المفاصل والرئتين والبطن، إن ضوء الشمس يبث الحيوية والنشاط في الأعضاء الداخلية للجسم مما يؤدي للتعرق فيقوم بطرد المخلفات من الجسم، إن ضوء الشمس يقوم بتحسين عمل العقل والأعصاب عن طريق تزويدهما بطاقة إضافية، كما أنه يصحح الجهاز الهضمي ويزيد من الشهية والنوم حيث أنه يساعد في التغلب على الأرق.

 

نقص كريات الدم الحمراء يحدث لدى الناس الذين يلزمون الظلام أو يعملون في بيئة حيث ضوء الشمس لا يتوفر بشكل كاف، بينما البقاء في ضوء الشمس يساعد على زيادة كريات الدم الحمراء، أو يمكن القول أن ضوء الشمس يساعد في التغلب على الأنيميا.

 

حتى الأمراض مثل مرض السل يمكن علاجها بنجاح عن طريق تعريض المريض لأشعة الشمس لعدة ساعات يومياً، وطريقة العلاج هذه يمكن تنفيذها كالتالي:

اليوم الأول: نقوم بتعريض قدميّ المريض حتى ركبتيه لضوء الشمس من 6 إلى 7 جلسات لمدة 5 دقائق فقط في كل جلسة.

اليوم الثاني: نزيد الوقت إلى 10 دقائق لكل جلسة بفاصل 10 إلى 15 دقيقة بين كل جلسة والتي تليها.

اليوم الثالث والرابع: نقوم بتعريضرجليّ المريض حتى سرة البطن للشمس لـ6 جلسات 10 دقائق لكل جلسة.

بدءاً من اليوم الخامس: يتم تعريض جسم المريض بالكامل للشمس، بحيث يتعرض المريض للشمس بمتوسط من 3 إلى 5 ساعات –وفقاً لحالة الطقس- مقسّمة بالتساوي على 4 إلى 6 جلسات وفقاً للحالة العامة للمريض وقدرته على التحمل، إذا تم تعريض الجزء الأمامي للمريض للشمس في الجلسة الأولى ففي الجلسة التي تليها يجب تعريض الجزء الخلفي، ويجب تغيير الوضعين بالتبادل، كما يجب إبقاء الرأس والرقبة مغطاتين خلال تلك الجلسات.

 

يمكن لهذا أن يعطينا فكرة عن الطاقة التي توفرها الشمس، فالشمس تقوم بتوفير حوالي 16 إلى 26 ميجا جول من الطاقة لكل متر مربع في اليوم الواحد في شكل إشعاعات الضوء والحرارة، ومتوسط هذه الطاقة للعالم مقدرة بحوالي 13 ميجا جول لكل متر مربع في اليوم، بينما في باكستان هذا المتوسط يُقدّر بحوالي 19 ميجا جول لكل متر مربع في اليوم.

 

بما أن الزيادة في كل شيء مهما كان مفيداً يمكن أن تصبح مضرة، لذلك، ف الإستفادة من ضوء الشمس تكون قائمة فقط حتى يشعر الجسم بالراحة والحيوية.

 

إن عامل وجود الأشعة تحت البنفسجيّة في ضوء الشمس نجده بشكل أكبر في الأماكن حيث الأرض تتعرض لضوء الشمس بشكل مباشر، إن طبقة الأوزون الموجودة حول الأرض تعكس الأشعة فوق البنفسجيّة القادمة من الشمس وبذلك تمنعها من الوصول لسطح الأرض، فإذا ظل غطاء طبقة الأوزون سليماً ستظل كميات الأشعة فوق البنفسجيّة الواصلة إلينا معقولة.

 

إذا تعرض الجسم للأشعة فوق البنفسجيّة بشكل كثيف فيمكنها أن تسبب الإصابة بالسرطان، لذلك يجب اتخاذ أقصى درجات الحرص عند التعامل مع الأشعة فوق البنفسجيّة أو الأشعة تحت الحمراء، هذا الحرص ضروري بشكل مساوي بالنسبة للتعامل مع الأشعة السينية و أشعة جاما، فالتعرض المكثف للأشعة السينية يتلف نخاع العظام وتصبح العظام هشة، كذلك يمكنه أن يسبب سرطانات الدم مثل اللوكيميا ...إلخ، إن الكميات المكثفة من الأشعة السينية يمكنها أن تسبب تلفاً لا يمكن إصلاحه للعضلات الموجودة تحت الجلد لدرجة الإصابة بالجروح، وهذه الجروح يمكن علاجها باستخدام أشعة اللون البنفسجيّ.

 

إن أجهزة التلفاز -وخاصة الملون منها- تكون أكثر ضرراً حيث أنه تنبعث منها إشعاعات نشطة؛ فالتلفاز يعمل كأنه وحدة إنتاج للأشعة السينية، والتلفاز الملون أكثر ضرراً من التلفاز الأبيض والأسود حيث أنه يبث أشعات أكثر قوة، لذلك يجب توخي الحذر عند مشاهدة التلفاز، ويجب الحرص على مسافة الأمان الموصى بها عند مشاهدته، حيث يجب أن تكون المسافة التي تفصلنا عنه بالأقدام (القدم=30.48سم) هي نفس عدد بوصات (البوصة = 2.54 سم) شاشة التلفاز.


 

الضوء الطبيعي والضوء المصطنع

أثبتت الأبحاث العلمية أنه في ظل استخدام ضوء لمبة فلوريسينت ورديّ اللون أن النباتات الذكور ازدهرت جيداً بينما النباتات الإناث ذبُلت، وعلى العكس من ذلك فإن مصابيح ضوء النهار والتي تبث ضوءاً أزرقاً ساعدت النباتات الإناث على النمو لكنها أتلفت النباتات الذكور.

 

نمو النباتات يستمر في ضوء المصابيح الكهربيّة لكنها تتأخر في إنبات الأزهار حيث تنبتها في وقت أبكر في الضوء الطبيعي.

 

الحيوانات التي تم الإحتفاظ بها في ضوء اللمبات الكهربيّة كان لها رد فعل مماثل، فالحيوانات التي تم الإحتفاظ بها في الضوء الطبيعي أنتجت عدداً متساوياً من الذكور والإناث، لكن هؤلاء الذين تم الإحتفاظ بهم في ضوء اللمبات الفلوريسينت الورديّ اللون أنجبوا ذكوراً بينما الذين تم الإحتفاظ بهم تحت الضوء الأزرق أنجبوا إناثاً فقط.

 

الحياة تنمو في الضوء الطبيعي منذ جاء هذا العالم للوجود، فالنباتات تصنع طعامها لنفسها وللحيوانات كذلك عن طريق عملية التمثيل الضوئي، وضوء الشمس يساعد الأجسام على تصنيع فـيتامين د، إلى جانب أن الضوء وسيلة للرؤية كذلك.

 

هؤلاء الذين لهم علاقة بصناعة الدواجن يعلمون أن الضوء الذي يدخل عين الدجاجة ينشط عمل الغدة النخامية والتي تساعد على زيادة إنتاج البيض، ليس فقط في الدجاجات ولكن في سائر الحيوانات والبشر أيضاً، هذه الغدة تلعب دوراً هاماً في الحفاظ على التوازن في الجهاز الغُدِّيّ.

 

الغدد مثل الغدة الدرقية والغدة الكظرية والغدد الجنسية هي المسئولة عن إفراز سوائل ضرورية في الجسم، ويتباطأ عملها بالتدريج مع تقدم السن، كل هذه الغدد تتأثر بالأشعة فوق البنفسجيّة وضوء الشمس.

 

إن الذين اختبروا هذا النظام العلاجي يتحدثون باستحسان كبير عنه وعن نظامه الدوائي والشفائي، فالذين يعانون من السمنة أصبحوا رشيقين والذين يعانون من النحافة اكتسبوا وزناً ونمت لهم عضلات.

 

يسقط ضوء الشمس بشكل غير مباشر في الشتاء، ولذلك فهو ليس قوياً بالدرجة الكافية، لا يعاني الناس من نقص ضوء الشمس في الشتاء فقط ولكن الذين يعملون في المكاتب والمصانع كذلك يعانون من نقص الضوء الطبيعي.

 

الحياة تنبع من الضوء، فالضوء يحافظ على الحياة وفي النهاية فالحياة تنتهي في ضوء، الصحة البدنية والعقلية تعتمد على التوازن في الألوان والأضواء.

Topics


الاستشفاء بالألوان

خواجۃ شمس الدين عظيمي

أعمدة ومقالات صحفية وقِرَظ لخلق وعي لدى الجماهير عن نظرية الألوان وآثارها العلاجية وطرقها في مداواة الأمراض باستخدام الألوان تم نشرها في صحف عديدة في باكستان، والتي تضمنت  صحيفة حریت، جسارت، مشرق، آعلان، ملت، جونج (النسخة البريطانية والباكستانية)، أخبار إيجان وماج في عام 1960.

عدد الناس الذين تم نصحهم أو مداواتهم باستخدام هذا النظام العلاجي تعدى المليونين، لقد قمنا بتسجيل خبرات الناس الذين استفادوا من هذا النظام العلاجي خلال العشرين عاماً الماضية.