Spiritual Healing

الأمراض والأحلام الملونة

الإنسان يقضي حياته بأكملها في نوعين من الحواس:

1.       حواس نهارية (حواس اليقظة)

2.       حواس ليلية (حواس الأحلام)

 

الألوان تلعب دوراً بنفس الأهمية في الأحلام تماماً مثل أي فعل يحدث في عالم اليقظة وكذلك هو تجلّي الألوان، فعندما نفكر بأمر ما فإما أننا مهتمون به للغاية أو أن اهتمامنا به في أدنى الحدود، إذا توقف التفكير عند نقطة معينة وأصبحت الانطباعات عميقة الأثر فإن التجلي يصبح ضرورة وهذا هو أحد بنود قانون خوارق الطبيعة، فلا يوجد فكرة يمكنها أن تأخذ شكل مادي بشكل مغاير لهذا القانون، وكما الحال في حالة اليقظة حيث الفكرة تتجلى عندما يصب العقل تركيزه عليها كذلك الأمر في حالة الأحلام، فنحن نؤدي كل هذه الأفعّال والأعمال في أحلامنا والتي نقوم بها في حالة اليقظة، على سبيل المثال: إذا رأينا وردة خلال حالة اليقظة وأثار لون هذه الوردة اهتمامنا، فإننا في الحلم إذا رأينا وردة فإننا نشهَد لونها.

 

الرؤية والسمع والشعور ومواجهة السرور والحزن والشعور بالصحة والشعور بالمرض كلها شائعة بين كلا النوعين من الحواس، فالشخص يشعر بالضعف والوهن عندما يرى نفسه مريضاً في حلم، تماماً كما يشعر شخص بالضعف خلال حالة اليقظة عندما يكون مريضاً بالفعل.

 

القانون

إنه قانون الطبيعة أن الحياة تظل سارية سواءاً كان الإنسان في حالة يقظة أو حلم، الفرق الوحيد أنه خلال حالة اليقظة يشارك الجسم المادي للإنسان مباشرة في كل النشاطات، بينما خلال حالة الحلم الإنسان يتحرك في الأنحاء بدون تدخل الجسم المادي.

لا شيء في الكون بلا لون، فالكون يتضمن عالم الغيب والشهادة وما جاوز ذلك، عندما يسافر المرء في حلم فإنه يسافر على الأرض، يرى السماء والوديان والأنهار والينابيع والجداول والمحيطات والجبال، يرى نفسه سائراً أو طائراً فى الفضاء، وإذا حدث ورأى السماء والقمر والشمس والنجوم وشهدها كما يشهدها مستيقظاً وإذا وجد نفسه متجولاً في أحد الحدائق وشهد مشاتل أزهار من أنواع وألوان شتى ورأى الماء متدفقاً في النوافير وجذب انتباهه أسماك متعددة الألوان في الماء وأوراق شجر خضراء فاتحة وداكنة وفاكهة مثل المانجو والجوافة والكمثرى (الإجاص) والتفاح والعنب والبلح وفاكهة أخرى فإنه عندما يراهم يتعرّف عليهم بسبب هيئتهم وألوانهم، عندما يرى التفاح فإنه يتعرّف عليه بسبب لونه وهيئته، وعندما يرى العنب فإنه يتعرّف عليه نظراً لألوانه المميزة، وإذا شهد حدائقاً في حلمه فإنه يتعرّف عليها نظراً لألوانها، وإذا شهد المروج في حلمه فإنه يدركها بسبب ألوانها، وإذا رأى في الحلم أنه يأكل البرتقال فإنه أمر مستبعد الحدوث أن يكون لون البرتقال غير موجود، من الممكن أن يراه بلون مختلفبشكل ما، لكنه بالفعل يراه بلون أو بآخر.

 

كل هذا يشهد بأن أهمية الألوان لا يمكن تجاهلها حتى في حالة الحلم، فعندما نرى شخصاً أسوداً في الحلم فإننا نراه بنفس اللون الذي نراه به في حالة اليقظة، وبالمثل فإننا عندما نرى شخصاً ذا بشرة بيضاء في الحلم فإننا أيضاً نراه بنفس اللون الذي نراه به في حالة اليقظة.

 

أهمية الألوان خلال الحلم يمكن أيضاً أن نحكم عليها من خلال هذا التصوير، فعندما يرى شخص ما النار في حلمه فإنه يتعرف عليها بأنها النار ليس فقط بسبب لونها لكن بسبب شعوره بحرارتها كذلك، وإذا وجد هذا الشخص نفسه في مكان حيث يحيط به الجليد فإنه يشعر بالبرودة بجانب التعرّف على الجليد من لونه الأبيض، لكنه إذا وجد ناراً متقدة فإنه في هذه الحالة يشعر بالدفء، فمن الواضح أن الجسم المادي هو الذي يتعامل في العالم المادي بينما في عالم الأحلام الجسم المادي متوقف، للحصول على معلومات مفصلة عن هذه الأمور يمكنك الرجوع لكتاب "أحلام وتفاسير" (دريمز آند إنتربريتيشن) من أعمال المؤلف.

 

الإنسان في الحقيقة هو عبد لرغباته، فإنه لا يكاد يفرغ من تحقيق أحد رغباته حتى يشعر بالرغبة في أمر آخر على الفور، وهكذا دواليك حتى تضيع هوية الإنسان الحقيقية خلف ستار رغباته، إنه أمر لا يحدث أبداً أن تتحقق رغبات المرء كلها في نهاية المطاف، كذلك لا يحدث أبداً أن كل نوايا الإنسان تتجسد وـاخذ شكلاً مادياً.

 

عندما سأل أحدهم سيدنا على –رضى الله عنه- "كيف عرفت الله؟" قال: "عرفت الله بنقض العزائم".

 

برغم حقيقة أن كل أمنية للانسان لا تتحقق وأن كل نواياه لا تتشكل على أرض الواقع فإن الرغبات والأمنيات لا تزال تحيط به، وهذا هو الطريف في هذا الأمر، فالحياة المادية للإنسان هي عبارة عن سلسلة من الأمنيات إذا لم تتحق أحد أمانيه يشرع في مطاردة أخرى، وهذا ضروري برغم كل شيء لأن دقات ساعة الحياة لا تتوقف لتنتظر أحداً.

 

إن نقطة الضعف الأساسية في الإنسان أنه أبداً لا يتوقف عن الشكوي من الفشل والحرمان بينما الفشل والحرمان يرغمانه على اتخاذ الخطوة التالية، فعندما يتوقف شخص ما عند نقطة معينة بعد فشله في تحقيق إحدى رغباته أو امنياته أو نواياه فإن إحساس الحرمان يسود عليه لأن التوقف عند نقطة ما ليس أمراً طبيعياً كما أنه ضد هذا القانون.

 

إحساس الحرمان هو شجرة المرض تلك حيث كل غصن منها ينبت من جزعها وكل ورقة على كل غصن منها ليست إلا شعور بالاستياء وإحساس رهيب بالحرمان، إن إحساس الحرمان ينتج عن مشكلات نفسية والتي تبدأ في البداية كاضطراب أو اختلال عقلي ثم تصبح أمراضاً من أنواع عدة مثل التوتر والاكتئاب والفصام والهوس وتكرار الأفكار والأفعّال مما يؤدي لتدهور الجهاز العصبي بسبب تلك الاضطرابات فيقع المرء فريسة لأمراض أخرى مثل ارتفاع أو انخفاض ضغط الدم والسكري والتقلصات وهشاشة العظام ...إلخ.

 

الطبيعة طيبة وخيّرة وكريمة وتلهم الكائنات التي تعيش في الكون في الحصول على حياة سلمية، لكن عندما يسود الإحساس بالحرمان على شخص ما لدرجة أنه يقع فريسة للنفور من العالم فإن الطبيعة ترتب له أحلاماً ملونة ومبهجة والتي تعمل كعلاج لا إرادي لمشكلاته.

 

إن المرء نادراً ما يرى أحلاماً ملونة ومبهجة لكن وقتما يشهد مثل تلك الأحلام فإنها تُعد دليلاً على كرم الطبيعة الأم.

 

إذا عانت خلايا المخ -التي تتحكم في الأعصاب- من التدهور أو التعب أو البطئ فإن المريض يرى لوناً أزرق في أحلامه حتى أنه يشهد كل شيء يظهر في أحلامه باللون الأزرق، أما إذا لم تضعف الأعصاب وعانت الذاكرة من الضعف لسبب ما فإن المريض يلاحظ الزرقة في عمق كل شيء يراه في أحلامه.

 

إن مريضاً يعاني من ارتفاع ضغط الدم يشهد غالباً اللون الأحمر في أحلامه، ولكن إذا رأى مريض ارتفاع ضغط الدم اللون الأخضر فهذا يعني أن الطبيعة قد أنعمت عليه بالشفاء من المرض، لكن إذا شهد شخص ما لوناً أحمر أو رأى ألسنة لهب مشتعلة أو مصباح كهربيّ يبث ضوءاً أحمر فإن المعالِج بالألوان يمكنه بسهولة استنتاج أن هذا الشخص يعاني من ارتفاع ضغط الدم أو على وشك أن يصبح كذلك.

 

أحد ألغاز الأحلام أن المرء يشهد كل شيء جيداً كان أو سيئاً في أحلامه ويتأثر به، فأحياناً يختبر المرء خلال يقظته الشيء نفسه الذي شهده في أحلامه مثل أن يرى الشخص نفسه في الحلم يعاني من الحمّى وعندما يستيقظ يجد نفسه بالفعل يعاني من الحمّى.

 

العديد من الناس ذكروا أنهم يتذكرون أبيات الشعر التي استمعوا إليها في أحلامهم بعد الاستيقاظ برغم أنهم لا يميلون للشعر، وهناك أمثلة في التاريخ حيث أحد الأشخاص الأميين رأى نفسه في الحلم في صحبة علماء وعقب استيقاظه وُجد أنه يتمتع بحكمة العلماء.

 

في عالم الأدب والفن يوجد العديد من الأمثلة حيث نجد أن الحالم قد قام بتأليف أغنية أو كتب شعراً وعند استيقاظه يقوم بكتابتها بكل سهولة وتصبح تحفة فنية، "مولانا جلال الدین الرومي" حظى بأفضل أبيات الشعر خلال أحلامه وكتبها بعد استيقاظه، "ابن الفارس" -أعظم شاعر صوفي- قام بتأليف أفضل أشعاره في احلامه وكتبها على الورق عند استيقاظه، وكذلك العديد من أبيات الشعر الخاصة بـ "الشيخ سعدي" قام بتأليفها خلال أحلامه، يوجد العديد من الأمثلة في مجال الفن والشعر وحتى مجال العلوم والتكنولوجـيا، في البداية يتم رؤية الفكرة في الحلم ثم بعدها تتجسد في العالم المادي.

 

تركيب المواد العضوية للكاربون ظلت لغزاً للعلماء، كلما اقترح أحدهم شيئاً يتم انتقاده بشدة، وإحساسهم بالسخط اجبرهم على ترك تلك الفكرة واستمرت رحلة البحث، وفي احدى الليالي العالم الكيميائي "فريدريك أوجست كيكولي فون شترادونتس" (1829 حتى 1896) -والذي كان يعمل جاهداً على الشكل الهيكلي لمركب الكربون- كان منشغلاً بمجهوداته للعثور على الحل لهذه المشكلة التي لم يتم حلها عندما غلبه النوم، ورأى في الحلم ثعباناً يمسك بذيله في فمه، بعد استيقاظه أثبت أن البنزين كان يشبه الثعبان الذي رآه في الحلم، عندها لغز الكيمياء العضوية المحيِّر وجد حله في حلم، اكتشافه سُمي على اسمه "معادلة كيكولي" وكذلك يُعرف بـ "حلقة البنزين".


Topics


الاستشفاء بالألوان

خواجۃ شمس الدين عظيمي

أعمدة ومقالات صحفية وقِرَظ لخلق وعي لدى الجماهير عن نظرية الألوان وآثارها العلاجية وطرقها في مداواة الأمراض باستخدام الألوان تم نشرها في صحف عديدة في باكستان، والتي تضمنت  صحيفة حریت، جسارت، مشرق، آعلان، ملت، جونج (النسخة البريطانية والباكستانية)، أخبار إيجان وماج في عام 1960.

عدد الناس الذين تم نصحهم أو مداواتهم باستخدام هذا النظام العلاجي تعدى المليونين، لقد قمنا بتسجيل خبرات الناس الذين استفادوا من هذا النظام العلاجي خلال العشرين عاماً الماضية.